May 22, 2024 2:57 PM
خاص

مؤتمر دولي للسلام في الصيف المقبل...عقد الموجبات يكتمل

نجوى ابي حيدر

المركزية- حينما اندلعت حرب غزة على اثر عملية طوفان الاقصى التي نفذتها حماس، ذهب كثير من المحللين السياسيين الى اعتبارها مفتاح التسوية الكبرى لأزمات المنطقة . آنذاك صدحت اصوات تستخف بالنظرية هذه وتحذر من انفجار اقليمي كبير وحرب عالمية ثالثة.

بعد سبعة أشهر على المعارك الدامية والممارسات الاسرائيلية الوحشية والمجازر التي ارتكبت في حق اهل غزة وقد فاق عدد الشهداء الـ 35 الفاً، تبدو التطورات ترجح فرضية التسوية، على رغم تعنت اسرائيل ورفضها كل اتفاقات وقف النار التي قبلت بها حماس، لأسباب ترتبط عضويا بالوضع الاسرائيلي الداخلي وتحديدا برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي بلغت مأزوميته ذروتها في اليومين الاخيرين مع إعلان المدّعي العام في "المحكمة الجنائية الدوليّة"، كريم خان، انه قدم طلباً إلى المحكمة لإصدار مذكّرات توقيف دوليّة ضد نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم تشمل "التجويع" و"القتل العمد" و"الإبادة و/أو القتل"، ومثلهما عدد من مسؤولي حماس. تطور استنفر نتنياهو واخرجه عن طوره فعمد الى تهديد خان والصاق شتى انواع التهم به واصفا الامر بالفضيحة. لكنّ جام غضبه فجّره قرار ثلاث دول اوروبية هي اسبانيا والنروج وايرلندا الاعتراف رسميا بدولة فلسطين في خطوة ستدخل حيز التنفيذ في 28 الجاري ما يرفع عدد اعضاء الاتحاد الاوروبي الذين يعترفون بالدولة الفلسطينية الى 11 دولة.وقد أمر وزير الخارجية الاسرائيلي باستدعاء سفراء الدول الثلاث"لتوبيخ شديد" بعد قرارات بلدانهم الاعتراف بدولة فلسطين.

تعنت رئيس حكومة اسرائيل مهما بلغ سيصطدم بقرار دولي كبير يبدو على وشك الاتخاذ يقضي بعقد مؤتمر دولي للسلام في الصيف المقبل والارجح بحسب ما تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ"المركزية" في شهر تموز 2024، فيما لو نضجت ظروف انعقاده وهي في طور النضوج استنادا الى معطيات عدة تصب في الاتجاه هذا ، لعلّ ابرزها:

- التباين الاميركي- الاسرائيلي الاول من نوعه اذ تخيم على العلاقات بين الحليفين التاريخيين اجواء ملبدة جرّاء عدم تجاوب نتنياهو مع الجهود الاميركية لوقف الحرب وعدم اقتحام رفح، في وقت يحتاج الرئيس الاميركي جو بايدن الى تحقيق انجاز مماثل يخدم حملته الانتخابية عشية الانتخابات الرئاسية لا بل تدفع ادارته في اتجاه انجاز التسوية الكبرى في منطقة الشرق الاوسط برمتها اذا امكن قبل الاستحقاق الرئاسي بما يضمن عودته الى البيت الابيض، وقد بات بايدن محشورا امام الرأي العام الاميركي الرافض الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان وقد تفجرت ثورة غضب في الجامعات ليس في واشنطن فحسب بل في دول اخرى عدة.

-الكشف عن وثيقة أوروبية داخلية تؤكد امكان  عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط من دون مشاركة طرفي النزاع وتقترح فرض عقوبات على من يعترض على مخرجات مؤتمر السلام.

- اعلان البيت الابيض عن اتفاق ثنائي شبه نهائي بين واشنطن والرياض حول ضمانات امنية ومساعدة نووية مدنية من الولايات المتحدة .

- مباحثات اميركية- ايرانية سرية تجري في سلطنة عُمان لتهدئة الاوضاع في المنطقة ومنع تحول حرب غزة الى حرب اقليمية، والبحث في سبل ارساء السلام.

- تجديد القادة العرب جماعيا في قمة البحرين العربية الاخيرة الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام تحت رعاية الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ، متضمّناً إقامته في البحرين برعاية الأمم المتحدة. وكانت القمة العربية الإسلامية المشتركة، التي انعقدت في الرياض، دعت إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت تنطلق من خلاله عملية سلام ذات مصداقية على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام ، ضمن إطار زمني محدد وبضمانات دولية تفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، والجولان السوري المحتلّ، ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا وخراج بلدة الماري اللبنانية، وتنفيذ حل الدولتين.

- الوضع السياسي غير المستقر بين اركان  السلطة الاسرائيلية وقد دعا رئيس الوزراء السابق ايهود باراك الى اسقاط حكومة نتنياهو بعد رفضه شروط  بني غانتس، معطوفا على الضغط الذي يمارسه سكان الشمال واهالي الرهائن لدى حماس على نتنياهو.

- قرارات دول اوروبية الاعتراف بدولة فلسطين والتظاهرات الطالبية التي عمت عددا كبيرا منها مطالبة بوقف المجازر بحق الفلسطينيين.

- مذكرات الاعتقال الدولية، إن صدرت رسميا في حق نتنياهو وغالانت وحماس. واليوم قال وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي إنه في حال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ، فإن أوسلو ملتزمة بإلقاء القبض عليه إذا زارها.

مجمل هذه التطورات، تؤكد الاوساط الدبلوماسية، تدفع بقوة نحو عقد مؤتمر السلام الذي يرسم خريطة طريق الحل النهائي والتسوية الكبرى والمساعي على قدم وساق لتوفير ظروف انعقاده منتصف الصيف المقبل.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o