May 09, 2024 1:08 PM
خاص

حجب السلاح سابقة: واشنطن لن ترضى بعد غزة بقيادات اسرائيلية متهوّرة

لورا يمين

المركزية- في موقف اميركي نوعي، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من أن بلاده لن تزود إسرائيل بأنواع محددة من الأسلحة في حال شنت هجوما على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وأكد أن القنابل التي قدمتها واشنطن لتل أبيب استخدمت في قتل المدنيين في غزة. وخلال مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الإخبارية، قال بايدن - ردا على سؤال حول السبب الذي دفع إدارته الأسبوع الماضي إلى تعليق إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل- إن "مدنيين قُتلوا في غزة بسبب هذه القنابل، وهذا أمر سيئ".

مسؤول أميركي كبير كان قال الثلثاء، إن إدارة الرئيس بايدن علقت إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي اعتراضاً على تحركات واضحة من جانب الإسرائيليين لاجتياح مدينة رفح بجنوب قطاع غزة. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إنه بينما بدا أن الزعماء الإسرائيليين على وشك اتخاذ قرار بشأن اجتياح رفح، "بدأنا بعناية في مراجعة عمليات الإرسال المقترحة لأسلحة معينة إلى إسرائيل قد تُستخدم في رفح" بداية نيسان.  وتابع "نتيجة لهذه المراجعة أوقفنا شحنة أسلحة الأسبوع الماضي. وهي تتكون من 1800 قنبلة تزن الواحدة 2000 رطل و1700 قنبلة تزن الواحدة 500 رطل". وأردف: نركز بشكل خاص على الاستخدام النهائي للقنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل والتأثير الذي يمكن أن تحدثه في المناطق الحضرية المزدحمة كما رأينا في أجزاء أخرى من غزة. ولم نتخذ قرارا نهائيا بشأن كيفية المضي قدما في هذه الشحنة. وقالت أربعة مصادر إن شحنات الأسلحة، التي تأخر تسليمها لأسبوعين على الأقل، تشمل ذخائر هجوم مباشر مشترك تصنعها "بوينغ"، والتي تحول القنابل غير الموجهة إلى قنابل دقيقة التوجيه، بالإضافة إلى قنابل صغيرة القُطر.

من جانبها، قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارين جان بيير عندما سُئلت عن التقارير المتعلقة بتأخير إرسال الأسلحة، "هناك شيئان يمكن أن يكونا صحيحين، عند إجراء تلك المحادثات، المحادثات الصعبة والمباشرة مع نظرائنا في إسرائيل... التأكد من حماية حياة المواطنين... والحصول على هذا الالتزام".

لا يمكن اعتبار هذا الجواب اذا بمثابة نفي للمعطيات، بل على العكس، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". فتمسك الولايات المتحدة بشروطها، التي ذكّرت بها بيير، يؤكد ان الاولوية لديها لم تعد فقط أمن اسرائيل، بل ايضا كيفية استخدام الاسلحة التي تعطيها واشنطن لحلفائها، اذ انها لا تقبل ان تُستخدم في المجازر او لتجاوز كل القوانين الدولية وانتهاك حقوق الانسان.

على اي حال، تل ابيب اعربت عن انزعاجها من القرار الاميركي. فوزير الأمن القومي وزعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير قال: حماس تحب بايدن. من جهته، اعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ان "يجب أن تستمر هذه الحرب حتى النصر رغم معارضة إدارة بايدن ووقف شحنات الأسلحة، ببساطة ليس لدينا خيار آخر". وقالت الخارجية الإسرائيلية عن حجب السلاح، ان "إرجاء تسليم أسلحة أميركية مجرد خلاف بسيط بين بايدن ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو".

هي المرة الاولى التي تلجأ فيها، او تضطر فيها واشنطن، الى اللجوء لسلاح تهديد اسرائيل بقطع السلاح عنها. ووفق المصادر هذه السابقة ستؤسس لعملية اعادة تقويم لكل مسار العلاقات الثنائية. لكن ايا تكن نتائج هذه المراجعة، فإن الاكيد ان الادارة الاميركية لن تقبل بعد اليوم بأن يكون على رأس السلطة الاسرائيلية، مسؤولون متطرّفون متهوّرون متشددون، يُبَدّون مصالحهم الخاصة والفئوية على مصالح واشنطن، ومصلحتها اليوم في التسوية لا في حرب الابادة التي تمارسها اسرائيل وتنعكس سلبا على الادارة الاميركية على عتبة الانتخابات الرئاسية، لا سيما لدى طلاب الجامعات والرأي العام الاميركي والدولي، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o