لبنان الخاصرة الرخوة...هل يتلقى الصفعة بعد الرد الايراني على استهداف القنصلية!

يولا هاشم

المركزية – قبل استهداف اسرائيل القنصلية الايرانية في دمشق ليس كما بعده، وفق المحللين السياسيين، الذي يشيرون الى ان المنطقة أمام منعطف خطير في حال قررت ايران الرد على اسرائيل بالمباشر كما سبق وأعلنت. فما ستكون تداعيات الردّ على لبنان في حال حصوله؟

العميد المتقاعد بسام ياسين يؤكد لـ"المركزية" ان "الجنوب في مرحلة جمود حالياً بانتظار الرد الايراني على استهداف القنصلية في دمشق، وما سيتبعه من رد من جانب اسرائيل في حال كان مؤذيا لها، وبالتالي الاعتقاد الاكبر عندها ان لبنان سيكون الخاصرة الرخوة، وقد تتوسع الاعتداءات على الجبهة اللبنانية، وهذا ما يتخوف منه كثيرون".

لكنه في المقابل، يشير إلى ان "الوضع حتى اليوم على الجبهة الجنوبية ما زال تحت السيطرة، بحيث ان الغارات تستهدف المقاومة، ويرافقها تدمير ممنهج للمنطقة الحدودية المحاذية للشريط. إلا أن هذا الامر سترتفع وتيرته مع الوقت وستوسع اسرائيل دائرة استهدافاتها بهدف جر المقاومة الى حرب، تكون هي المبادِرة إليها، في حين ان المقاومة تحرص أشد الحرص على الا تدخل في هذه اللعبة، لأنها ستكون مدمّرة على لبنان وفي الوقت نفسه ستؤدي الى دمار هائل من الجانب الاسرائيلي، وبالتالي لن يكون الجانب اللبناني سببا لبدء هذه الحرب".

ماذا عن إعلان اسرائيل أنها أصبحت في حال هجوم على لبنان لا دفاع، يجيب ياسين: "اسرائيل تعلن وتهدد منذ سبعة أشهر، منذ طوفان الاقصى، ولم تتوقف عن التهديد، لكن العبرة في تنفيذ التهديدات وحتى اليوم لم يدخل الاسرائيلي بعد في عملية تدمير ممنهج يصيب مدنيين خارج منطقة الحدود. مناطق الجنوب من النبطية وصور وصيدا تعج بالمواطنين خاصة بعد استقبال النازحين من الشريط الحدودي، وهذا ما يؤكد أن الطرفين يحاولان ألا يكونا المبادرَين الى توسعة الحرب عبر إصابة مدنيين بأعداد كبيرة تجبر الطرف الآخر على الرد بشكل أوسع وتؤدي الى تدحرج الامور. حتى الساعة يلعب الطرفان ضمن هذه الحدود، لكن الخوف مما سيحصل بعد الرد الايراني".

هل الاجتياح البري ما زال مستبعدا؟ يجيب: "نعم، لأن الاسرائيلي يجري حسابات. الجيوش عادة تجري حسابات كبيرة، وحساب الهجوم البري على لبنان غير كل الحسابات التقليدية العادية، لأن طبيعة الارض اللبنانية تساعد المدافع في الدفاع عن ارضه بشكل أكبر، كما ان التجهيزات والمعدات الموجودة لدى المقاومة قادرة على إلحاق أذى كبير بالقوات المهاجِمة، ومن الممكن وقتها ان نشهد هجوما معاكسا من قبل المقاومة، ستكون له نتائج كبيرة جدا على الاسرائيليين. حسابات العسكر والقتال صعبة، وبرأيي الاسرائيلي يفكر ألف مرة قبل الهجوم على لبنان".

واشنطن تقول ان الرد الايراني سيكون عبر وكلاء، هل هذا يعني ان الامور ستهدأ ولن تذهب الى تصعيد؟ هنا يؤكد ياسين ان "هذه محاولة لدفع ايران كي لا ترد بالمباشر لتفادي حصول حرب واسعة في المنطقة، لكن ايران أعلنت بشكل واضح أنها سترد بالمباشر وليس عبر وكلائها، وبعثت برسائل عبر عدد من الوسطاء ومنهم سويسرا، بأن الرد آت لا محال وسيكون من قبل ايران بالمباشر، ولن يكون على دولة ثالثة بل على اسرائيل بشكل مباشر".

هل سيكون الردّ عبر الجبهة اللبنانية؟ يجيب: "لا اعتقد، لكن في حال كان رد الفعل مؤذيا على اسرائيل، فمن الممكن عندها ان يطال لبنان على طريقة الجنون الاسرائيلي، وان تكون ردة الفعل كبيرة جداً على لبنان".

نحن بانتظار الرد الايراني اذاً؟ "نعم حتى في غزة هدأت الامور نوعا ما، لتمرير فترة الاعياد لمدة تتراوح بين ثلاثة او اربعة ايام، حتى مطلع الاسبوع المقبل. كما اننا نشهد تهدئة على الجبهة اللبنانية، حيث خفت وتيرة الاعتداءات والغارات".