Mar 26, 2024 7:14 AM
صحف

"بشارة" مجلس الأمن لغزة تزعج إسرائيل وتوسّع الهوّة بين تل أبيب وواشنطن

مرّ عيد البشارة هذا العام على اللبنانيين وسط استقرار في الوضع السياسي، ولا استقرار في الوضع الأمني جنوباً، حيث استمر القصف الإسرائيلي على المناطق الحدودية، في ظلّ تكثيف عمليات إطلاق الصواريخ من قبل "حزب الله" باتجاه مواقع الجيش الإسرائيلي.

ولكن "البشارة" هذه المرة، كانت لغزة، بعدما صادق مجلس الأمن الدولي على قرار يدعو الى وقف فوري لإطلاق النار في رمضان، من دون أن تستعمل الولايات المتحدة حق الفيتو، في تغيير يُعتبر الأول من نوعه لموقف واشنطن من حكومة بنيامين نتنياهو وممارساتها في القطاع.

مجلس الأمن وقرار غزة

مساء الإثنين، تبنى مجلس الأمن الدولي، قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت لتسمح بتمرير القرار من دون فيتو.

واعتبرت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة أنّ وقفاً لاطلاق النار في غزة يمكن أن يبدأ فقط "مع الافراج عن أوّل رهينة"، في حين أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي ان امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار لمجلس الامن الدولي يطالب فيه بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لا يعني "تغييراً للموقف السياسي".

وأوضح جون كيربي أن واشنطن التي سبق أن عطلت العديد من مشاريع القرارات المماثلة، لم تؤيد هذا القرار لأنه كان يفتقر إلى عناصر "أساسية" مثل إدانة حركة حماس.

أما إسرائيل، فقد أكّدت أن امتناع واشنطن عن استخدام حق النقض لإحباط قرار تبنّاه مجلس الأمن يضرّ بالمجهود الحربيّ وجهود إطلاق سراح الرهائن، ويمنح حماس الأمل في أن الضغوط الدولية ستسمح لها بقبول وقف إطلاق النار بدون إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

واكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه وفي حال تراجعت الولايات المتحدة عن موقفها المبدئي، فإنه لن يرسل الوفد الذي أعلن أنه سيذهب إلى واشنطن بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن.

الولايات المتحدة عادت وأعربت عن "خيبة أملها الشديدة" لقرار نتنياهو بإلغاء زيارة الوفد إلى واشنطن.

وقال كيربي: "نشعر بخيبة أمل شديدة لأنهم لن يأتوا إلى العاصمة واشنطن ليتسنى لنا إجراء نقاش وافٍ معهم بشأن البدائل الحيوية لهجوم برّي على رفح" في جنوب قطاع غزة.

مؤيدو القرار

ولاقى قرار مجلس الأمن تأييداً عربياً ودولياً واسعاً، حيث رحبت فرنسا بالقرار، معتبرةً ان “الأزمة لم تنتهِ بعد”، حسبما قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، مؤكداً ضرورة العمل للوصول الى وقف دائم لإطلاق النار.

واعتبر السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن تصويت مجلس الامن الدولي على قرار لوقف إطلاق النار يجب أن يشكّل "نقطة تحوّل" في إنهاء الحرب في غزة، وينبغي أن يكون مؤشّراً إلى ضرورة إنهاء هذا العدوان، "هذه الفظائع الّتي تطالُ شعبنا".

حركة حماس، رحبت بدورها بقرار مجلس الأمن الدولي، مؤكدةً استعدادها للمضي قدماً في عمليّة تؤدّي إلى الإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع مقابل معتقلين فلسطينيين.

ودعت الى التوصل لقرار وقف دائم لإطلاق النار يترافق مع إنسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم".

لبنان رحّب بدوره بقرار مجلس الامن، عبر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي اعتبر في بيان ان هذا القرار يشكل خطوة اولى في مسار وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والذي لم يسجل التاريخ الحديث مثيلاً له. ولفت الى أن العبرة تبقى في التزام إسرائيل بمندرجات هذا القرار الذي من شأنه أن يُؤمّن أرضيّة مقبولة لاغاثة الفلسطينيين وعونهم.

ومن الدول المؤيدة أيضاً لقرار مجلس الأمن: المملكة العربية السعودية، مصر، كذلك الرئاسة الفلسطينية ومنظمة التحرير، الأردن، سلطنة عُمان، الكويت.

وأيد أيضاً الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل القرار.

غوتيريش والتنفيذ

أما الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش فقد طالب بتنفيذ أول قرار يصدره مجلس الامن الدولي ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، لأن الفشل سيكونُ أمراً لا يغتفر، على حدّ قوله.

واشنطن تحذّر تل أبيب

وفي ما خصّ الهجوم الإسرائيلي على رفح، أعلنت الولايات المتحدة أنّها ستجدُ السُّبل لتحذير اسرائيل من شنّ الهجوم، رغم إلغاء زيارة الوفد الإسرائيليّ، وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميل: "نرى أن هذا النوع من الغزو واسع النطاق سيكون خطأ"، وبلينكن سيبحثُ موضوع رفح مع وزير الدفاع الاسرائيليّ يوآف غالانت.

المصدر: نداء الوطن

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o