Feb 28, 2024 4:17 PM
خاص

تضارب مصالح بين اميركا وفرنسا في لبنان؟

يولا هاشم

المركزية – بعد الجدل الذي أثارته الورقة الفرنسية حول الوصول إلى تدابير أمنية بين لبنان وإسرائيل لإعادة الهدوء والاستقرار إلى الجنوب، وتأجيل مؤتمر دعم الجيش اللبناني، الذي كان مقرراً عقده في العاصمة الفرنسية باريس في 27 شباط الحالي، ترددت معلومات بأن واشنطن لا تؤيد الورقة الفرنسية وانها خلف عرقلة مؤتمر باريس للجيش، كما أن الورقة لا تحظى بموافقة إسرائيل التي تفضل أن يستمر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في وساطته. فهل من تضارب مصالح بين الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا حول لبنان؟

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ"المركزية" ان "استراتيجيا لا خلاف، لأن الولايات المتحدة وفرنسا لا تريدان الحرب في جنوب لبنان، وتسعيان لتفاديها، لكن كل على طريقته. الولايات المتحدة لديها مندوبها آموس هوكشتاين الذي اوكلته المهمة، لكن اعتقد ان واشنطن قررت القيام بكل ما يلزم لعدم وقوع حرب مفتوحة في لبنان وفرنسا أيضاً من خلال الورقة التي أرسلتها ايضا للتهدئة في الجنوب".

ويرى طبارة ان "الاميركيين يقاربون العملية من خلال تدريب الجيش ومدّه بالسلاح، بينما الفرنسيون يعملون على أسس سياسية. لكن اعتقد ان الجيش من حصة الاميركيين. كلاهما يتحدثان بالمنطق نفسه، لكن مقاربة كل منهما تختلف عن الآخر، احدهما يحاول تقوية الجيش واقناع اللبنانيين بأن الجيش هو الاساس في حماية الحدود، بينما الفرنسيون يسعون لحلّ المسألة سياسيا من خلال جمع اصوات بين السياسيين في المجلس النيابي. لا اعتقد ان هناك خلافات استراتيجية بل فقط تكتيكية".

ويضيف: "لا أعتقد انهما يعملان وفقاً لمصالح شخصية. فهل ترتفع شعبية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في فرنسا في حال لم تحصل حرب بين اسرائيل ولبنان؟ لا اعتقد ان الفرنسيين يدخلون الى هذه الدرجة في السياسة اللبنانية، ولا الاميركيون يأبهون لأمرنا. هذه الامور تتم معالجتها على مستوى الادارتين الاميركية والفرنسية. لا اعتقد ان لها بعداً شعبياً داخل هذين البلدين كي يصار الى قطف ثمارها وتجييرها لصالحهما. الاميركيون منشغلون بأمور أخرى ألا وهي الانتخابات الاولية للاحزاب، وهذه مهمة تدخل فيها القضية الفلسطينية والحرب بين اسرائيل وحركة "حماس" بقوة على هذا المستوى. اذا نظرنا الى النتائج نرى ان ارقام المندوبين الذين ضد الرئيس الاميركي جو بايدن، او بالاحرى المحايدون، يذهبون الى التصويت النهائي بدون تعليمات لمن سيصوتون، هذه الاصوات رافضة لبايدن، ووصلت نسبتها الى 15 % في ولاية ميشيغان. وبالتالي هناك ردات فعل على هذا المستوى، لكن ليس على مستوى قطف مصالح في لبنان".

الى اين تتجه الامور جنوباً، هل نحن امام حرب شاملة ام ان الدبلوماسية ستتغلب؟ يجيب طبارة: "لا يمكن التكهن بمجريات الاحداث، لكن المنطق يقول ان ليس لأحد من اللاعبين على مسرح جنوب لبنان مصلحة في حصول حرب مفتوحة. الاميركيون لا يريدونها بالتأكيد لانهم لا يريدون ان يتورطوا بحرب شرق اوسطية، وخاصة في سنة انتخابات. الايرانيون لا اعتقد انهم قرروا خوض حرب موسعة لأنهم سيدفعون ثمنا كبيرا لها في حال وصلت إليها. الاسرائيليون يريدون الخلاص من الجنوب، اعتقد انهم يهددون كل يوم ويشدون العضلات منذ شهرين، لا اعتقد انهم يريدون الحرب لأنها مكلفة جدا لاسرائيل، خاصة بعد أن دفعوا ثمن  أكثر من 4 الاف قتيل من القوات الاسرائيلية. لا اعتقد انهم حاضرون للدخول في حرب مفتوحة الا اذا حصل تهديد لكيانهم. وهذا لم يحصل حتى الساعة. كما ان حزب الله لا يريد الحرب. اذا نظرنا الى اللاعبين لا احد يريد الحرب. لكن هل تحصل؟ هناك الكثير من الحروب التي تحصل خارج المنطق، كالحرب العالمية الاولى مثلاً. لكن المنطق يقول ان الجميع سيترك اللعبة مضبوطة كما يحصل حاليا، لغاية ايجاد حل او مخرج يتقبله الجانبان ويحفظ ماء الوجه للجهات المتصارعة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o