Jan 31, 2024 8:07 AM
مقالات

لقاء "سيّدة الجبل" وإعلان مبادئ جوهر لبنان

يبدأ لقاء "سيدة الجبل" التنسيق لعقد خلوة إضافية للإعلان عن المبادئ المشتركة حول جوهر لبنان ودوره. ويتجاوز الهدف الذي يسعى إليه الحديث عن استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية أو تشكيل جبهة معارضة تشمل القوى السيادية المناوئة لـ"حزب الله" أو اللامركزية الإدارية الموسّعة، بل إن السؤال سيكون حول ما يريده لبنان في منطقة تشهد متغيرات يمكن أن تسهم في إعادة ترتيب النفوذ السياسي والاقتصادي وبلورة نظام للمصلحة العربية. وإذ يعاد ترتيب المنطقة من جديد، فإنّ مشاورات لقاء "سيدة الجبل" ستسأل إذا كان على اللبنانيين الإبقاء على العيش المشترك أو أن التجربة الماضية فشلت ولا إمكان للعيش معاً، طالما أن البلد يتجه إلى تركيبة طائفية مختلفة بعد تطرّف مذهبي إلى ذروته؟ وماذا عن مكان لبنان على الخريطة الإقليمية وسط إعادة ترتيب للممرّات البحرية والتأكيد على القوة العربية وعدم إمكان التوصّل إلى اتفاقيات على نطاق الشرق الأوسط من دونها إضافة إلى علامات الاستفهام حول حضور إيران وتركيا؟ وهل ثمة إمكان لوظيفة لبنانية في غضون إعادة ترتيب المنطقة تلاقياً مع المصلحة العربية وانطلاقاً من الشراكة معها؟

عن أوضاع المنطقة، يقول رئيس لقاء "سيدة الجبل" النائب السابق فارس سعَيْد إن "الهدف الديبلوماسي الدولي الأساسي يتمثل في تطبيق مندرجات القرار الدولي 1701 وضمان أمن إسرائيل الذي يؤمّنه "حزب الله" من دون سواه عبر التوصل إلى تفاهم مع إيران تحقيقاً للمبتغى المتوخّى، إلا أنّ السعي اللبناني لا بدّ أن ينطلق من إعادة بلورة المعنى الحقيقي للبلد في جلوس الدولة اللبنانية على الطاولة الاقليمية ترتيباً للمنطقة وألا يختصرها "حزب الله" الذي يعتبر المكوّن الوحيد الجالس حالياً على كرسيّ الجيوسياسة في المنطقة". ولا يغيب عن التساؤلات التي يسعى لقاء "سيدة الجبل" إلى طرحها في جلسته المقبلة، وفق تأكيد سعَيْد لـ"النهار"، "السؤال عن المنحى الذي تعبّر عنه بعض #الأحزاب المسيحية حيال أنّ التركيبة اللبنانية الحالية لم تعد ممكنة مع اتجاه إلى المطالبة في تعديلات دستورية. فهل إنّ طروحات كهذه صائبة أو مخطئة؟ وبعد عدم تعويل وليد جنبلاط على عبارة "لبنان أوّلاً" ثمّ تراجعه، هل أصاب في تصريحه أو في التراجع عنه؟ ما هي العناوين التي يأخذها لبنان على عاتقه في المرحلة المقبلة؟ وأيّ اتفاق يمكن أن تبلوره بيروت مع طهران؟ تريد الخلوة أن تبقي باباً نقاشياً خصوصاً أنّ أيّ وطن في العالم لا يمكن أن يعيش من دون معنى، فماذا سيقدّم لبنان للمنطقة؟".

جديدٌ يسعى إليه لقاء "سيدة الجبل" في جلسته المقبلة، بعدما افتقد لبنان الأسس السياسية التي كانت تؤكّد وجوده ضمن عالم عربيّ، في اعتباره أنه لا بدّ حالياً من قراءة سياسية تسهم في إعادة التألّق اللبناني والتعبير عن فحوى النتائج التي يمكن أن تنقّحها الخلوة المنتظرة للقاء "سيدة الجبل" أمام الأقطاب السياسيين في لبنان، خصوصاً وأن الدول العربية بدأت تبلور انطباعات مستقبلية في اعتبارها جزءاً لا يتجزّأ من المنطقة. ولا بدّ القوى السياسية اللبنانية أن تسعى من جهتها أيضاً إلى التفاهم حول النقاط اللبنانية المستقبلية بعيداً عن النموذج التقليدي لعمل الأحزاب.

هناك أوضاع تضاعف الاستفهامات حول إذا كانت اجتماعات لقاء "سيدة الجبل" من دون فحوى عملي، وسط معطيات عن اعتبار بعض الأحزاب السيادية أن نتائج الانتخابات النيابية تحدّد المنطلقات الاستراتيجية السياسية للقوى المعارضة لا الاجتماعات التشاورية. قبل ذلك، عبّرت الخلوة الماضية التي عقدها لقاء "سيدة الجبل" و"المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان" عن أهمية التلاقي مع الأحزاب السيادية حول النصوص المرجعية والتشاور في كيفية التعامل مع مجريات المنطقة، مع اقتراحات لم تتوانَ عن دعم تأسيس "بريستول آخر" الذي كان شكّل بمثابة انطلاقة لمرحلة 14 آذار عبر دعوة الأفرقاء السياديين إلى بناء قواسم مشتركة وسبيل تنظيمي تصدياً للمشروع الإيراني ودعماً لقواعد الشرعية العربية والدولية والمطالبة بتطبيق الدستور اللبناني والقرارات الدولية إضافة إلى أهمية تحييد لبنان. وحصل أن تواصل لقاء "سيدة الجبل" مع الأحزاب السيادية بعد الخلوة التي عقدت سابقاً، بحسب ما يسرد النائب السابق فارس سعَيْد، لكن ليست ثمّة نتائج متبلورة لأنّ "بعض الأحزاب تعتبر أنّ النفوذ الذي يمكن الأخذ به في الاعتبار يتمثّل في نتائج الانتخابات النيابية".

مجد بو مجاهد - النهار

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o