تقرير سركيـس عن معمل النفايات فـي صيدا:
تقصير رسمي في المعالجة ومحاسبة المقصّرين

المركزية- نشرت "هيئة متابعة قضايا البيئة في صيدا"، تقرير المهندس راشد سركيس ممثل نقابة المهندسين في "لجنة الإشراف على الخطة المستدامة للنفايات"، بعد زيارته الميدانية لموقع معمل معالجة النفايات في صيدا خلال الجولة الميدانية التي نظمتها "هيئة متابعة قضايا البيئة" في موقع المعمل ومحيطه، وكان أنهى إعداده في 7 الجاري.

وهنا نصّ التقرير:

أ- مقدّمة: إنها المسؤولية الوطنية التي تدفع المعنيين إلى التدخل عن قرب في كل ما يساعد على توفير الحياة الأكثر استقراراً وبيئة محميّة ونظافة لكل مواطن. وبناءً على دعوة من منظمي اعتصام في معمل معالجة نفايات صيدا، شاركنا في زيارة ميدانية على واقع الأرض في موقع المعمل جنوبي مدينة صيدا، حيث التقينا بالمعتصمين وكان حصل إشكال قبيل وصولنا ما لبث أن حُلّ وتابع المعتصمون جولتهم في المواقع الممتدة على مسافات كبيرة من الارض المستحدثة ضمن المياه الإقليمية.

واعتمدنا ترتيب معطيات الزيارة ونتائجها بشكل ممنهج وموضوعي ومتكامل، على النحو الآتي:

ب- نتائج الزيارة – الشكل والمضمون:

1-  الشكل العام: لم أتفاجأ عند لحظة الوصول الى الموقع، من الرائحة الكريهة التي يعبق بها المكان، انما اخذني الفكر الى التقصير الرسمي في ضبط الامر والتدخل الطارئ للمعالجة ومحاسبة المقصرين. ولا سيما انني كنت في زيارة مماثلة قبل ثلاثة ايام الى موقع برج حمود: (كثيرة هي الملاحظات المشتركة في الموقعين)

أ- لا توجد في المكان، اية اشارات تبين ان المكان منظم بضوابط ومعايير واضحة.

ب- لم الاحظ اية تدابير او تجهيزات يعتمدها العاملون في الموقع للحماية وتوفير عناصر السلامة العامة الواجبة.

ث- المكان مليء بالاتربة المخلوطة بشكل غريب مع النفايات ويظهر نوع من الخليط المستغرب وجوده بهذا الشكل غير المسبوق، وكأنما الامر اضحى خارج عن السيطرة.

ج- الاكيد ان الكميات الضخمة من النفايات المخلوطة مع الاتربة تودع خلف السنسول الممتد على مسافات طويلة، دون اية تدابير بيئية وقائية لحمايتها من التماس مع التربة الاساسية او مع مياه البحر.

2- واقع الارض: تظهر على وجه الارض كميات ضخمة من النفايات المخلوطة باكياس النايلون مع تراب وصخور صغيرة بشكل يبين ان النفايات ليست عضوية بتاتا وتحتوي على نسبة كبيرة من النايلون والمواد القابلة للتدوير، وهي ترمى دون فرز وبلا اية احتياطات على المساحات المحصورة خلف السنسول البحري.

3 - فِرَق العاملين والآليات:  تجدر الاشارة الى غياب كل عناصر السلامة العامة عن الموقع، ويظهر جليا ان كل العاملين هم غير مجهزين باية حمايات من الهواء الملوث (كمامات) أو المواد المخلوطة في هذا الموقع الخطر.

4- كان يجب على المعتصمين الانتباه الى ضرورة التجهيز بكل ما يؤمن لهم السلامة العامة في حركتهم ضمن موقع ملوث من الدرجة الاول.

د-  الملاحظات  والخلاصات:

- يجب وقف العمل في كل ما هو قائم ووضع خطة طوارئ على الموقع.

- يجب التوقف عن استقبال المواد المخلوطة ولا سيما منها الواردة من بيروت وإلزام كل الفرقاء تطبيق بنود العقود بكل حِرَفيّة ودقة.

- إعادة تأهيل الموقع الطبيعي الذي لم يُستخدم بعد خلف السنسول، وتكوين خلايا طمر سليمة بشكل موقت ونقل المواد إليه وإعادة تأهيل المواقع التي تمّ عليها الطمر العشوائي.

- توسيع معمل الفرز لاستيعاب الكميات الموردة إليه لإجراء الفرز الثانوي، وليس الفرز الأوّلي.

نكتفي بهذا القدر من المعطيات التي نوردها في هذا التقرير، ونحتفظ لأنفسنا بما لدينا من معلومات في هذا الصدد".