May 24, 2023 12:09 PM
خاص

انعدام حظوظ مرشحي التحدي يرفع "القائد" الى الواجهة

نجوى ابي حيدر

المركزية- أما وقد سقطت المبادرة الفرنسية لانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مقابل القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة ومثلها مفاوضات التيار الوطني الحر مع اطراف المعارضة لرئيس من لائحة بكركي وقد هوت معظم الاسماء بفعل الفيتوات المتبادلة بين الطرفين وحتى تلك التي اقتربت من نقطة الاتفاق وآخرها الوزير السابق جهاد ازعور، فإن الاستحقاق الرئاسي عاد الى المربع الاول ومهلة منتصف حزيران التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس لا تبدو واقعية ، الا اذا طرأ امر ما خارجي بدّل المشهد وأنزل أحد طرفي النزاع عن شجرة التمسك بمرشحه.

تقول اوساط سياسية لـ"المركزية"، ازاء "البلوكاج" هذا ، المرشح استمراره من خارج المهل الزمنية إن لم يتدخل الخارج، وازاء انعدام الرغبة الداخلية بالاتفاق والضغط الخارجي الكافي لحملهم عليه، يمارس كل فريق اقصى ضغوطاته في مختلف الاتجاهات لترجيح كفة مرشحه، ولا بدّ من الاقرار هنا ان الثنائي الشيعي نجح بوسائله المعهودة سياسيا واعلاميا، في ايهام  الاخرين وبعض الخارج بوفرة حظوظ مرشحه والايحاء بأنه الاقوى، مستفيدا من تضعضع المعارضة وعجز كل رافضي فرنجية عن التوحد حول مرشح، لا بل انفجار الخلافات في ما بين هؤلاء الى العلن من خلال حرب البيانات والمواقف التي شهدتها الايام الاخيرة لا سيما بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، وصولا الى خرق صفوف التيار باستمالة بعض نوابه من باب رفض مقولة باسيل "انا او لا احد"، موصدا الباب على بعض من في التكتل ممن يعتقدون ان لهم حظوظا في الوصول الى بعبدا. ولا يكتفي الحزب باستراتيجيته "الذكية" هذه، بل يمضي في محاولة اغراء نواب من كتل مختلفة لا سيما من المسيحيين واغراقهم بالوعود إن هم صوتوا لفرنجية ، علّه يتمكن من رفع المقترعين له من 58 صوتا ، تقول اوساطه انها باتت مؤمنة، الى 65 صوتا يحتاجها للنجاح في الدورة الثانية ربطا بتهويل الغرب بفرض عقوبات على من يعرقل الاستحقاق من خلال عدم تأمين النصاب، الذي للمفارقة وحدهم نواب الحزب وأمل وبعض نواب التيار عمدوا في الجلسات الرئاسية الأحدى عشرة الى تطييره.

بيد ان لعبة الثنائي هذه محصورة في زمانها والمكان ولن تتعدى اطار ملء الوقت الضائع تماما كالدعوات الحوارية التي يمهد لها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بين مختلف القوى، تضيف المصادر، في انتظار نضوج طبخة التسوية التي ستوصل مرشحا يحظى برضى اوسع شريحة من القوى السياسية، معربة عن اعتقادها ان اسما واحدا من بين المطروحين هو الاكثر قابلية ، قائد الجيش العماد جوزيف عون. فباستثناء التيار الوطني الحر لا اعتراض على الرجل لا بل موجة تأييد حتى من جانب حزب الله، الذي قد يضع حليفه المسيحي، مع وقف التنفيذ، امام معادلة فرنجية او القائد حينما تدق الساعة، فإما ينضم الى المقترعين لفرنجية مقابل سلة مغريات دسمة، او يجد نفسه امام اجماع يبقى وحده خارجه يقود عون الى بعبدا، فأي "الشَرَين" يختار؟

تعتبر المصادر ان المسعى القطري غير الخفي، وقد اعلنه للمسؤولين اللبنانيين الموفد الوزاري اولا ثم الوفد الامني، يصب في مصلحة انتخاب القائد المُرضى عنه عربيا وغربيا والمؤيد بقوة اميركيا نسبة لمنسوب الثقة المرتفع به طوال فترة توليه القيادة وقدرته الفائقة على تجاوز قطوع الازمة السياسية والمالية والاجتماعية من خلال اجراءات جريئة اتخذها لمصلحة المؤسسة العسكرية اسهمت في بقائها ثابتة وابعدت عنها شبح الفرقة الطائفية والانقسامات السياسية، اضافة الى رفض انصياعه لأوامر السياسيين، كلها عوامل برأي المصادر تمهد طريق القصر لعون، ولو ان الطبخة التسووية لم تنضج بعد في انتظار اكتمال مكوناتها، وظروفها، وانتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مطلع تموز المقبل وما قد يستتبعها من اجراءات، قد تكون من ضمن عدة العمل اللازمة لانضاج التسوية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o