Mar 20, 2023 4:07 PM
خاص

مرشح المكاسب الفئوية لن يصل...اتعظوا من انعطافات الاقليم

نجوى ابي حيدر

المركزية- على رغم مرور عشرة ايام بالتمام على الاتفاق السعودي- الايراني برعاية صينية، الا ان الحدث الدولي والاقليمي والمحلي يبقى هناك. كل تحرك او موقف او دعوة يشكل الحدث، ما دامت دول المنطقة، لا سيما العواصم الاربع الواقعة تحت النفوذ الايراني من خلال اذرع طهران العسكرية فيها، لبنان ، سوريا ، العراق واليمن، تقبع في ظل حزمة ازمات خانقة، تترقب انعكاسات الاتفاق عليها، علّها تتلقف نتائج الانعطافة الاقليمية الكبرى، ايجابيات وانفراجات، على غرار الدولتين الاقليميتين الكبريين. 

ملامح جديدة ترتسم في الشرق الأوسط، من دون شك، يتكشف كل يوم جديد من صورتها العامة ويوجب تحولات سياسية في دول المنطقة ولبنان في شكل خاص، كونه واقعا على اسخن صفيح، وانقاذه بات من "سابع المستحيلات" إن استمر تعاطي المسؤولين فيه بالطريقة التقليدية. عبارة قالها مسؤول فرنسي رفيع لإحدى الشخصيات السياسية اللبنانية، كما ابلغت "المركزية"، محذرا من عدم الاقدام على خطوات سريعة جدا تضع حدا للشغور الرئاسي وتضع قطار الاصلاحات على السكة، والا، وخلاف ذلك، فلن يكون له مكان في قطار التسوية الذي انطلق من بكين ولا يبدو في وارد التوقف، ومن يستقله ينجو.

تؤكد مصادر دبلوماسية عربية لـ"المركزية" ان على المسؤولين في لبنان التعاطي مع ازماتهم بعين جديدة تحتّمها انعطافة اتفاق بكين، من دون ان يعني ذلك الاستسلام للمشيئة الاقليمية، انما نزول الجميع عن اشجار شروطهم ومطالبهم الهادفة الى ضمان الحصص والمكاسب الحزبية والسياسية الى ارض الوطنية المفترض ان تحصد ثمار ومكاسب لمصلحة الوطن وشعبه وناسه. وتعتبر ان تمترس القوى السياسية راهنا خلف مواقفها ومرشحيها، مرده الى القلق من المقبل من تطورات بفعل الاتفاق والخوف من فقدان مكتسبات، فتحاول كل منها ايصال رئيسها علّه ينفذ من باب الضغط الاجتماعي والاقتصادي قبل فوات الاوان، فتتمكن من التحكم بالمرحلة الجديدة بما تحمل من تحولات، لن تكون حكما لصالحها.

واذ تشدد على ان  سيناريو الضغط لانتخاب رئيس تحد لن يمر، تدعو المسؤولين اللبنانيين الى وضع الماء في نبيذهم والاتفاق على انتخاب رئيس يناسب طبيعة المرحلة ،يدرك جيدا كيفية التعاطي مع المتغيرات المتجهة نحو التسويات والتنازلات، على قاعدة الامن مقابل الاستثمار والازدهار، بعدما سقطت احلام التصعيد والحلول العسكرية.

مرحلة ما قبل الاتفاق السعودي- الايراني انقضت ، و"الشاطر" من يتعاطى مع ما بعدها وفق رياحها ويقرأ جيدا في كتاب التحولات المتسارعة الخطى من بكين الى "النووي" الوشيك واجتماع موسكو الرباعي، فالاتصالات الخليجية مع سوريا لاعادتها الى الحضن العربي والزيارة السريعة للرئيس بشار الاسد الى موسكو اخيرا وبعده  مباشرة الرئيس الصيني شي جين بينغ . تطورات تفترض على اللاعبين السياسيين في بيروت قراءة ابعادها جيدا وحسن السير بين نقاطها، لأن اي دعسة ناقصة في خلال هذه الحقبة ستكون تداعياتها وخيمة جدا، ليس على الأطراف السياسيين فحسب، بل على المستوى الوطني الوجودي...تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o