Jul 03, 2018 4:39 PM
تحليل سياسي

الحكومة في مربّع تهدئة النفوس وتحضير لقاء جعجع- باسيل باتصال ليلي
حزب الله يحدد آلية اعادة النازحين من خريطة المخيمات الى ملء الاستمارات
وزراء خارجية النووي يجتمعون في فيينا الجمعة لبحث سبل ابقاء الاتفاق

المركزية- على أهمية الأبعاد التي اكتسبتها زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لمعراب امس معطوفة على ارجاء الرئيس المكلف سعد الحريري زيارته للخارج، افساحا في المجال امام المزيد من الاتصالات بين القوى السياسية، بدا المأزق التشكيلي على حاله من الرتابة مع انعدام المعطيات الحسيّة حيال الشلل المتصاعد الذي يسود اجواء محاولات تذليل العقد لا سيما المسيحية والدرزية.

واذا كان اتصال رئيس القوات بوزير الخارجية جبران باسيل في اعقاب لقاء بعبدا، مساء وما تسرب منه عن طلب الاخير ايفاد وزير الاعلام اليه، شق القناة الاولى في اتجاه ترتيب لقاء الرجلين، فإن مثل هذا اللقاء قد لا يعقد قريبا ما دام رئيس التيار الوطني الحر سيغادر بيروت في الساعات المقبلة في اجازة عائلية الى احدى دول اوروبا. الا ان المساحة الزمنية الفاصلة عن الموعد المفترض قد تشكل فرصة لترسيخ مناخات التهدئة الضرورية للانطلاق في رحلة التشكيل وقد احتلت المرتبة الاولى في خريطة الطريق التي رسمها عون وجعجع.

التشكيل ليس قريبا: الاكيد حتى الساعة استنادا الى المعطيات المتجمعة في الافق التشكيلي، ان لا حكومة في المدى المنظور، او على الاقل قبل نهاية الشهر الجاري، كما قالت اوساط سياسية مواكبة لـ"المركزية"، ذلك ان الامور عادت الى المربع الاول المتمثل بتحضير المناخات المناسبة لبدء التفاوض حول العقد الثابتة، خصوصا ان بعضها لا يبدو في وارد الحل، لاسيما الدرزية، في ضوء اصرار الحزب الاشتراكي على الحقائب الثلاث "مهما كان وتحت اي ظرف"، وانكفاء حركة الوساطات الفاعلة على هذا الخط، وغياب معظم المسؤولين عن البلاد، علما ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري الموجود مع عائلته في جنوب ايطاليا منذ اسبوع، سيعود الى بيروت قبل مطلع الاسبوع المقبل، كما اكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى لـ"المركزية".

الراعي والتوافق: في غضون ذلك، أوفد جعجع النائب شوقي الدكاش الى بكركي حيث أطلع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على اجواء اللقاء الذي جمع الرئيس عون مع جعجع. واكد الدكاش للبطريرك ان "القوات ستبقى داعمة للعهد حتى النهاية"، ونقل عن البطريرك اصراره ان يبقى "التوافق قائما بين القوات ورئيس الجمهورية". الى ذلك، وجه الدكاش الدعوة للراعي لرعاية القداس السنوي لشهداء القوات الذي سيقام في 9 ايلول المقبل.

نحو إزالة الخلاف: على صعيد اخر، وغداة تأكيده ان النزاع العقاري بين العاقورة واليمونة قيد المعالجة، عرض رئيس الجمهورية، في حضور النائب سيمون ابي رميا، الوضع الناشئ بين البلدتين مع وفد من العاقورة ضم رئيس البلدية منصور وهبي ونائب رئيس البلدية العميد المتقاعد اسد الهاشم وانطوان جرمانوس .وتم خلال الاجتماع التداول في الخلاف الذي نشأ بين اهالي البلدتين وضرورة معالجته في روح من الاخوة والتعاون وحسن الجوار. وشدد الرئيس عون على ان ابناء العاقورة واليمونة هم اخوة  والعمل سيستمر من اجل ازالة اسباب الخلاف الذي نشأ بين الطرفين على نحو يحفظ مصلحة اهالي العاقورة واليمونة والعلاقة التي تجمع بينهما.

عون ينظر في التجنيس: أما مرسوم التجنيس، فكان مدار بحث بين رئيس الجمهورية ووفد كتائبي زار بعبدا. وفي السياق، أوضح رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ان "موضوع مرسوم التجنيس يشكل بالنسبة الينا هاجساً كبيرا. وأكدنا أن يجب على رئيس الجمهورية تصحيح الاخطاء الموجودة في هذا المرسوم، علما أنه غير مسؤول عنها، ويجب ألا يحصل تشكيك في أي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية، هذه مسألة أساسية بالنسبة الينا، ولهذا السبب تمنينا على فخامته بأن يتولى تصحيح هذه الاخطاء خصوصاً أن المرسوم يحتوي على شوائب كثيرة، والجميع يعلم ما هي". وأكد الجميل أن الرئيس عون "وعد خيراً،  وسينظر شخصياً في هذا الموضوع ويتخذ خطوات عملية في هذا المجال". وقال: "هذا هو الملف الاساسي بالنسبة الينا، إنطلاقاً من حرصنا على أن نعطي المرحلة الحالية فرصة لتكون ناجحة، لأن البلد في خطر على مختلف المستويات".

التهرب الضريبي: من جهة ثانية، لفت الرئيس عون الى خطورة التهرب الضريبي، معتبرا ان مثل هذه الممارسات تمس بالثقة بكل اجهزة الدولة. واشار، خلال استقباله نقيب خبراء المحاسبة المجازين في لبنان سركيس صقر مع وفد من مجلس النقابة المنتخب، الى ان الازمة الاقتصادية الراهنة هي عبء ثقيل ورثناه والتحسن لا يحصل بين ليلة وضحاها. هناك مثلا خسائر كبيرة في مجال التحصيل الضريبي وتواطؤ بعض الموظفين اضافة الى تراكم الازمات، من الازمة الاقتصادية العالمية الى الحرب الدائرة من حولنا التي اقفلت طرقنا الى الدول العربية، اضافة الى ازمة النازحين، ما ادى الى مزيد من التدهور الاقتصادي وقد بدأنا باتخاذ تدابير عملية للتخفيف من وطأة ازمة النازحين.

آلية حزب الله للنازحين: وعلى خط النزوح، وبعدما اعلن الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله عن تشكيل لجنة من الحزب برئاسة النائب السابق نوّار الساحلي بعنوان "لجنة العودة" يعاونه فيها مسؤولون حزبيون على ان تباشر مهمتها على الارض بعد وضع آلية العمل، علمت "المركزية" "ان تحديد  هذ الآلية لن يتأخّر، اذ سيُصدر "حزب الله" في اليومين المقبلين بياناً تفصيلياً يتضمّن مندرجاتها من الالف الى الياء، تبدأ اولاً بتحديد خريطة مخيمات النازحين المنتشرة في مناطق عدة، يليها إرسال مجموعة فرق من المتطوعين (معظمهم مناصرون لـ "حزب الله) الى المخيمات لملء "استمارات العودة" تشمل اسئلة موجّهة الى النازحين الراغبين بالعودة الى قراهم وبلداتهم السورية (الاسم ومكان الإقامة والبلدة التي ينوي العودة إليها وما الى ذلك من تفاصيل اخرى)، على ان تُرفع الاستمارات إلى الجانب السوري للتدقيق فيها والموافقة عليها.

اسلاك على الحدود: على خط آخر، نشر الجيش السوري أسلاكا شائكة على طول الحدود بين لبنان وسوريا في جوار معبر مطربة المجاور لبلدة القصر، لمنع الانتقال سيرا على الأقدام. وأصبح التنقل لمواطني القرى المجاورة محصورا بالمعابر الشرعية التي تقتصر على معبر الجوسية المجاور لبلدة القاع، ما يرتب أعباء على اللبنانيين المقيمين في القرى الحدودية في الداخل السوري، الراغبين في الانتقال، وبينهم عشرات الموظفين. وجددت فاعليات المنطقة المطالبة بمعبر شرعي رسمي. 

في فيينا: اقليميا، يعقد وزراء خارجية الدول الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، أول اجتماع لهم بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق، في فيينا، الجمعة المقبل. ووفقاً لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا"، فإن وزراء خارجية إيران والدول الخمس التي لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي (ألمانيا، وفرنسا، وروسيا، والمملكة المتحدة والصين) سيجتمعون في فيينا، الجمعة، لبحث سبل الإبقاء على الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة منه. وقالت الوكالة الإيرانية: "في الاجتماع، الذي يعقد بناء على طلب من إيران، سيبحث وزراء خارجية إيران وخمس قوى عالمية اقتراحا أوروبيا وإجراءات لحماية الاتفاق". وقبل اللقاء المرتقب، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني من سويسرا ان بلاده ستظل تحترم اتفاقها النووي مع القوى العالمية ما دامت مصالحها محفوظة.

الانتاج النفطي: في المقابل، وغداة اعلان الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة مصممة على دفع إيران لتغيير سلوكها عبر وقف صادراتها النفطية بشكل تام، وقول مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأمريكية، براين هوك إن واشنطن واثقة من وجود ما يكفي من الاحتياطات النفطية في العالم للاستغناء عن الخام الإيراني، أكدت السعودية اليوم استعدادها لزيادة انتاجها النفطي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o