Jan 30, 2023 1:29 PM
خاص

رسالة اميركية – اسرائيلية مشتركة لايران: بالحسنى او بالقوة!

لورا يمين

المركزية- تعرّض مصنع عسكري في مدينة أصفهان وسط إيران لهجوم بـ3 طائرات مسيّرة، السبت، حسبما أكدت وزارة الدفاع. وقالت في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "أصاب الدفاع الجوي واحدة من الطائرات المسيّرة. ووقعت الطائرتان الأخريان في فخاخ دفاعية وانفجرتا". وأضاف البيان "لحسن الحظ لم يتسبب هذا الهجوم الفاشل في خسائر في الأرواح، وألحق أضرارا طفيفة بسقف المصنع". بدوره، أكد نائب محافظ أصفهان محمد رضا جانيساري في تصريح متلفز أن الهجوم "لم يُسفر عن إصابات"، مضيفا أن تحقيقا فُتح لتحديد أسبابه.

ومع ان السلطات الايرانية خفّفت من حجم الهجوم ومن اضراره، أظهر مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انفجارا قويا في الموقع وصورا لسيارات إسعاف متجهة نحو المنطقة مع نيران مشتعلة بقوة في المكان.

الانفجار هذا ليس الاول من نوعه. فقد وقع عدد من الانفجارات والحرائق حول منشآت عسكرية ونووية وصناعية إيرانية في السنوات القليلة الماضية، كما ان علماء نوويين وقادة عسكريين ايرانيين تعرّضوا على مر الاشهر الماضية للتصفية في قلب ايران.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، تحمل هذه العمليات غالبا بصمات الموساد الإسرائيلي. فتلّ ابيب لم تستبعد على لسان مسؤوليها، وفي العلن، أن تشن عملية عسكرية إذا رأتها ضرورية لمنع طهران من اكتساب القدرة على تطوير أسلحة نووية... وفي وقت اشارت تقارير صحافية ومخابراتية الى دور للولايات المتحدة الأميركية في استهداف منشأة اصفهان، تقول المصادر ان هذا التفصيل غير مهم، بل المهم الرسالة التي يحملها الاستهداف في حد ذاتها، اذ هي تحمل توقيعا اميركيا – اسرائيليا مشتركا، وهي موجهة لطهران، بغض النظر عمّن نفذ الهجوم "عمليا". فالجدير ذكره ان الضربة تزامنت مع زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الى الكيان العبري وأتت عشية وصول وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن اليه، وهي حصلت على وقع غارات وعمليات عسكرية يتعرض لها الايرانيون وحلفاؤهم في سوريا على يد الطيران الحربي الاسرائيلي، وآخرها مساء امس.

انطلاقا من هنا، فإن الرسالة واضحة: ثمة قرار دولي عموما، اميركي – اسرائيلي خصوصا، مُبرَم، يقضي بمنع ايران من تطوير قدراتها النووية ومن توسيع نفوذها الاقليمي، وهو سيُنفذ بالحسنى عبر المفاوضات، او بالقوة، عبر الخيار العسكري. فهل يمكن لايران ان تتحمل اكثر كلفة توقف مفاوضات فيينا؟ والى اي حد يمكنها الصمود في وجه ضغوط شارعها والعقوبات الغربية والضربات العسكرية؟!

        ***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o