Jun 30, 2018 3:42 PM
تحليل سياسي

اتصالات التأليف تستمر رغم سفر أبرز أقطابها و"مبادرات" مرتقبة خــــــلال يومين
جعجع "في القصر" لتذليل عقدة تمثيل القوات والحل يركز على الحقائب كمًّا ونـــــوعاً
نزوح:"الحزب" قادر حيث الدولة عاجزة..وخامنئي:أميركا تريد قلب الايرانيين على حكومتهم

المركزية- على رغم مغادرة الرئيس المكلف سعد الحريري لبنان في إجازة تستمر أياما، ووجود رئيس مجلس النواب نبيه بري خارج البلاد، وسفرٍ مرتقب لعدد من اللاعبين السياسيين الاساسيين على الساحة الداخلية، يبدو ان ثمة اصرارا- أنتجه اجتماع بعبدا الثنائي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري- على عدم قطع حبل الاتصالات المحلية على خط تأليف الحكومة، بل مواصلتها عبر الموفدين او من خلال محادثات "عابرة للقارات"، لانضاج تفاهمات تساعد في إنجاز التشكيل سريعا.

مبادرات مرتقبة: وترجمةً لهذا التوجه الرسمي المستعجل "الحكومة" والرافض لـ"المماطلة" وتضييع الوقت، سُجّلت اليوم زيارة قام بها وزير الثقافة غطاس خوري- الناشط الابرز في فريق الرئيس المكلّف في مجال "التشكيل"- الى قصر بعبدا حيث استقبله العماد عون. وبعد اللقاء، أعلن خوري انهما ناقشا "الاوضاع السياسية الراهنة ومسار تأليف الحكومة الجديدة". الا انه كشف ايضا "ان الاتصالات ستتكثف خلال الساعات القليلة المقبلة خصوصا بعد المشاورات التي تمت حول مسألة تشكيل الحكومة، بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري". وتوقع "ان تتعزز المناخات السياسية الايجابية من خلال مبادرات ستتم خلال اليومين المقبلين على امل ان تصب في مصلحة الاسراع في تشكيل الحكومة".    

جعجع في "القصر": وفي هذا السياق، أشارت مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" الى ان أبرز هذه المبادرات، يتمثّل في الزيارة التي يُتوقّع ان تقود رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى بعبدا في الساعات او الايام المقبلة. فالاجتماع المرتقب، من المفترض ان يؤسس لتفكيك عقدة تمثيل "القوات" في الحكومة، على أُسس مرضية لقطبي الثنائي المسيحي، برعاية مباشرة من الرئيس عون.

تسوية العقدة القواتية: وهنا، تلفت المصادر الى ان ثمة خيارات كثيرة مطروحة على طاولة البحث، وتوضح ان الاخيرة تتركز على "كمية" و"نوعية" الحقائب في آن. فإذا أعطيت القوات حقيبة وازنة "سيادية" مثلا، قد تقبل حينها بحصة وزارية أصغر. وبحسب المصادر، يدور الحديث عن إسناد 4 حقائب للقوات، إحداها سيادية، مقابل تخلي معراب عن نيابة رئاسة الحكومة، أو تسليمها 4 وزارات من بينها حقيبة أساسية، وأخرى خدماتية وثالثة عادية إضافة إلى وزارة دولة. واذ تستبعد ان يلقى الطرح الثاني إيجابية قواتية، تقول المصادر ان "هامش" طروحات "التسوية" المنشودة يتراوح بين ادراك بعبدا والسراي ان وضع "القوات" خارج الحكومة أمر مستحيل نظرا الى حجمها النيابي ودورها في قيام "العهد العوني"، من جهة، وبين رفض القوات اللبنانية القاطع لمحاولات تحجيمها من جهة أخرى، وقد وضع رئيسها سمير جعجع في خطابه امس النقاط على الحروف قائلا "القوات تحترم جميع الأحزاب والتيّارات والتلاوين السّياسيّة، وكلّ ما تطالب به هو أن يحترم الغير حضورها ويكفّ عن محاولات عزلها وتطويقها، هذه المحاولات التي أثبتت فشلها في الماضي وستثبت فشلها اليوم وفي كلّ يوم من جديد"، معتبرا "أنّ العمليّة الدّستوريّة التي تشكّل الحكومة بموجبها، يجب ان تتلاقى وتتكامل مع الإرادة الشعبية التي تجسّدت في صناديق الاقتراع، لا ان تكون وسيلة للقوطبة عليها أو شلّها أو تقييدها".

كليمنصو..لا تنازل: أما ثاني "محاور" المحادثات الحكومية المنتظرة، فعنوانه بيت الوسط - كليمنصو. وهنا، تشير المصادر الى ان "الحزب التقدمي الاشتراكي" لا يبدو في صدد القبول بأي تنازل عما يراه "حقّه" في الحصول على 3 وزراء دروز انطلاقا من نتائج الانتخابات النيابية. وعليه، قد يكون الحل لمسألة تمثيل الحزب الديموقراطي اللبناني الذي يرأسه الوزير طلال ارسلان، في توزير شخصية غير درزية مقرّبة من الاخير.

التمثيل السني: سنّيا، تلفت المصادر الى ان الاطراف الذين يغرّدون خارج سرب "المستقبل" من الممكن إشراكهم في الحكومة ولكن ليس عبر وزير سني، وسط موقف شبه حاسم للحريري يرفض فيه التنازل عن أي جزء من حصته السنية.

متى الولادة؟: على اي حال، تتوقع المصادر ان تستمر المشاورات في العلن وخلف الكواليس، لرفع الحواجز التي تعترض طريق القطار الحكومي. واذ تتحدث عن رغبة رئاسية بالتشكيل في أقرب وقت نظرا الى التحديات التي يتوجب على الحكومة رفعها وأبرزها اقتصادي، وسط تشديد دولي على ضرورة اطلاق مسار الاصلاحات لعدم تضييع مكاسب "سادر"،  تشير المصادر الى ان موعد ظهور نتائج حركة الاتصالات، ضبابي. فمتفائلون يتوقعون تأليفا خلال أسبوع فيما متشائمون يتحدثون عن تريث قد يتخطى منتصف تموز للاطلاع على نتائج القمة الاميركية – الروسية المرتقبة.

تجاوز للدولة؟: على صعيد آخر، توقفت مصادر "سيادية" عبر "المركزية" عند اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نيته الاستفادة من " طبيعة علاقاتنا الجيدة والمتينة مع الدولة السورية، للمساعدة في اعادة النازحين"، وكشفه اننا "سنتواصل مع هؤلاء (النازحين) مباشرة ونحدد آلية لاستقبال طلباتهم ونشكل لوائح ونعرضها على الجهات المعنية في الدولة السورية بالتعاون مع الامن العام اللبناني لاعادة أكبر عدد من السوريين"، معتبرة ان في هذا الموقف تجاوزا لدور الدولة اللبنانية، ورسالة يقول فيها "إننا الاقوى وقادرون على التحرك فيما الدولة عاجزة".

قافلة جديدة: على اي حال، وبعد الدفعة الاولى من قوافل العودة للنازحين السوريين التي انطلقت امس الاول من بلدة عرسال وضمّت نحو 294 نازحاً من اصل 400 يُشكّلون جزءاً من مجموعة من 3000 نازح من قرى وبلدات القلمون الغربي، تستعد دفعة ثانية للعودة قريباً الى سوريا بعد ان تنتهي السلطات السورية المعنية بهذا الملف من "غربلة" الاسماء الواردة في لوائح العودة. واوضح رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ"المركزية" "ان مجرّد فتح باب العودة ولو باعداد قليلة، مؤشر جيّد الى ان بقاء النازحين في لبنان امر موقت"، لافتاً الى "ان السلطات السورية وافقت على عودة 3000  نازح الى مناطق القلمون الغربي، الا انها وبسبب اجراءات التدقيق بالاسماء تُفضّل ان تتم عودتهم "بالتقسيط" وعلى دفعات".

مفاوضات حول الجنوب: اقليميا، وفيما الحملة العسكرية النظامية متواصلة في الجنوب السوري، كشف مفاوضون من المعارضة السورية أن الأخيرة بدأت محادثات مع روسيا بشأن اتفاق لاستعادة سيادة الدولة على أجزاء من محافظة درعا بالجنوب يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وأضاف المفاوضون أن لجنة تضم ستة أعضاء من المدنيين والعسكريين شكّلها مقاتلو معارضة في الجنوب عقدت اجتماعا تمهيديا على الحدود الإدارية لمحافظة السويداء المجاورة. وليس بعيدا، أفاد المرصد السوري عن انضمام 8 بلدات على الأقل في محافظة درعا في جنوب سوريا الى مناطق "المصالحة" مع دمشق، بموجب مفاوضات تولتها روسيا، تنفيذا لاتفاق الاردن.

خامنئي وترامب: من جهة ثانية، وفي وقت أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تغريدة ان "العاهل السعودي وافق على طلبي زيادة إنتاج النفط نحو 2 مليون برميل يوميا"، قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي على موقعه الإلكتروني الرسمي اليوم إن الضغوط الاقتصادية الأميركية على إيران تهدف إلى انقلاب الإيرانيين على حكومتهم. وقال "يمارسون ضغوطا اقتصادية لإحداث فرقة بين الأمة والنظام...سعى 6 رؤساء أميركيين قبله لتحقيق هذا لكنهم يئسوا". أما زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي فاعتبرت ان "البرامج الصاروخية ودعم الإرهاب والتدخل في شؤون الغير أسباب كافية لمعاقبة النظام الإيراني ويجب منع النظام من دعم الإرهاب وتصديره".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o