Dec 06, 2022 9:39 PM
أخبار محلية

الراعي من الاردن للمسؤولين اللبنانيين: لا يمكنكم مواصلة ما تفعلونه بلبنان

وجه غبطة البطريرك الماروني الكاردينال ماربشاره بطرس الراعي من الأردن رسالة الى المسؤولين اللبنانيين قال فيها: "لا يمكنكم مواصلة ما تفعلونه بلبنان، لا يحق لكم هدم وطن حضاري وثقافي، ولا يحق لكم ان لا تنتخبوا رئيسا للجمهورية، وأن تفقروا الشعب وتهجّروه. لا يحق لكم ان تناموا مرتاحين وقد تخطى الدولار الـ ٤١٠٠٠ ليرة، إنما عليكم  ان تدركوا ان السياسة فن شريف لخدمة الخير العام".

كلام الراعي جاء في حديث الى صحيفة "الراي" الاردنية، وقد اعتبر ان لبنان يمر بسلسلة مآزق من الفراغ في رئاسة الجمهورية الى الأزمة المالية الاقتصادية التي هجّرت شبابه وصولا الى عزلته عن العالم.

وقال أيضا: "ذا ما سأبحثه في لقائي مع ملك الاردن عبدالله الثاني، كما وسأشكره على وقوف المملكة الأردنية الى جانب لبنان في محنته، وبخاصة بعد تفجير المرفأ في ٤ آب لجهة ارسال المساعدات والادوية".
 وأكد الراعي مطالبته الدائمة بقيام دولة فلسطينية من أجل عودة الشعب الفلسطيني اللاجئ الى ارضه مبديا أسفه "لأن السياسة الدولية تعمل عكس ذلك، والمجتمع الدولي ليس مع القضية الفلسطينية والظاهر أنه يبدد الحلم"،

وقال الراعي :"اذا كان الحل ليس بانشاء الدولة الفلسطينية، فمن الضروري ايجاد حل آخر ليعيش الفلسطينيون بكرامة".
وأبدى أسفه لأن السياسة تمنع المسيحي اللبناني من زيارة الاراضي المقدسة معتبرا أن "هذه الارض عزيزة علينا جميعا لأن كل تاريخ الخلاص تم عليها، ولأن هويّتنا انطلقت منها".

وفود: كما واستقبل الراعي في دار الرعية وفودا من كاريتاس الاردن ،البعثة البابوية، الهيئة الخيرية الهاشمية، المستشفى الايطالي والهيئة اليسوعية لمساعدة اللاجئين وشكرهم على ما يقومون به من اجل لبنان.
كما وزار  مدينة مدابا يرافقه نائب المدينة مجدي اليعقوب ورئيس البلدية والمدير العام لوزارة السياحة، حيث صعد البطريرك الى جبل نيبو وانتقل بعدها الى كنيسة القديس جاورجيوس حيث خريطة مادبا الفسيفسائية التي تصف منطقة شرق المتوسط في العصر البيزنطي، ومن ثم قام بزيارة  لدير اللاتين وكنيسة ومزار قطع رأس يوحنا المعمدان.

ومن جهة أخرى التقى البطريرك الماروني الامير حسن بن طلال وبحث معه العلاقات التاريخية والمميزة التي تربط لبنان والاردن والبطريركية بالمملكة، وأهمية تعزيز الحوار بين الاديان خصوصا في هذه المرحلة.
كما ودعا الراعي من مدينة السلط الى تحويل تراث الفسيفساء الاردنية الى نمط عيش بين الاديان والشعوب محييا الاردن ومذكرا بأن الدستور  اللبناني هو دستور العيش المشترك، ودستور التعددية الثقافية والدينية والتعاون مسلمين ومسيحيين في الشأن السياسي والاداري في البلاد، وهذا أمر موجود لدى شعبنا وعند مجتمعنا ولكن مفقود بين السياسيين الذي يعملون دائما على التفرق.

وكذلك عرض البطريرك لأُسس التعاون في مجال السياحة الدينية مع وزير السياحة الاردني نايف الفايز الذي اطلعه على بدء العمل بدرب الحج المسيحي من جبل نابو في اتجاه موقع المغطس.

السفارة البابوية: واستضافت السفارة البابويّة في الأردن البطريرك الراعي، تخللها مأدبة غداء أقامها القائم بأعمال السفارة البابويّة في الأردن المونسنيور ماورو لالي على شرف البطريرك الراعي الذي يقوم حاليًّا بزيارة رسميّة ورعوية إلى المملكة.
وجرى على مائدة الطعام حوار شارك به راعي الكنيسة المارونيّة في الأردن الأب جوزيف سويد، ومدير المركز الكاثوليكي الأب د. رفعت بدر، ومدير "كاريتاس" الأردن السيّد وائل سليمان، والقائم بأعمال السفارة اللبنانية لدى الاردن السفير يوسف اميل رجي، ونائبه السيد جورج فاضل، وسكرتير البطريرك الراعي السيد وليد غياض.

وألقى القائم بأعمال السفارة البابويّة المونسنينور ماورو لالي كلمة رحّب فيها بالبطريرك الراعي في زيارته الأولى إلى "بيت البابا" في الأردن، مشيراً إلى أنّ "حضوره يمثّل علامة على الشراكة الأخويّة الكبيرة، ووحدة الكنيسة المارونيّة الثابتة مع روما، مما يؤكد أهميّة الوحدة المنظورة للكنيسة الكاثوليكيّة، فالتاريخ علّمنا بأنّ التعبير الخاص لتقاليدنا الإيمانيّة هو كمثل نهر يتدفّق في بحر الشركة والوحدة".
وأشار إلى "العلاقة الطويلة والمميّزة التي تجمع بين المملكة الأردنيّة الهاشميّة والكنيسة المارونيّة"، مؤكدًا بأنّ "هذا دليل على أنّ الرؤية الاستشرافيّة للعائلة المالكة الهاشميّة، والقيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني والتي جعلت من الأردن نموذجًا للعيش السلميّ بين الناس والشعوب من مختلف التقاليد الدينيّة". ولفت إلى أنّ "الاعتراف الرسميّ بالرعيّة المارونيّة الصغيرة في الأردن يجب أن تستمر ترجمته لراعوية شركة مع الكنائس الكاثوليكيّة وغير الكاثوليكيّة"، مشيرًا إلى أن "ما شدّد عليه البابا فرنسيس في زيارته الرسوليّة الأخيرة إلى قبرص على "أنّنا بحاجة إلى كنيسة أخويّة، تكون أداة أخوّة في العالم". وشدّد على أنّ "الكرسي الرسولي يعمل دائمًا على تشجيع الكنائس في الأردن للصلاة من أجل لبنان الشقيق، كما والتعبير عن قربها من الشعب اللبناني الذين ما يزالوا يمثلون رمزًا للصمود رغم كل الأحداث".

وخاطب البطريرك الراعي بالقول: "إنّنا نعلم جيدًا كلّ ما تقومون به لإنبات فرص جديدة للحوار، ومواجهة الاختلافات والتغلّب عليها، ولتضامن مستمرّ في تقديم المساعدة لجميع المحتاجين، ومن أجل الاعتراف المتزايد بحقيقة أن جميع اللبنانيين هم إخوة وأخوات، وأعضاء في عائلة واحدة وشعب واحد. ومن خلال الصلاة والعمل، فإنّ العالم الكاثوليكيّ يتضامن مع اللبنانيين في هذا الوقت العصيب الذي يمرّ به بلد الأرز".
ولفت إلى "نداءات البابا فرنسيس المتعدّدة"، حيث قال قداسته: "عندما أفكر في لبنان، أشعر بقلق كبير إزاء الأزمة التي يجد نفسه فيها، وأشعر بألم شعب منهك واختبر العنف والمعاناة. إنّني أحمل في صلاتي هذا البلد لكي ينبع السلام في وسطه"، حاثًا على الصلاة من أجل الأخوة والأخوات "في الشرق الأوسط، الذين تعرّضوا للمحن، حتّى يكون لديهم القوة لإعادة بناء مجتمعهم في أخوّة".

من جهته، شكر غبطة البطريرك الراعي المونسنيور ماورو لالي على حُسن استقباله. وقال: "هذه الرسائل التي أوردتها في كلمتك هي بالغة الأهميّة بالنسبة لنا". وأشار إلى أنّ "كنيسة مار شربل في عمّان تعيش بتناغم تامٍ مع الكنائس الشقيقة الأخرى، وهذا أمرٌ بالغ الأهميّة وقريب إلى قلبنا، وإنني أؤكد عبر كاهن الرعيّة الأب جوزيف سويد بأنه يعمل دائمًا على تقوية أواصر الصداقة مع المجتمع المحليّ، وبالأخص مع الكنائس الأخرى".
وجدّد البطريرك الراعي التأكيد على أن "لبنان يحمل "الرسالة"، كما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني، ولكن هذه الرسالة هي في أزمة في الوقت الحاليّ، وهي تؤثّر على كل مكوّنات المجتمع اللبناني، من مسيحيين ومسلمين، وليس فقط على المسيحيين"، مؤكدًا بأنّ "هوية اللبنانيين، هوية التعدديّة، وهوية العيش المشترك، وهوية التناغم بين مكوّنات الشعب، لن تنتهي أبداً".
وقال: "إننا نشعر بفخر كبير للعلاقة الطيبة التي نشأت منذ عقود بين العائلة الهاشمية والبطريركية المارونية، وبالأخص مع جلالة الملك الحسين رحمه الله الذي أهدى سيارته الخاصة التي اقلت البابا بولس السادس الى البطريرك الماروني المعوشي. وها هي الصداقة تكمل وتسير من عال إلى أعلى مع جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم".
وقال: "يستطيع السياسيون في بلدنا لبنان أن يحلوا المشكلة، ولكنهم في الوقت الحالي ملتهون بمشاكلهم الخاصة، وأحيانًا كثيرة يعملون ضد مصلحة لبنان، مع كل أسف. أمّا المقاومة التي على الشعب اللبناني أن يبديها فهي المقاومة عبر الصلاة، وعبر التمسّك بثوابت العيش المشترك، وعبر البقاء على الأرض اللبنانيّة، وعبر المقاومة بالرجاء التي هي فضيلة أساسيّة من فضائلنا المسيحيّة".

ودار نقاش غني بين الحضور والبطريرك الراعي، استمع اليهم واجاب على تساؤلاتهم واستفساراتهم، وبالاخص حول قلقهم على لبنان الشقيق في الاوضاع الصعبة التي يمر بها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o