Oct 11, 2022 12:00 PM
أخبار محلية

بوصعب يجول على الرؤساء.. رئاسة الجمهورية: الصيغة النهائية لاتفاق الترسيم مرضية للبنان

المركزية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صباح اليوم، في قصر بعبدا، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب المكلف من قبل الرئيس، متابعة ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بالتعاون مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين. وقد سلم بوصعب رئيس الجمهورية النسخة النهائية التي وضعها الوسيط الاميركي. 

رئاسة الجمهورية: واعتبرت رئاسة الجمهورية أن الصيغة النهائية لهذا العرض، مرضية للبنان لا سيما وانها تلبي المطالب اللبنانية التي كانت محور نقاش طويل خلال الأشهر الماضية وتطلبت جهدا وساعات طويلة من المفاوضات الصعبة والمعقدة. ورأت الرئاسة ان الصيغة النهائية حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية وذلك في توقيت مهم بالنسبة الى اللبنانيين. 

وأملت رئاسة الجمهورية في بيان، أن يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في اقرب وقت ممكن. 

وقال البيان: "ان رئيس الجمهورية اذ يشكر الوسيط الأميركي والإدارة الأميركية على الجهود التي بذلت من اجل التوصل الى هذه الصيغة، يؤكد انه سيجري المشاورات اللازمة حول هذه المسألة الوطنية تمهيدا للإعلان رسميا عن الموقف الوطني الموحد". 

بو صعب: بعد اللقاء، قال بو صعب: "سلمت اليوم فخامة الرئيس العماد ميشال عون النسخة النهائية المعدلة، بعد ان كانت السفيرة الاميركية سلمت فخامة الرئيس العرض الذي ارسله الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين. ما يمكنني قوله اليوم هو ان فخامة الرئيس بدأ عهده باصدار المراسيم، وآمل ان يختمه  بالترسيم الذي يحوي مصلحة اقتصادية كبيرة واستقراراً للبنان الذي حصل عليه اليوم بالصيغة التي ستكون قيد الدرس من قبل فخامة الرئيس الذي سيجري الاستشارات اللازمة مع رئيسي مجلسي النواب والوزراء. هذا الموضوع اليوم بصيغته النهائية اصبح امام رئيس الجمهورية، وقد لبّى كل المطالب اللبنانية وتم اخذ الاعتبار بملاحظاتنا، على عكس ما يشاع من ان لبنان لم يأخذ ايا من مطالبه، بل حصل على مطالبه لانها محقة. وانا اعلم ان الفريق الآخر يريد ان يعتبر انه حصل على ما يريد، وما تم القيام به الاسبوع الفائت هو ان الفريقين اعتبرا انهما حصلا على الضمانات المطلوبة وعلى اتفاق عادل"

اضاف: "بالنسبة لنا، تم انجاز الملف واصبح في عهدة فخامة الرئيس، والجو ايجابي جداً حول الجهد الذي قام به الوسيط الاميركي والادارة الاميركية، لاننا توصلنا اليوم الى حل يرضي الطرفين وهو امر صعب للغاية لانهما لا يقيمان علاقات دبلوماسية، لا بل ان لبنان لا يعترف بالعدو الاسرائيلي، وبالتالي الوصول الى تفاهم من هذا النوع على حدود فيها مصلحة اقتصادية ليس بالامر السهل، بل هو جهد كبير جداً من قبل الادارة الاميركية كان في مكانه وتم بشكل عادل ومنصف، والا لما توصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم"

وتابع: "النسخة اصبحت لدى فخامة الرئيس، وقد انتهى دورنا، وخلال الساعات المقبلة سيتصرف فخامته بالطريقة التي يراها مناسبة لاعطاء الاجوبة. سيشهد اليوم تطورات كثيرة، والجميع في لبنان وخارجه بانتظار ما سيصدر عن لبنان في ما خص الاتفاق"

سئل: في حال وافق لبنان على هذه النسخة، ما هي الخطوات العملية المقبلة؟ 

اجاب: "في حال وافق لبنان الرسمي على الصيغة النهائية، هناك خطوات موضوعة لما سيلي لا ارغب في الدخول في تفاصيلها، ولكنها اصبحت شبه معروفة. فنحن نودع الوسيط الاميركي رسالة هي نفسها التي ستودع لدى الامم المتحدة، وهو ما سيقوم به الفريق الآخر ايضاً، لان الامر ليس اتفاقا ولا معاهدة دولية بين بلدين عدوين، ولكن مهما كانت الصيغة، فالجميع يعلم ان الاتفاق بين لبنان والاميركيين من جهة والاسرائيليين والاميركيين من جهة ثانية، اقل ما يقال عنه انه يؤمّن استقراراً اقتصادياً بالمنطقة ويعطي الامل"

سئل: هناك حديث صدر عن مشاركة اسرائيلية بثروات حقل قانا. هل هناك تفاهم حول الموضوع بين لبنان واسرائيل والشركة المنقبة؟ 

اجاب: "لا شراكة بين لبنان واسرائيل بثروات حقل قانا، كما ليس هناك من تقاسم ايضاً بينهما. هذا الحقل يمتد على ناحيتي الخط الذي تم اعتماده، ونحن على علم ان هناك تفاهماً حصل ولسنا في اجواء تفاصيله لاننا غير معنيين به، وهو بين شركة "توتال" واسرائيل. ان لبنان سيحصل على كامل حقوقه من حقل قانا على ناحيتي الخط، والاسرائيليون قد يأخذون تعويضات انما من شركة "توتال" وليس من الحصة اللبنانية، كي لا يكون هناك التباس بالموضوع حول حصة لبنان من الحقل. لقد وقّع لبنان اتفاقاً مع شركة "توتال" منذ العام 2017، وبنود الاتفاق واضحة والحصة اللبنانية بالحقل واضحة ايضاً، وما تمت اضافته هو ان الحصة اللبنانية لا تقتصر على البلوك رقم 9 فقط، بل على امتداد كل الحقل"

وقال: "ليس هناك من اتفاق لا يعتبر الطرفان فيه ان نتيجته ترضيهما، ففي حال اعتبار احدهما انه فائز او خاسر، لا يمكن الوصول الى نتيجة، وآمل ان ينظر الاسرائيليون الى هذا الامر من هذا المنظار وعدم الدخول في الكلام عن تراجع. نحن كان لدينا ملاحظات وحصلنا عليها، لذلك كانت النسخة معدلة. ووفق الملاحظات الاسرائيلية ايضاً، تمت معالجة مكامن الخلاف على كلمة كما قيل بالامس، وكان لدينا اقتراح بديل على كلمة ترضينا وحازت على رضى الطرفين. هكذا تتم الاتفاقات"

سئل: هل اخذ لبنان كامل حقوقه؟ وماذا عن خط العوامات؟ 

اجاب: "حصل لبنان على كامل حقوقه، واخذ بكل الملاحظات التي كانت لديه. الموضوع يعود الى فخامة الرئيس ودولة الرئيسين، والقرار عندهم. ما اقوله ان الملاحظات التي تحدثنا بها حققناها. اما خط العوامات فلا نعترف به، وسبق ان اجبت على هذا السؤال". 

سئل: هل هناك عقوبات على الشركات التي ستلتزم التنقيب؟ 

اجاب: "لا، ليس هناك من عقوبات دولية على اي شركة في الحقل الذي يمتد على جهتي الخط". 

السراي: من جهته، أمل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان "يصل ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية الى نهاياته في وقت قريب، بعدما نجحت الجهود التي قام بها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في التوصل الى مسودة اتفاق تحفظ الحقوق اللبنانية"

وقال الرئيس ميقاتي خلال تسلمه من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب نسخة عن المسودة النهائية للاتفاق صباح اليوم في السرايا:"  ان الموقف اللبناني الموحد في هذا الملف وتشبث لبنان بحقوقه ومطالبه افضى الى هذه النتيجة الايجابية، وكلنا امل ان تبلغ الامور خواتيمها ومن ثم المباشرة بالخطوات العملانية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية"

وشكر الرئيس ميقاتي للادارة الاميركية  "الجهد الذي قامت به في ما تم التوصل اليه، وبخاصة السيد اموس هوكشتاين الذي قاد عملية التفاوض بدقة وحرفية وصبر". 

وشكر "فرنسا التي ساهمت بشكل مباشر في الوصول  الى ما تم التفاهم عليه وتذليل  العقبات التي طرأت خلال المفاوضات غير المباشرة". 

عين التينة: ولاحقا استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بو صعب واستلم منه النسخة الرسمية النهائية المعدلة الذي تقدم بها هوكشتاين.
 
وبعد اللقاء تحدث بو صعب "زرت دولة الرئيس نبيه بري لكي اسلمه النتيجة التي اثمرت على النقاش الذي حصل خلال الايام الماضية، لنأخذ بعين الإعتبار الملاحظات التي سلمتها الدولة اللبنانية للوسيط الأميركي، هذه الملاحظات على المسودة التي سلمها الوسيط الأميركي لآموس هوكشتاين لفخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء في آخر زيارة، صار عليها ملاحظات من قبل الجميع، ومن دولة الرئيس بري وضع على المسودة ملاحظات .اليوم اطلعت دولة الرئيس بري على الملاحظات التي كان اعطانا اياها واكدنا الملاحظات التي طالب بها لبنان، والملاحظات التي اعطانا اياها الرئيس بري قد أخذ فيها بهذه المسودة لذلك اليوم استطيع ان اقول ان النقاش حول المسودة والتعديلات التي يمكن ان تطرأ عليها إنتهينا منه".
 
أضاف بو صعب:"اليوم نحن امام مسودة اخذت في الإعتبار ملاحظاتنا كاملةً ودولة الرئيس بري الذي كان ممسكا بالملف من فترة طويلة كان دائما مرجعية لنا لنتكلم معه ونستشيره لأنه ذو خبرة كبيرة وما وصلنا إليه اليوم، وكان دائما ينبهنا على الأمور التي ممكن ان تعرقل المسار وفعلا هذا ما حصل.
 
اليوم نستطيع القول، ان الموقف الوطني الموحد في لبنان قد اعطى لبنان قوة وموقفا استطاع ان يتفاوض مع الأخرين من خلالهما، الكل يعرف ان لبنان بلد غير ضعيف خاصة في مفاوضات كهذه تعني لبنان، حدودنا الوطنية، تعني سيادتنا، تعني الحفاظ على حقوقنا، انا اقدر ان اقول الموقف الوطني الموحد اعطى نتيجة كبيرة جدا في هذه المفاوضات، لا تحصل مفاوضات عندما يقول الفريق أنا اريد ان انجز واربح والفريق الاخر يجب ان يخسر، المفاوضات عندما اتى الوسيط الاميركي في أول زيارة له قال يمكننا ان ننطلق من عقلية جديدة تقول لا أحد يجب ان يعتبر نفسه رابحا او خاسرا، كل فريق يجب ان يعتبر نفسه ربح بمطالبه التي يريدها. واحيانا هناك نقاط تتقاطع بين الفريقين لكي نقدر ان ننجز هذا الإتفاق".
 
وتابع :"واريد ان اقول للإعلاميين وللصحافيين، نعم كان هناك تكتم كبير جدا وشديد، وهذا التكتم ليس بمعنى لا نريد ان نعلم الناس ما يحصل، لكن بالمفاوضات هكذا تجري الأمور، وطبعا هذا التكتم لا يعني ان الرؤساء ليسوا معنيين ولا يتطلعون على ما يجري، انما كانوا يطلعون ولكن لا يمكننا ان نناقش مسودة في الإعلام وبعد ساعتين تتغير الورقة والمطلب يلغى. لذلك كان هناك تخبط الى حد ما " لبنان تخلى، لبنان تنازل، لبنان لم يحصل على مطالبه". كل هذه الامور غير صحيحة.اليوم وصلنا الى صيغة نهائية بفضل لبنان وقوة لبنان ووحدة موقفه، وحصلنا على الملاحظات التي نريدها، إنما هذه الملاحظات تدرس حاليا من قبل فخامة الرئيس ودولة الرئيس بري ودولة رئيس مجلس الوزراء، وعلى ضوء هذه الدراسة سيكون هناك موقف موحد من لبنان مثلما تعودنا خلال الخمسة أشهر التي مرت. وهذا الموقف الموحد يعطى ويقول لبنان قد وافق نهائيا او رفض نهائيا هذا الإقتراح. العمل الذي اعتبره ديبلوماسيا وتفاوضيا وتقنيا قد إنتهى، اليوم هذا القرار بناء على المسودة التي بين أيدينا  تتخذ من فخامة الرئيس بالتشاور مع دولة الرئيس بري ودولة الرئيس ميقاتي، وعلى اساسه يتخذ القرار النهائي".
 
وردا على سؤال اذا ما كانت المسودة تتضمن العودة الى إتفاق الإطار والتوقيع سيكون في الناقورة، قال بو صعب :"انا لا أسمي ذلك اتفاقا هو اتفاق مع الاميركيين وسنودع هذا الاتفاق او العرض او الرسالة لدى الامم المتحدة هو ليس اتفاقا بين لبنان ودولة نحن لا نعترف بوجودها وليس معاهدة دولية بيننا. الصيغة اخذت بعين الاعتبار حساسية لبنان ووجد المفاوض الاميركي حلا واقولها اليوم للمرة الاولى عندما بدأنا بالنقاش حول كيفية ايجاد حل بحيث لا يوجد هناك حالة مشابهة في العالم تشبه الحالة القائمة وعليه كانت هذه الفكرة البناءة التي اعطتنا تصورا حول كيفية الوصول الى حل ، بداية هذه الرسالة التي بعثها الوسيط الاميركي تقول انه بناء على النقاط الست الواردة في "اتفاق الاطار" الذي اعلن عنها، من هنا صار هناك تفاوض في الناقورة. وفي هذا الاطار اوجه تحية للوفد التقني ولقيادة الجيش الذي اشتغل على كل هذه التفاصيل وكل الكلام الذي كان يصدر عن خطوط كان من البديهي في طبيعة المفاوضات ولو لم يكن هناك مثل هذه المواقف ربما ما كان لبنان ليحصل على الذي حصل عليه وبالتالي الكل لعب الدور الذي يجب ان يلعبه لكن في الاخير علينا ان نأخذ حقوقنا من دون اي تفريط وهنا دور الديبلوماسية. وهذه الديبلوماسية أدت الى هذا الاتفاق وتطبيقه سوف يكون وفق ما هو في اتفاق الاطار. وأخيرا، فخامة الرئيس الذي هو معني بالتفاوض والذي كان حريصا ان يتم بسرية تامة وحريصا ان يقول انه في اول عهده عملنا مراسيم النفط واتمنى ان يختم هذا العهد بالترسيم، من المراسيم الى الترسيم. هذا الامر تم لان هناك تفاهم وطني وتعاون بين الجميع. من هنا اخذ في الاعتبار "اتفاقية الاطار" وهي وضعت الخطوط العريضة التي جعلتنا نصل الى ما وصلنا اليه اليوم . وانا لا يمكن الا ان اوجه التحية من عين التينة للرئيس نبيه بري الذي حمل هذا الملف من سنوات واخر الامر نصل الى نتيجة وذلك بفضل الوحدة الوطنية" 
 
وحول موعد التوقيع على الاتفاق، اجاب بو صعب :"العبارة التي كان عليها الخلاف ليس الامر الواقع. والتوقيع وموعده يعود لفخامة رئيس الجمهورية عندما يتشاور مع دولة الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي في هذا القرار، اذا ما كنا سنقبل بالصيغة النهائية اخذت في الاعتبار ملاحظاتنا ولم اقل اننا قبلنا بالعرض. القبول يأتي من القيادات العليا وليس مني ولا اريد ان اعلق على ما يحصل في اسرائيل عندهم انتخابات كأي اي بلد تحصل مزايدات ومزايدات مقابلة. اليوم واذا كان مهتما بالامن والاستقرار والاقتصاد وهو يعرف ان في لبنان معادلة اذا لم يحصل فيها لبنان على حقوقه ونفطه وغازه وثرواته يعني ذلك سيكون هناك امام الاسرائيلي لاستخراج النفط والغاز هذا الموضوع واضح وضوح الشمس. في هذه المعادلة الإسرائيلي والاميركي والاوروبي معنيون بالاستقرار هذه واحدة من نقاط القوة الموجودة لدى لبنان بالاضافة الى الموقف الوطني الموحد".
 
وختم بو صعب :" فخامة الرئيس سوف يجري مشاورات مع الرئيسين بري وميقاتي ويعلن على ضوء ذلك القبول او عدم القبول".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o