Oct 08, 2022 3:59 PM
تحليل سياسي

إحاطة عربية وفرنسية بلبنان واستحقاقاته حرصا على الاستقرار
البخاري يستكمل من طرابلس مسعى رص الصف السني: لاحترام المهل الدستورية
"الحزب" يجدد تحركه حكوميا..وساطة الترسيم مستمرة..رفع تعرفة الـ"لا كهرباء"!

المركزية- فيما تفشّي وباء الكوليرا الذي وصل الى لبنان في الساعات الماضية لا يزال محصورا وتحت السيطرة، على امل ان يبقى كذلك، فإن انتشار وباء التعطيل والكيديات وتغليب الحسابات الشخصية والاقليمية على المصلحة الوطنية العليا، لا ضوابط له، وهو يتهدد مستقبل الوطن وكيانه والنظام، خاصة وأن لا مؤشرات الى ان اهل المنظومة سـ"يبرأون" منه قريبا، بل هم يواصلون مناكفاتهم تاركين البلاد المنهارة، من دون حكومة، وقريبا من دون رئيس للجمهورية.

لا يتحمّل الفراغ: ازاء هذا الواقع الذي يضع الاستقرارَ المحلي المهتز اصلا، اجتماعيا واقتصاديا و"مصرفيا"، امام أخطار اكبر، تحرّكت الجامعة العربية نحو بيروت مؤكدة عبر مساعد امينها العام حسام زكي "ان لبنان لا يتحمل حالة "الاعتياد على الازمة او القبول بالفراغ الرئاسي في ضوء الأزمة الاقتصادية الشديدة التي يمر بها، ومناشدة "القيادات السياسية تقديم المصلحة الوطنية والجلوس سويا وفتح قنوات التشاور من أجل التوافق على هذا الاستحقاق الدستوري الهام". وقد لفت زكي الى "أن ترف الوقت غير متوفر، والتعويل على الحلول الخارجية وحدها لن يسهم في حل الأزمة في ضوء التوتر الشديد على الساحة الدولية وتفاقم حدة الازمات العالمية"..

المسعى السعودي مستمر: القلق عينه تحمله السعودية، حيث تواصل مساعيَها لتسهيل الاستحقاقات ولإنجازها في شكل يساعد على انقاذ لبنان من ازماته، وقد بدأت هذا المسعى من خلال استضافة سفيرها وليد البخاري منذ ايام النواب السنة في اليرزة. وفي اطار جهودها لرص الصف السني وتوحيد كلمته، جال البخاري اليوم في طرابلس وزار نوابها وفاعلياتها، معلنا بعد زيارته النائب اشرف ريفي "واحب ان اؤكد لكم جميعا حرص المملكة على امن واستقرار لبنان، خاصة المحبة العميقة التي يحملها الشعب السعودي الى اهلنا في طرابلس والشمال. المملكة العربية السعودية تؤكد على تغليب المصلحة العليا على المصالح المرحلية"، مضيفا "في هذه المرحلة لبنان مقبل على استحقاق رئاسي ونؤكد على اهمية احترام المهل الدستورية، وحرصنا على استقرار لبنان يحتم علينا ان نحمل هذه المسؤولية المشتركة باتجاه لبنان". وشملت جولة البخاري النائبين كريم كبارة وطه ناجي والنائب التغييري رامي فنح، اضافة الى رئيس تيار الكرامة" فيصل كرامي.

رسالة فرنسية: ودائما على خط الاحاطة الخارجية بلبنان، فإن باريس شريكة الرياض في البيان الثلاثي الاميركي – السعودي – الفرنسي، ستنقل الى بيروت الرسالة نفسها، المستعجِلة الحكومة والانتخابات الرئاسية تعزيزا للاستقرار اللبناني، عبر وزيرة خارجيتها كاترين كولونا التي تصل الى لبنان الجمعة المقبل في زيارة رسمية تستمر حتى السبت.

جلسة الخميس؟: وتأتي هذه الدينامية الخارجية، عشية جلسة انتخاب رئيس للجمهورية دعا اليها الرئيس نبيه بري الخميس المقبل. ففي حال عقدت - بما ان نصابها يبدو مهددا في ظل توجه نواب "لبنان القوي" نحو مقاطعتها لمصادفتها مع ذكرى 13 تشرين - فإن مصيرها لن يكون افضل من سابقتها. على اي حال، فإن الاتصالات على الضفة المعارضة مستمرة لمحاولة توحيد الموقف. في السياق، استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم في معراب النائب غسان سكاف.

الفريق الآخر لا يريد الانتخابات: غير ان جعجع الذي جدد التأكيد على وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية في جلسة 13 تشرين الاول، استبعد تحقيق ذلك "لأن فريق السلطة الحاكمة لا يريد الانتخابات حاليا في ظل عدم توافقه على اسم مرشح". جعجع استغرب "تصرّف بعض قوى المعارضة الذين لم يتخذوا قرارهم بعد ولم يتوّحدوا على مرشح واحد لاسباب نجهلها رغم ان هناك شخصية تنطبق عليها كل المواصفات المطروحة في وقت يدعون دائما الى اجراء الانتخابات قبل انتهاء المهلة الدستورية". واذ جدد التأكيد ان "القوات" ستصوّت في الجلسة المقبلة لمرشّحها النهائي النائب ميشال معّوض، اعتبر جعجع ان "من يضع ورقة بيضاء او اوراق ضائعة يساهم، ولو بنية غير سيئة، في تعطيل الاستحقاق الرئاسي، فيما نحن بأمس الحاجة الى رئيس يملك مشروعا واضحا لقيادة العملية الانقاذية". وعن امكانية ايصال رئيس توافقي بين كل القوى، جزم انه "من غير الممكن التوافق مع "التيار" و"حزب الله" على رئيس فكيف سيتم التفاهم ونحن لدينا طروحات مغايرة ومشاريع مختلفة، وبالتالي هذا الامر "لن يحدث" وفي حال حصل سنكون امام رئيس صوري "مش طالع منو شي". اضاف "عبثا نضيّع الوقت في البحث عن حكومة في حين تفصلنا 3 اسابيع عن انتخاب رئيس جديد، من هنا تقع علينا مسؤولية كبيرة كمعارضة بكل اطيافها لتحقيق ذلك بما أن الفريق الآخر، الذي اوصلنا الى هذه الحالة، يسعى الى التعطيل".

مسعى الحزب: على الضفة الحكومية، اتصالات رأب الصدع بين الفريق الرئاسي والسراي انتعشت في الساعات الماضية بدفع من حزب الله، الا ان نتائجها غير مضمونة بعد. في السياق،  أعرب رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب حسين الحاج حسن عن أمله في أن "تصل القوى السياسية والكتل النيابية إلى تفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية خلال المهلة الدستورية، وتشكيل حكومة مكتملة المواصفات". وقال خلال لقاء سياسي في بعلبك "أصبحنا في النصف الثاني من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، وحددت جلسة يوم الخميس المقبل. ونأمل أن تستطيع القوى السياسية والكتل النيابية التوصل إلى تفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية. كما نأمل أن يتوصل الفرقاء المعنيون إلى تشكيل الحكومة، بمعونة الأصدقاء والحلفاء. ونحن في حزب الله جزء من محاولات فكفكة العقد وحلحلة الأمور. فهناك حاجة ملحة لتشكيل حكومة في هذه الظروف التي يمر بها البلد، وفي ظل الأوضاع القاسية على المستوى الاقتصادي والمعيشي".

الوساطة مستمرة: اما على ضفة الترسيم الذي يبقى حاضرا في صلب الحركة السياسية والدبلوماسية خاصة غداة الانتكاسة التي منيت بها الوساطة الاميركية بين لبنان واسرائيل، فإن مصادر سياسية مطلعة تؤكد لـ"المركزية"، ان واشنطن ماضية في اتصالاتها وان الوساطة لم تمت بل ان احتمالات التوصل الى اتفاق لا تزال كبيرة حتى ان ذلك قد يحصل قبل الانتخابات في الكيان العبري. واليوم، استكمل الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين اتصالاته مع الجانب اللبناني لمناقشة الرد الاسرائيلي على الملاحظات اللبنانية.

فرنسا تساهم: وفي وقت تحث واشنطن والعواصم الاوروبية وعلى رأسها باريس، الجانبين اللبناني والاسرائيليعلى ضبط المفس وتفادي اي دعسات ناقصة، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم أن فرنسا تساهم بنشاط في الوساطة الأميركية الهادفة للتوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل. ورأت أن الاتفاق سيعود بالنفع على البلدين وشعبيهما، كما من شأنه أن يسهم في استقرار وازدهار المنطقة. ودعت وزارة الخارجية الفرنسية جميع الجهات الفاعلة إلى القيام بدورها.

كلمة نصرالله: ليس بعيدا، تتجه الانظار الى الكلمة التي يلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء الثلثاء والتي سيتطرق فيها الى الملفات الداخلية والاقليمية كلّها، ومنها الترسيم، وسط ترجيح خيار استمرار الحزب في التريث والوقوف خلف "الدولة" وما تقرره.

رفع التعرفة: معيشيا، مزيد من الغرق في الازمات. اليوم، لامس الدولار عتبة الـ40 الف ليرة. وبينما التغذية الكهربائية تلامس الصفر، افيد ان مجلس إدارة شركة "كهرباء لبنان" قرر رفع تعرفة الكهرباء 27 سنتاً للكيلواط، ضمن إطار "خطة الطوارئ الوطنية لقطاع الكهرباء".

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o