Dec 04, 2021 7:25 AM
صحف

مشكلة قرداحي ليست الوحيدة.. "مهمة شاقة" تنتظر ماكرون في السعودية

رجّح عاملون على خط المساعي الحميدة بين لبنان ودول الخليج مبادرة الرياض الى تلقّف استقالة قرداحي إيجاباً، كما ذكرت "الجمهورية".

وقالت مصادر ديبلوماسية من باريس لـ"الجمهورية": "انّ استقالة وزير الاعلام اللبناني خطوة ايجابية، تعتبرها باريس خطوة مشجعة يُبنى عليها لتحقيق إيجابيات تعيد ربط العلاقة بين لبنان ودول الخليج، والتي تأمل باريس اطلاق حوار لبناني- خليجي في القريب العاجل".

ورداً على سؤال قالت المصادر: «انّ موقف واشنطن يتقاطع مع موقف باريس لناحية اتخاذ الاطراف الخطوات اللازمة على طريق إنهاء هذه الأزمة، والدخول في حوار بنّاء يعالج المشكلات القائمة، وهذا ما سبق ان اكّد عليه وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ووزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن».

وعمّا اذا كانت ثمة ضمانات سعودية تلقّاها الجانب الفرنسي حول الغاء او تخفيف الإجراءات السعودية والخليجية الديبلوماسية والاقتصادية المتخذة ضد لبنان، قالت المصادر ل"الجمهورية": «منذ بداية الأزمة لم تقطع باريس التواصل، أكان مع المسؤولين السعوديين او الإماراتيين وغيرهم. ونعتقد انّ الابواب مفتوحة على ايجابيات. والرئيس ماكرون سيسعى في الرياض الى بلورة إيجابيات سريعة».

في السياق ذاته، قالت مصادر مسؤولة لـ"الجمهورية"، انّ استقالة الوزير قرداحي تعدّ بادرة حسن نية من قِبل لبنان، يعكس من خلالها الحرص على افضل وأمتن العلاقات مع اشقائه في السعودية وسائر دول الخليج».

واملت المصادر «ان يتمّ تلقف استقالة قرداحي ايجاباً من قِبل المملكة، لافتة الى أشارات ايجابية حول ليونة متوقعة في الموقف الخليجي، تلقّاها المسؤولون اللبنانيون من جهات خارجية اميركية وفرنسية وعربية، ولا تغفل في هذا السياق دور الفاتيكان الذي تحرّك في هذا الاتجاه».

على خط آخر، رأى  سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العلاقة بين بيروت والرياض لا يمكن أن تعود في ليلة وضحاها إلى سابق عهدها، فالأرجح أن نشهد حلحلة على مراحل خصوصاً ومشكلة قرداحي ليس الوحيدة التي تعترض هذه العلاقة»، موضحاً أن «ما يطالب به الخليج وواشنطن هو ألا يكون (حزب الله) مسيطراً على الحكومة ومهيمناً على قراراتها وإلا يكون هناك هجوم دائم على المملكة وتعرُّض لأمنها عبر تصدير الكبتاغون، وغيرها من الممارسات».

أكدت مصادر معنية ل"نداء الوطن" أن استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي أمس جاءت من باب "تحصيل الحاصل ولزوم ما يلزم"، موضحةً أنّ أهميتها تكمن في أنها "حرّرت الحكومة من عبء كان يثقل كاهلها عربياً وخليجياً، وكان لا بدّ من التخفف منه على قاعدة أن تأتي الاستقالة متأخرة أفضل من ألا تأتي". ولفتت في هذا السياق إلى أنّ قرداحي نفسه أقرّ بالأمس أنّ بقاءه في الحكومة "أصبح عبثياً" لكنه على ما بدا من تسليمه أخيراً بوجوب الإقدام على خطوة الاستقالة، سعى إلى محاولة "تسليفها إلى الفرنسيين فقدّمها عملياً إلى الرئيس إيمانويل ماكرون وليس إلى الرئيس نجيب ميقاتي

أضافت" ان ما ينتظر ماكرون في الرياض هو "مهمة لبنانية شاقة" وفق توصيف أوساط مواكبة، مذكرةً بأنّ وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان كان قد شدد علناً على أنّ "الأزمة هي ليست مع لبنان إنما هي في لبنان"، ربطاً بإحكام "حزب الله" قبضته على مفاصل القرار في الدولة، فضلاً عن إشكاليات جوهرية تتصل بمسألة تهريب المخدرات إلى المملكة عبر الموانئ اللبنانية. وفي ضوء ذلك، توقعت الأوساط "أن تشكل استقالة قرداحي مدخلاً لماكرون لكي يفاتح القيادة السعودية بالملف اللبناني، لكنه حكماً سيسمع موقفاً واضحاً بضرورة أن تتجه المعالجات اللبنانية نحو جذور المشكلة وعدم الاكتفاء بقشورها".

في سياق متصل، تأمل مصادر لبنانية في ان تؤدي الجهود الدبلوماسية الجارية إلى إعادة السفير اللبناني إلى المملكة والسفير السعودي في بيروت وليد بخاري إلى بيروت، بالإضافة إلى ما ابدته أوساط اقتصادية من إعادة العمل بنظام تصدير السلع والبضائع اللبنانية إلى المملكة ودول الخليج الأخرى، كما جاء في "اللواء".

المصادر أضافت: نستبعد ان تؤدي خطوة استقالة قرداحي، الى طي صفحة الخلافات القائمة بين لبنان والدول الخليجية، ما لم تستكمل بسلسلة متكاملة من الخطوات الاساسية الاخرى، تباعا، للتأكيد على جدية الاجراءات وحرص الدولة اللبنانية على فتح صفحة جديدة للعلاقات مع هذه الدول الشقيقة وطي صفحة الماضي

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o