May 07, 2018 2:31 PM
خاص

طبيعةُ القانون والتحالفاتُ الهجينة وراء نسبة الإقبال الخجولة
الانتخابات كسرت "الأحاديات" ونتائجُ الصناديق خذلت "التيارين"؟!

 

المركزية- لا أرقام او نتائج نهائية رسمية بعد لما أفرزته انتخابات "الأحد الكبير". غير ان ما صدر منها حتى الساعة، يساعد في الوصول الى استناجات أو "عِبر" عديدة، على الصعيد السياسي من جهة و"الشعبي" من جهة ثانية. 

فالإقبال على صناديق الاقتراع، الذي بالكاد لامس نسبة الـ50%، في بلد لم يشهد انتخابات منذ 9 أعوام، لا يمكن المرور عليه مرور الكرام، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". المبرر الاول لهذا الرقم "الخجول"، قد يكمن في طبيعة القانون الانتخابي الجديد الذي حصلت على اساسه الانتخابات للمرة الاولى. فهو معقّد الى حد كبير، كما دفع اطرافا سياسية كثيرة لا يجمعها شيء الى التحالف مع بعضها لمحاولة تأمين حواصل انتخابية، ويبدو ان الرأي العام لم يستسغ هذه التركيبات الهجينة، ففضّل الاحجام عن التصويت لمن يؤيّده، على الاقتراع للائحة على متنها شخصيات واحزاب لا تمثّله. هذا الواقع، ربما يدفع الى وضع القانون الحالي مجددا تحت المجهر في المرحلة المقبلة، لروتشته وتدعيمه قبل الانتخابات المقبلة، وقد أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم ان "يجب تطوير هذا القانون ليكون على مستوى لبناننا المقيم والمغترب".

أما المبرر الثاني، فيكمن في غياب العنصر "السياسي" عن المعركة الانتخابية. فعلى خلاف الاستحقاقات السابقة، وأبرزها عاما 2005 و2009، حيث كان على اللبنانيين الاختيار بين مشروعين واضحين ونظرتين مختلفتين للدولة اللبنانية والسلاح غير الشرعي، انتفى هذا العامل الى حد بعيد هذه المرة، وحلّت مكانه "وعودٌ بالاصلاح ومكافحة الفساد"، يبدو لم تقنع الناخبين. وما يعزز هذه النظرية، بحسب المصادر، هو نسبة الاقبال الكثيفة التي سُجلت في بعلبك – الهرمل. ففي هذه الدائرة كانت المواجهة ذات طبيعة سياسية بامتياز ما استنفر القواعد، بعكس ما حصل في بيروت مثلا، حيث خذل الناخبون الى حد كبير القوى السياسية الاساسية.

سياسيا، دلّت النتائج الى ان الرأي العام غير راض تماما عن الطبقة السياسية لا سيما التيار الوطني الحروتيار المستقبل، سيبة العهد. فصحيح ان الحزبين أحرزا نتائج جيدة، الا ان مجرّد ارتفاع السكور النيابي لخصومهما، والخرق الذي تعرضت له لوائحهما وتحديدا لوائح التيار الازرق، يشكلان في حدّ ذاتهما، انتكاسة للفريقين. فلا يخفى على أحد، بحسب المصادر، انهما ارادا الاستحقاق لتدعيم سيطرتهما على شارعيهما، بما يساعدهما أكثر في فرض خياراتهما السياسية في المرحلة المقبلة، الا ان ذلك لم يتحقق لا بل حصل العكس تماما!

فالقوات اللبنانية التي تدخل الى البرلمان بقرابة الـ15 نائبا هذه المرة، وتيار المردة الذي كبرت ايضا كتلته النيابية، أثبتا انهما حاضران على الساحة المسيحية بقوة وان لم يعد بمقدور اي فريق تخطيهما او محاولة احتكار صفة التمثيل المسيحي به.

والامر نفسه ينسحب على البيئة السنية. فنجاح الرئيس نجيب ميقاتي في العودة الى ساحة النجمة، تماما كما فؤاد مخزومي وعبدالرحيم مراد وفيصل كرامي واسامة سعد وجهاد الصمد- وإن كانت لن تكسر تفوّق الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل في الشارع السني وأحقّيته تاليا في رئاسة الحكومة- الا انها بلا شك، ستعيد خلط الاوراق بقوة على هذه الضفة، وتعطي الفائزين الجدد "حجّة" أقوى لـ"مقارعة" بيت الوسط.

ويبقى ترقب انعكاس "التابلو" النيابي الجديد على المسار السياسي العام في البلاد، وسيظهر اولا في استحقاق رئاسة مجلس النواب وبعدها في تكليف رئيس جديد للحكومة وتشكيل مجلس الوزراء.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o