May 07, 2018 2:11 PM
خاص

حسين زعيتر خاسرا: ليس كل ما يتمنى نصرالله يدركه...

المركزية- ليس الفوز الكاسح الذي حققه رئيس بلدية جبيل السابق زياد الحواط، الذي سيشغل اعتبارا من 21 أيار الجاري مقعدا مارونيا في مجلس النواب الجديد، النتيجة المهمة الوحيدة التي خرجت بها صناديق اقتراع دائرة جبل لبنان الأولى التي تضم قضاءي جبيل وكسروان.  ذلك أن المرشح الشيعي على لائحة "عنا القرار" المدعومة من حزب الكتائب والنائبين السابقين فارس سعيد وفريد هيكل الخازن، مصطفى الحسيني نجح في كسب المعركة الشرسة التي خاضها في مقابل الشيخ حسين زعيتر المدعوم من حزب الله.

وتعزو مصادر سياسية عبر "المركزية" هذه النتيجة إلى عوامل عدة، أبرزها إعلان حزب الله باكرا موقعه في المشهد الانتخابي الجبيلي- الكسرواني، في خطوة اعتبرت "استفزازا" لأبناء المنطقة، والأحزاب الممثلة فيها، وهو ما لم يتوان رئيس التيار الوطني الحر، الوزير جبران باسيل عن التعبير عنه بكل صراحة من بلدة لاسا الجبيلية ذات الغالبية  الشيعية الساحقة. وفي السياق، تذكر المصادر بأن باسيل كان أعلن في خلال جولة انتخابية في القضاء أن "لا يحق لأحد أن يفرض علينا شيئا في  الدوائر التي لنا تمثيل واسع فيها".

وفي السياق نفسه، تشدد المصادر على أهمية النظر إلى اللوائح المنافسة لتلك التي ألفها حزب الله بغرض إيصال زعيتر إلى مجلس النواب أولا، مشيرة إلى أن القوات والكتائب والنائب السابق سعيد من أبرز القوى المناهضة لـ "حزب الله"، وهي من أصحاب الحضور القوي والوازن، في منطقة تعتبر معقلا تاريخيا لحزب الكتلة الوطنية الذي أسسه العميد ريمون إده، وهو لطالما طالب بسيادة الدولة وسلاحها دون سواها على كامل أراضيها، بما من شأنه أن يفسر إلى حد بعيد بقاء زعيتر خارج مجلس النواب الجديد.

إلى هذا المشهد، لا تفوت المصادر إضافة العامل العائلي الذي يعد أساسيا في لعبة صناديق الاقتراع، خصوصا في قضاء كسروان. ذلك أن كثيرا من ناخبي هذا القضاء عبروا عن رفضهم مرشح حزب الله في الدائرة، معتبرين أن في ذلك قفزا فوق أبناء المنطقة من الأكفاء، واستفزازا من الضاحية التي لطالما لقيت خياراتها السياسية معارضة واسعة في الأوساط الكسروانية، وهو أمر راهن عليه منافسو زعيتر من الشيعة، بينهم النائب السابق محمود عواد (وإن كان اليوم الانتخابي الطويل انتهى في غير مصلحته) الذي دأب على وضع كرة فوز زعيتر في ملعب "الناخبين المسيحيين" أولا، ذاهبا إلى حد التحذير من مغبة "تغيير وجه منطقة جبيل وكسروان في حال فاز زعيتر".

غير أن المصادر تختم بالإشارة إلى أن حزب الله الذي رمى، من خلال ترشيح زعيتر، إلى "الدخول إلى جبيل وكسروان" من بوابة صندوق الاقتراع بدا متيقنا صعوبة المعركة التي وضعته في مواجهة الخصوم والحلفاء على السواء، بدليل الجهود الكبيرة التي بذلها في القرى الشيعية الجبيلية لكسب المنازلة متكئا على قاعدته الشعبية الواسعة فيها، والتي نادرا ما تخرج عن "طاعته السياسية والانتخابية"، معتبرة أن هذه النتيجة لا يمكن فصلها عن مسار تردي العلاقات على خط الرابية- الضاحية، في مؤشر إلى اشتباك سياسي قد تشهده المرحلة المقبلة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o