Apr 19, 2018 4:31 PM
اقتصاد

"منتدى الأعمال اللبناني – الروسي" يجمع كبـار الشخصيات الاقتصادية
تطلّع إلى شراكة فعلية بين البلدين أبرزها في قطاع الطاقة والاستثمارات

المركزية- استضافت غرفة بيروت وجبل لبنان "منتدى الأعمال اللبناني – الروسي" الذي ينظمه مجلس الاعمال اللبناني الروسي بالتعاون غرفة بيروت وجبل لبنان، بمشاركة وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، وزير السياحة أواديس كيدانيان، رئيس الوفد الروسي ألكسي أبراموف، سفير روسيا الاتحادية ألكسندر زاسبيكين، رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية محمد شقير، رئيس مجلس الأعمال اللبناني - الروسي جاك الصراف، رئيس مجلس الأعمال الروسي - اللبناني ألكسندر غوغوليف، وحشد من رؤساء الهيئات والجمعيات والنقابات الاقتصادية والوفد الروسي ورجال أعمال.

بداية تحدث شقير فقال "اليوم ورغم كل العراقيل لا سيما العقوبات المفروضة على روسيا، فإن العلاقات الاقتصادية بين بلدينا تشهد تطوراً ملحوظاً، وهذا بفضل الإصرار والتصميم لدى حكومتي والقطاع الخاص في البلدين". أضاف "على مدى اليومين الماضيين عقدت اللجنة اللبنانية - الروسية المشتركة سلسلة اجتماعات في بيروت لمناقشة التعاون في المجال التجاري والاستثماري والمصرفي والمالي والصناعي والتربوي والثقافي والسياحي والإعلامي والطاقة. وتم توقيع اتفاقات والاتفاق على توقيع اتفاقات أخرى في المستقبل. واليوم يشكّل انعقاد الملتقى اللبناني - الروسي هنا في غرفة بيروت وجبل لبنان، محطة هامة على طريق تعزيز التعاون بين القطاع الخاص وتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لأن تتابع هذه اللقاءات بشكل دوري من شأنه إيضاح الصورة وتحديد الأهداف والمسارات والفرص المتاحة لاتخاذ الخطوات في شأنها".

ونوّه بـ "وجود شركة روسيا في الـ"كونسورتيوم" الدولي الذي فاز بعقود التنقيب عن النفط والغاز في لبنان، وهي شركة "نوفاتيك"، وهذا يعزز إيماننا بالجهود التي نقوم بها لتحقيق التقدم على مسار التعاون في ما بيننا".

وقال شقير "في ايار الماضي عندما زرنا روسيا، تمت مناقشة الكثير من القضايا مثل زيادة الصادرات اللبنانية الى روسيا، التعاون المصرفي، توجّه السياح الروس الى لبنان، إقامة تحالفات بين الشركات اللبنانية والروسية لإعادة إعمار سوريا، وكذلك للمشاركة في مشاريع البنية التحتية في لبنان. كل هذه المواضيع لا تزال موضع متابعة من قبل الطرفين، لكن اليوم هناك امور باتت جاهزة ويمكن العمل عليها لا سيما إمكانية الاستثمار في البنى التحتية اللبنانية. فبين زيارتنا الى روسيا في ايار الماضي واجتماعنا اليوم، حصل تطوران اساسيان على هذا المستوى، الاول هو اقرار الحكومة ومجلس النواب اللبناني قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتطور الثاني، انعقاد مؤتمر "سادر" وحصول لبنان على دعم عربي ودولي بقيمة 11،8 مليار دولار لتطوير بينته التحتية، على ان ينفذ حوالي 40 في المئة من المشاريع المستهدفة عن طريق الشراكة بي القطاعين".

ودعا شقير "الشركات الروسية الى المشاركة في المناقصات التي ستطرح لتلزيم مشاريع البنية التحتية، ونشجع في هذا الاطار على قيام تحالفات بين الشركات اللبنانية والروسية للاستفادة من المزايا التفاضلية لكل منها للدخول في هذه المناقصات"، مؤكداً "اننا ما زلنا في بداية الطريق، وان هناك الكثير من الفرص المتاحة للعمل عليها بشكل مشترك، لكن في كل الأحوال طالما هناك رجال مؤمنون ويعملون لتنمية علاقاتنا الاقتصادية  الثنائية، مثل الحاضرين اليوم هنا في هذا المنتدى، فإني على ثقة بأن هذه العلاقات ستخطو خطوات هامة في المستقبل القريب".

الصراف: وتحدث صراف فعرض المسار التاريخي لتطور العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات، معتبراً أن "روسيا الاتحادية الحاضرة في الشرق الاوسط وفي شرق المتوسط تمثل ليس فقط قوة سياسية وعسكرية، بل قوة اقتصادية نتطلع الى شراكة فعلية معها ولا سيما في مجالات الطاقة والاستثمارات واكتشاف الموارد الطبيعية والمياه والملاحة والسياحة وحماية البيئة والثقافة والتعليم والعلوم والصحة وغيرها".

وقال "يهمني كرئيس لمجلس الاعمال اللبناني – الروسي أن أنوّه بالانفتاح الذي أبداه مجلس الاعمال الروسي – اللبناني برئاسة الصديق ألكسندر غوغوليف وبالتشجيع والدعم الذي لقيناه من سعادة السفير زاسبكين". وتابع "بناءً على ما تقدم هناك فرصة متاحة لزيادة التبادل التجاري والتعاون في مجال النقل، الطاقة والصناعة وكذلك تطوير اتفاقية التعاون الزراعي بإطلاق ما يُعرف بالممرّ الاخضرGreen Corridor  لتشريع المعاملات الجمركية". واوضح ان "حجم التبادل التجاري بين لبنان وروسيا وعلى رغم من ارتفاعه بنسبة 17.5 في المئة عام 2017 إلا انه لا يتناسب مطلقاً مع الفرص الاقتصادية المحتملة بين البلدين لجهة تبادل تصدير السلع والخدمات".

وقال صراف "نتطلع كمجلس للأعمال اللبناني – الروسي الى تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين المصرف المركزي الروسي وهيئة الاسواق المالية، لتحديد مجالات التعاون المالي والمصرفي وتشجيع المستثمرين الروس والشركات الروسية على التعاون مع نظرائهم اللبنانيين والدخول في مشاريع استثمارية متبادلة، مع الإشارة الى أن الفرصة متاحة في إطار ما خرج به مؤتمر "سادر" الذي شاركت فيه روسيا الاتحادية، كما في اطار قانون الشراكة بين العام والخاص الذي سيكون له دور كبير في تمويل وتنفيذ المشاريع الكبرى في لبنان. وختم: لبنان مقبل في عهد الرئيس عون وحكومة الرئيس سعد الحريري على مزيد من الاستقرار السياسي والأمني والتشريعي. وما تشهده من حيوية ديموقراطية يعزّز الثقة بلبنان.

غوغوليف: أما غوغوليف فشدد على "أهمية انعقاد الملتقى اليوم والذي يضم رجال الأعمال من البلدين"، وقال "نعلّق أهمية كبيرة على لقاء اليوم وعلى اجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة، حيث سيكون هناك تبادل بالافكار وكذلك عقد لقاءات عمل ثنائية بين رجال الاعمال للبحث في إمكان إقامة تعاون في ما بينهم".

كيدانيان: من جهته، رحّب الوزير كيدانيان بالوفد الروسي، مشيداً بأهمية مثل هذه اللقاءات على مستوى تنمية العلاقات الاقتصادية والسياحية، وقال انه جاء لحضور اللقاء اليوم هو والوزير خوري عى الرغم من انعقاد جلسة للحكومة في السراي الحكومي في التوقيت نفسه.

وأشار كيدانيان الى انه خلال الزيارة التي قام بها الى روسيا برفقة الوفد الاقتصادي في أيار الماضي، اكتشف ان الروس ليس لديهم معلومات عن السياحة في لبنان، "لذلك اتفقنا على اتخاذ مبادرة إلى القيام بتعريف الروس على المقومات السياحية للبنان، لكن الضغوط المتنوّعة التي واجتهنا خلال الفترة الفاصلة حالت دون القيام بذلك". وشدد على "ضرورة القيام بخطوتين في هذا الإطار، تتمثلان بزيادة عدد الشركات السياحية الروسية في مؤتمر شركات منظمي الرحلات حول العالم الذي تنظمه وزارة السياحة، والقيام بزيارة الى روسيا ولقاء مجموعة أساسية من شركات منظمي الرحلات لتسويق لبنان في هذا البلد".

ابراموف: وأعرب ابراموف عن تقديره للجهود المبذولة لتنظيم هذا المنتدى "الذي يجمع قطاعات مهمة في المجالين الحكومي والخاص"، لافتاً الى اهمية اللقاءات التي عقدت في اطار اللجنة اللبنانية - الروسية المشتركة.

وقال "ان منتدى الاعمال الروسي - اللبناني الذي تأسس قبل سنتين سيقوم بجهد اكبر، وهناك طروحات عدة كي نتحرك بشكل أسرع"، آملاً من القطاع الخاص ومن الحكومات تأمين التشريعات اللازمة لوضع الاسس المناسبة لتحفيز الاستثمار". وأكد استعداد الشركات الروسية للاستثمار في لبنان، وقال "ننتظر ان نرى المنتجات اللبنانية في روسيا لا سيما المنتجات الزراعية والغذائية"، لافتا في هذا الاطار، الى الحديث عن "تفعيل الممرّ الاخضر الذي يتطلب اتفاقات على مستوى الإجراءات الجمركية". وقال "ننتظر الشركات اللبنانية للبدء بالاستثمار في مشاريع البنى التحتية والصناعة والطرق وغير ذلك".

كما ابدى ابراموف استعداده للمساعدة في تشجيع الروس على السياحة في لبنان.

زاسبيكين: اما السفير زاسبيكين فاعتبر ان "هذه اللقاءات تشكّل الطريق الأفضل لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أضاف "يهمّنا الاستثمار في المشاريع الكبيرة، ولبنان بحاجة إلى مثل هذه المشاريع"، ولفت الى ان لدى روسيا شركات مهتمة بالعمل ليس في داخل بلادنا انما ايضاً في الخارج، ومنها لبنان والشرق الاوسط".

وقال زاسبيكين "نريد ايضاً تطوير التجارة التقليدية بين البلدين، خصوصاً ان روسيا مهتمة بتنويع المستوردات من المنتجات الزراعية والغذائية". واكد ان "السفارتين في البلدين ستساهمان في دفع هذه الامور الى الامام"، وختم: خلال الأزمات يمكن فتح نوافذ جديدة لتمتين العلاقات الاقتصادية.

خوري: وألقى الوزير خوري كلمة قال فيها "نجتمعَ اليومَ بعدَ إنجازِنا اجتماعاتٍ تقنيةٍ ثنائيةٍ للّجنةِ الحكوميةِ الاقتصاديةِ الثنائيةِ بين لبنانَ وروسيا على مدى يومينِ تكلّلَتْ بتوقيعِ الاتفاقياتِ يومَ أمسْ، فتعهّدَت الدولتانِ أن تعملا على تطويرِ العلاقاتِ التجاريةِ والاقتصاديةِ بين البلدينِ. إنَّ عقدَ مثلَ هذهِ الاجتماعاتِ هو حاجةٌ ملحةٌ لتعزيزِ العلاقاتِ فيما بينِنا والبحثُ في سبلِ الارتقاءِ بها في العديدِ من المجالاتِ والقطاعاتِ التي تعودُ بالفائدةِ على الاقتصادينِ".

واعتبر ان "ما يربطُ لبنانَ بروسيا يتعدّى العلاقاتِ والمصالحَ السياسيةَ والاقتصاديةَ. فما يجمعُنا هو علاقةً تاريخيةُ مبنيةُ على الثقةِ والاحترامِ والمحبةِ. وبالتالي، فإنَّ الاجتماعَ الرابعَ للجنةِ الحكوميةِ اللبنانيةِ الروسيةِ يكتسبُ أهميةً كبيرةً خاصةً وأنني على ثقةٍ أنّ الجانبينِ يحرصان على الاستفادةِ من هذا التاريخِ القديمِ ومن هذه العلاقاتِ المتينةِ لاستغلالِ الفرصَ المتاحةَ وايجادِ فرصاً جديدةً وتطويرِها ممّا يسمحُ بتطويرِ التبادلَ التجاري والاستثماري والسياحي والثقافي والتربوي والتعليمي وغيرِها من مجالاتِ التبادلِ الاقتصاديِّ.

وقال خوري "لقد أسفرتِ النقاشات التي دارتْ على مدى الأيامِ السابقةِ إلى نتائجٍ ايجابيةٍ تتلخّصُ بما يلي:

- أولا: تركيزُ الجهودَ لخلقِ ظروفٍ أفضلٍ لزيادةِ التبادلَ التجاريّ وتنويعِ الوارداتِ والصادراتِ من السلعِ والخدماتِ وتوسيعِ نطاقَ السلعِ الموّردةِ". ويتمُّ ذلكَ من خلالِ مراجعةِ التبادلِ التجاريِّ وتقديمِ المقترحاتِ لتطويرِهِ وزيادةِ حجمِهِ ومعالجةِ المشاكلِ التي تواجهَهُ، هذا بالإضافةِ إلى ضرورةِ إقامةِ المعارضَ المتخصصةَ في كِلا البلدين وتوقيعَ مذكراتِ تفاهمٍ في مجالاتِ حمايةِ المستهلكِ والملكيةِ الفكريةِ والمقاييسِ والمواصفاتِ وغيرِها.

- ثانيا: التشديدُ على اهميةِ تطويرِ التعاونِ المالي والمصرفي والاستثماري.

ومن الملفتِ أنّ العديدَ من الشركاتِ الروسيةِ قد أعربَتْ عن رغبتِها في البحثِ في مجالاتِ تعاونٍ جديدةٍ واكثر جاذبيةٍ لها،  ومنها مشاريعِ الاستكشافِ الجيولوجي وبناءِ محطاتِ الطاقةِ الحراريةِ ومحطاتِ الطاقةِ الكهرومائيةِ بالإضافةِ إلى المشاريعِ المتعلقةِ بالبنيةِ الأساسيةِ للمواصلاتِ وتسليمِ الآلاتِ والمعدّاتِ وغيرِها.

- ثالثا: إقامةُ وتطويرُ التعاونَ بين الجانبينِ في مجالِ الطاقةِ مع التركيزِ على دعمِ الجانبِ الروسيِ للبنانَ في قضيةِ اللاجئينَ السوريينَ من خلالِ مشاريعِ الطاقةِ المتجددةِ.

- رابعا: توطيدُ التفاعلَ البنّاءَ الثنائيَّ في قطاعِ الرعايةِ الصحيةِ في إطارِ المذكرةِ الموقعةِ، وفي شكلٍ متعددِ الأطرافِ.

- خامسا: أهميةُ التعاونِ بين الجانبينِ في مجالِ التربيةِ والعلومِ لا سيّما لناحيةِ إقامةِ شراكةً مباشرةً بين المؤسساتِ التعليميةِ والعلميةِ الروسيةِ واللبنانيةِ وتوقيعِ اتفاقيةً حكوميةً دوليةً بشأنِ الاعترافِ المتبادلِ بالتعليمِ والمؤهلاتِ والدرجاتِ العلميةِ.

- سادسا: تفعيلُ الاتصالَ والتواصلَ بين القطاعِ الخاصِ في البلدينِ وتعزيزُ تبادلَ الوفودِ التجاريةِ وتشجيعُ المشاركةَ في المعارضِ والأسواقِ التجاريةِ. وهنا لا بدَّ من التشديدِ على أهميةِ تفعيلِ مجلسِ رجالِ الأعمالِ اللبناني الروسي".

أضاف "إلى جانبِ هذه النتائجِ، تمَّ التوصلَ إلى العديدِ من نقاطِ التفاهمِ بين الطرفينِ في مجالاتِ البيئةِ والثقافةِ والرياضةِ والعملِ والأمنِ"، معتبراً ان البروتوكولَ الذي تمَّ توقيعَهُ سيعزّزُ العلاقةَ التاريخيةَ بينَ لبنانَ وروسيا ويعبّرُ عن إرادةِ البلدينِ بتكثيفِ الاجتماعاتِ والمباحثاتِ للتوصّلِ إلى نتائجٍ عمليةٍ وذات منفعةٍ للاقتصادِ اللبناني والروسي".

جلسة عمل: بعد انتهاء جلسة الافتتاح، عُقدت جلسة عمل عن فرص الاستثمار في لبنان، تحدث فيها عضو هيئة ادارة قطاع البترول وسام الذهبي عن قطاع البترول في لبنان، أمين عام المجلس الاعلى للخصخصة زياد حايك عن دور القطاع الخاص في الخصخصة بعد مؤتمر "سادر"، رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار الأشقر عن فرص التعاون والاستثمار في القطاع السياحي في لبنان.

جلسات ثنائية: بعد ذلك عُقدت جلسات عمل ثنائية بين رجال الأعمال اللبنانيين والروس، تم خلالها البحث في إمكان خلق شراكات عمل في ما بينهم.

تكريم وغداء: وخلال المنتدى تبادل شقير والصراف وغوغوليف وابراموف هدايا تذكارية، ثم أقيمت مأدبة غداء في نادي الأعمال على شرف الوفد الروسي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o