Apr 18, 2018 4:11 PM
خاص

"القوات العربية في سوريا ستعقّد الازمة وتزيد الاقتتـال"
عبد القادر: ترامب يبدّي حليفه التركي على حساب الكردي

المركزية- بعد الضربة الغربية الثلاثية على سوريا، عوّل الكثير من معارضي محور المقاومة على عدول الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن قرار سحب قواته من سوريا، إلا أن سيد البيت الابيض ظل متمسكا بقراره، وفق ما أعلن المتحدث باسم البنتاغون أريك باهون الذي أكد اليوم أننا "سنواصل التشاور مع حلفائنا وشركائنا حول الخطط المستقبلية"، يأتي ذلك على وقع

اتصالات رسمية تجريها واشنطن لإحلال قوة عربية مكان قواتها المتواجدة شرق الفرات. ولاقى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير موقف الادارة الاميركية، بتصريح قال فيه إن "هناك نقاشات جارية حاليا مع واشنطن حول نوعية القوات التي يجب أن تتواجد شرقي سوريا، ومن أين ستأتي هذه القوات. فهل هناك امكانية لتشكيل قوة عربية بديلة عن القوات الاميركية؟ وأين تكمن المصلحة الاميركية بالانسحاب؟

العميد المتقاعد نزار عبد القادر أشار عبر "المركزية" الى أن "الطرح الاميركي ينم عن استخفاف بالوضع المعقد في الازمة السورية"، موضحا أن "دخول قوة عربية من دون أي تكليف من قبل الحكومة السورية، ستعتبر قوة احتلال بالمفهوم الدولي، ما يمكّن النظام السوري من الطعن بوجودها والاعتداء عليها، وبالتالي ستشكل قوة حرب وليس قوة استقرار، تزيد ساحة القتال تعقيدا".

وأضاف أن "ما يحمي القوات الاميركية المتواجدة حاليا في سوريا هو، كون أميركا دولة كبرى تتمتع بتفوق عسكري جوي، يخولها الرد على أي اعتداء، وهو ما ظهر جليا عندما حاولة قوات سورية ومرتزقة روس  اجتياز نهر الفرات الى شرق دير الزور، وتدخل سلاح الجو الاميركي لردعهم". وتساءل "إذا دخلت قوة عربية، من أين ستتوفر لها هيبة القوة الأميركية، فضلا عن أنها تحتاج الى قدرات مادية وعسكرية هائلة لحمايتها".

ولفت الى أن "السعودية في حال حسمت قرارها بالمشاركة، تكون أقحمت نفسها في مأزق الميدان السوري من دون أن تدرك المخاطر التي ستنجم عن قرار مماثل".

وعن خلفيات الموقف الاميركي، قال "من جهة، يريد  ترامب تخفيف الانتشار العسكري لقواته في الخارج، ومن جهة أخرى يحاول استمالة حليفته أنقرة، فالحماية التي تؤمنها اميركا للقوات الكردية شرق الفرات، أصبح لها ثمن سياسي يهدد علاقة واشنطن بأكبر شريك لها في منطقة الشرق الاوسط وجنوب أوروبا. وبالتالي تعمل واشنطن على إصلاح العلاقة مع حليفتها التاريخية، والحؤول دون نسجها علاقات استراتيجية مع روسيا لما تحمله من تهديد للنفوذ الاميركي في الشرق الاوسط".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o