Aug 04, 2020 7:01 AM
صحف

ذيول الاشتباك الحكومي مع ‏لودريان لم تنته فصولاً بعد... ومصادر ديبلوماسية: لا سبيل امام لبنان الّا الاصلاحات

علمت "الجمهورية" انّ ذيول الاشتباك الحكومي مع وزير الخارجية الفرنسية ‏لودريان لم تنته فصولاً بعد. وفي هذا السياق، أبلغ ديبلوماسيون أوروبيون جهات لبنانية‎:‎
انّ هناك خطأ كبيراً جداً ارتكبه رئيس الحكومة حسان دياب، حينما حاول تظهير الوزير ‏لودريان في موقف الجاهل، فقد كان في إمكانه ان يتجنّب الوقوع في هذا الخطأ، ومحاولة ‏أخذ زيارة لودريان الى بيروت كفتحة يمكن الاستثمار عليها لمساعدة لبنان على الانفتاح ‏على الخارج‎.‎

يجب ألّا ننسى انّ الفرنسيين، ولودريان تحديداً، هو صاحب فكرة إعطاء حكومة حسان دياب ‏فرصة لتقوم بإصلاحات وإجراءات انقاذية للأزمة في لبنان، علماً انّ كل العالم تقريباً لم يثق ‏بهذه الحكومة، ومع ذلك أصرّ الفرنسيون على اعطاء الفرصة، ولحق بالموقف الفرنسي ‏العديد، ان لم يكن كل دول الاتحاد الاوروبي. ويجب الّا ننسى انّ لودريان تعرّض للاهانة، ‏وطبيعي جداً عندما ينكفىء الفرنسيون أن ينكفىء معهم سائر دول اوروبا التي شاركت ‏باريس في البداية بإعطاء الفرصة لحكومة دياب، والواضح انها فَوّتتها‎.‎

هناك مثل فرنسي يقول ما مفاده "أسوأ أنواع الطَرش، هو عندما يرفض المرء أن يسمع". ‏وهذا هو حال حكومة حسان دياب، فكل العالم كان وما يزال يصرخ في أذن الحكومة ‏ويحذّرها من أنّ لبنان على وشك السقوط النهائي ويطالبها بإجراء إصلاحات انقاذية، ومع ‏ذلك ترفض ان تسمع، بل بالعكس تستمر في انتهاج مسالك بعيدة عن الاصلاح، لذلك لا ثقة ‏بالحكومة ولا يمكن التعويل عليها، العالم يريد ان يساعد لبنان، الّا انّ حكومته لا تريد ان ‏تسمع. ومن هنا نكرر ان لا مجال لأي مساعدات خارجية للبنان ما لم تقم حكومته بإصلاحات ‏حقيقية. وكل ما تقوم به الحكومة منذ تشكيلها ليس اكثر من تضييع للوقت‎.‎

الى ذلك، أبدت مصادر ديبلوماسية اوروبية تشاؤمها حيال مستقبل الوضع في لبنان. ‏وقالت لـ"الجمهورية": لبنان وقع، وفي ظل السياسة التي تتّبعها حكومته لا أمل بقيامة له‎.‎
وجددت المصادر التأكيد على ان "لا سبيل امام لبنان الّا الاصلاحات، فهي الباب والنافذة ‏التي ستدخل منها المساعدات إليه، وهي المعبر الالزامي للوصول الى تعاون مع صندوق ‏النقد الدولي‎".‎
‎ ‎
إضاعة الفرص: علمت "الجمهورية" انّ سفراء وديبلوماسيين أوروبيين وجّهوا انتقادات قاسية للسلطة في ‏لبنان، وأبلغوا نواباً في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ما مفاده "انّ اللبنانيين ‏ملوك في إضاعة الفرص‎".‎

وكشفت مصادر في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب لـ"الجمهورية" انها ‏‏"سمعت مواقف حادة من قبل بعض السفراء الديبلوماسيين الاوروبيين تعكس بشكل ‏واضح انّ الدول الاوروبية نفضت يدها من الحكومة‎".‎

وبحسب المصادر فإنّ السفراء والديبلوماسيين عبروا عن استغراب شديد لِما سَمّوه إصرار ‏الحكومة على أداء مجاف للاصلاحات، وتصميمها على سلوك منحى يؤدي الى عزلتها ‏وابتعاد أصدقاء لبنان عنه‎.‎

وكشفت المصادر انه في معرض حديثهم عن الخيبة من الحكومة، لفت السفراء ‏والديبلوماسيون الى محطات خذلت فيها الحكومة لبنان والعالم‎:‎

الاولى: تلقّفنا بإيجابية بالغة قرار الحكومة في ما خَص سلعاتا، لكننا أصبنا بخيبة بعد التراجع ‏عن هذا القرار. بإقامة 3 معامل للكهرباء لفتح باب سرقة الاموال، فيما لبنان لا يحتاج الّا ‏لمعمل واحد على الاكثر‎.‎

الثانية، تلقّفنا بإيجابية بالغة إعلان رئيس الحكومة في بداية التعيينات انها لا تُشبهه لوجود ‏محاصصة فيها، لكنه عاد وفاجأنا بانغماسه فيها وشارك في المحاصصة ناسفاً كل ما قاله‎.‎

الثالثة، في الوقت الذي نادى فيه العالم كله باستقلالية القضاء في لبنان، أمعن الفريق ‏الحاكم في لبنان في التأكيد على رفضه بلوغ هذه الاستقلالية. وتجلّى ذلك في تعطيل ‏تشكيلات قضائية من خلفية إبقاء التدخلات السياسية في القضاء‎.‎
‎ ‎
واشنطن.. حذّرناكم: في السياق ذاته، نقلت شخصيات لبنانية عن ديبلوماسيين أميركيين عدم ثقتهم في تَمكّن ‏حكومة حسان دياب من تحقيق أي إنجاز يساعد في خروج لبنان من أزمته‎.‎
وبحسب ما نقلته تلك الشخصيات عن الديبلوماسيين الاميركيين فإنّ "موقف واشنطن ‏سبق واكدت عليه مراراً بأنّ على الحكومة اللبنانية ان تجري إصلاحات جدية، وتسعى بكل ‏جدية الى مكافحة الفساد، لكنها حتى الآن لم تقدّم ما يؤكد عزمها الجدي للسير في هذا ‏الاتجاه‎".‎

ولفت الديبلوماسيون انتباه الشخصيات اللبنانية الى "انّ تحذيرات واشنطن ليست وليدة ‏هذه الفترة، بل هي مُمتدة الى سنوات سابقة، والعديد من المسؤولين الاميركيين، في ‏الادارة الاميركية، وفي الكونغرس وفي وزارة الخزانة الاميركية أبلغوا الى نواب وشخصيات ‏لبنانية زاروا واشنطن في نيسان من العام 2019، كلاماً صريحاً وجاداً بأنّ لبنان يسير في ‏اتجاه انهيار ووضع صعب جداً، وانّ على اللبنانيين ان يعلموا انهم مُقبلون على اوضاع ‏شديدة التأزم والتعقيد اقتصادياً ومالياً وسيصلون حتماً الى الانهيار، إن لم يبادروا الى ‏خطوات سريعة وتنفيذ إصلاحات جدية، وإن لم يسارعوا الى مكافحة الفساد ووقف ‏السرقات، ولكن كل هذه التحذيرات لم تلق الاستجابة المطلوبة. وكل ذلك يُضاف الى تحكّم ‏‏"حزب الله" بالحكومة، والسيطرة على قرارها‎.‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o