Jul 14, 2020 6:50 AM
صحف

الدعم مشروط بالاصلاحات والحياد...ابراهيم عاد من الكويت: سمعت الكلام الطيب وكل الاستعداد للمساعدة

عاد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى بيروت مساء امس، آتياً من ‏الكويت، وتوجّه فور وصوله مباشرة الى القصر الجمهوري ووضع رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون في اجواء زيارته التي كلّفه بها رسمياً موفداً منه‎.‎
ووصف اللواء ابراهيم اللقاءات التي اجراها بالايجابية جداً، وقال لـ"الجمهورية"، انّه سمع ‏الكلام الطيب من كبار المسؤولين في الكويت وكل الاستعداد لمساعدة لبنان ضمن ‏الإمكانات المتاحة‎.‎
وعلمت "الجمهورية"، انّ البحث تركّز على زيادة تزويد لبنان بالمشتقات النفطية، كذلك ‏رفع الدعم في الهبات والاستثمارات ومساعدات الصندوق الكويتي للتنمية العربية. وكشف ‏اللواء ابراهيم، انّ جزءاً من لقاءاته خُصّص للتنسيق الامني بين لبنان والكويت، خصوصاً ‏بعدما تعهّد امير الكويت بالإيعاز الى السياح الكويتيين التوجّه الى بيروت للسياحة ‏والاصطياف، فكان البحث بسبل حفظ امنهم والاهتمام بهم‎.‎
وكان اللواء ابراهيم قد التقى في الكويت امس، رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد ‏الحمد الصباح. واكتفت المعلومات الرسمية التي اعلنتها وكالة الانباء الكويتية (كونا) ‏بالإشارة الى "انّ صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في ‏قصر السيف استقبل، وبحضور معالي وزير الخارجية الشيخ الدكتور احمد ناصر المحمد ‏الصباح امس الاثنين، مبعوث فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة مدير عام المديرية ‏العامة للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم والوفد المرافق له، وذلك لمناسبة زياراته ‏البلاد. حضر المقابلة وكيل وزارة الداخلية الفريق عصام سالم التهام، ومساعد وزير الخارجية ‏لشؤون الوطن العربي السفير فهد احمد العوضي‎"‎
الى ذلك، ابلغت مصادر موثوقة الى "الجمهورية"، انّ "محادثات اللواء ابراهيم في ‏الكويت كانت ناجحة، وانّه لمس تجاوباً صادقاً لمدّ يد العون للبنان وتمكينه من تجاوز ‏محنته‎".‎
هذه الأجواء تمّ استخلاصها من سلسلة اتصالات جرت في الساعات الماضية على خط ‏بيروت الكويت، بين اللواء ابراهيم وكبار المسؤولين في لبنان‎.‎
واوضحت المصادر، انّ زيارة ابراهيم الى الكويت، انطلقت في الاساس على اجواء مشجعة ‏ابداها الجانب الكويتي، وعبّر عنها السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي امام رئيس ‏المجلس النيابي نبيه بري‎.‎
ونقلت صحيفة "الرأي" الكويتية عن مصادر ديبلوماسية كويتية واكبت لقاءات المبعوث ‏الرئاسي اللواء عباس ابراهيم في الكويت قولها: "إنّ المحادثات التي أجراها مع كبار ‏المسؤولين الكويتيين كانت إيجابية، وتخلّلها تفهم لوجهات النظر وتقدير كبير للوضع ‏اللبناني والتحدّيات التي يمرّ بها لبنان على مختلف الصعد‎".‎
وكشفت المصادر، "أنّ الجانب الكويتي وعد بمتابعة المواضيع والملفات التي طُرحت من ‏خلال مجلس الوزراء والمؤسسات ذات الصلة، نافية ان تكون الاجتماعات أفضت الى ‏قرارات فورية، ومؤكّدة ان رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد أكّد للواء إبراهيم أنّ الهمّ ‏اللبناني هو همّ كويتي وعربي بطبيعة الحال، متمنياً عودة الاستقرار الاقتصادي ‏والاجتماعي عبر خطوات إصلاحية جدّية‎".‎
‎ ‎
بعبدا
وفي المعلومات التي توفّرت ليلاً، وبعد زيارته الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ‏عُلم انّ زيارة الموفد الرئاسي الى العاصمة الكويتية اللواء عباس ابراهيم كانت ناجحة ‏وايجابية بكل المقاييس التي رافقت اللقاءات التي شملت الأمير ورئيس الحكومة ورئيس ‏مجلس الامة ووزير الخارجية. وتبلّغ اللواء ابراهيم بوضوح انّ الكويت لن تتخلى عن لبنان ‏ولن تتركه في هذه الأزمة، فالكويتيون لم ينسوا الموقف اللبناني المتضامن مع الإمارة ‏أثناء الاجتياح العراقي لها في نهاية القرن الماضي. وانّ لبنان دولة شقيقة، وأهل الكويت ‏حاضرون للمساعدة‎.‎
وقبل ان يلتقي اللواء ابراهيم المسؤولين الكويتيين بعد لقاء الامير، كانت تعليماته قد ‏سبقت اللقاءات، فنقلوا إليه مضمون التعليمات الأميرية ودعوة للدخول في التفاصيل ‏التي يحملها الضيف لِفهم حاجات لبنان الملحّة كما يراها رئيس الجمهورية العماد عون ‏ووفق الاولويات التي يحددها‎.‎
وعلمت "الجمهورية" انّ الافكار المتداولة تناولت ابواباً مختلفة، منها إمكان ان تساهم ‏الكويت بوديعة مالية في مصرف لبنان لتعزيز مخزونه من العملات الصعبة، او اللجوء الى ‏الاستثمار في مؤسسات كبيرة وبحجم يُنعش الوضع الاقتصادي والنقدي، كما بالنسبة الى ‏إمكان تقسيط الدفعات المالية المستحقة لقاء تزويد لبنان بالمشتقات النفطية بموجب ‏الاتفاقية السابقة من دولة لدولة ولآجال طويلة الامد وعلى دفعات متباعدة، والى حين ‏تجاوز الازمة النقدية التي تمر بها البلاد‎.‎
وفي المعلومات انّ رئيس الحكومة الكويتية ووزير الخارجية ورئيس مجلس الأمة وعدوا ‏اللواء ابراهيم بالتداول سريعاً في ما حمله من مقترحات، ليكون الجواب لدى الجانب ‏اللبناني في وقت قريب‎.‎
وسمع اللواء ابراهيم في لقائه مع رئيس الحكومة كلاماً واضحاً مفاده بأنه لا يمكن لموفد ‏رئيس الجمهورية اللبنانية ان يعود الى بيروت من الكويت بغير ما يريده بالحد الاقصى، وان ‏يكون مرتاحاً للزيارة، وأن يكون متيقّناً من الدعم الكويتي، فللبنان معزّة خاصة في قلوب ‏الكويتيين‎.‎
وفي المعلومات انّ الموفد الرئاسي تبلّغ من وزير الخارجية وجود توجيهات أميرية بتوفير ‏الدعم الدبلوماسي للبنان، وعُلم أن وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان أضاف ‏الكويت ضمن جولته إلى العراق ولبنان، وسيكون ملف لبنان حاضراً في صلب المباحثات ‏فلا يمكن للكويت أن تدّخِر جهداً يوفر الإسراع لمساندة لبنان للخروج من الازمة التي يعيشها ‏في اسرع وقت ممكن، ولا سيما على مستوى الدعم الفرنسي المتمثّل بالسعي القائم ‏لتوفير الظروف المؤاتية لتنفيذ مقررات "سيدر واحد‎".‎

للاصلاح والحياد: في المقابل،  نقلت ‏مصادر مطلعة على أجواء زيارة ابراهيم إلى العاصمة الكويتية لـ"نداء الوطن" أنّ ‏المسؤولين الكويتيين وإن كانوا "شددوا على موقفهم المبدئي والأخوي الداعم لاستقرار ‏لبنان والمؤكد على تعزيز مظلة الأمان العربية والدولية لدور الجيش اللبناني في تكريس ‏هذا الاستقرار، لكنهم في الشق المتعلق بالأزمة الاقتصادية ركزوا على نقطتين أساسيتين، ‏الأولى تتمحور حول وجوب الإسراع في إجراء إصلاحات جدية، والنقطة الثانية تشدد على ‏أهمية اعتماد سياسة الحياد لحماية لبنان‎".‎
وإذ جزمت بأنّ كل حديث عن وعود أو وديعة كويتية كما يصار إلى ضخه في بعض وسائل ‏الإعلام اللبنانية "ليس له أي أساس من الصحة"، أردفت المصادر بالقول: "لا اللواء ابراهيم ‏طلب وديعة مالية ولا الكويتيون هم في وارد تقديمها راهناً، وكل ما في الأمر أنّ المطالب ‏التي نقلها الموفد الرئاسي اللبناني تم إيداعها في عهدة رئيس الحكومة الكويتية لرفعها إلى ‏أمير البلاد ليتخذ القرار المناسب حيالها من دون أي وعود مسبقة"، وأوضحت أنّ "هذه ‏المطالب تراوحت في أبرزها بين طرح إمكانية تقديم الدولة الكويتية تسهيلات نفطية وبحث ‏مدى قابلية تزويد لبنان بالنفط من دون إدخال شركة دولية وسيطة بغية تخفيف الأعباء ‏والتكاليف المالية عن الخزينة اللبنانية، وبين طلب تنفيذ مشاريع كويتية في لبنان يديرها ‏الكويتيون أنفسهم بطريقة‎ "BOT" ‎مقابل ضمانات بالأصول اللبنانية‎".‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o