May 12, 2020 2:42 PM
خاص

خلافات النظام السوري والتطورات العسكرية مقدّمة لتغييرات في المنطقة؟
عبد القادر: حزب الله لن يستخدم لبنان ساحة للردّ الا إذا.....

المركزية- تشهد الساحة السورية جملة تطورات بعضها متّصل بالعسكري والاخر بالسياسي له علاقة بخلافات داخلية بين أهل النظام.

في الشقّ العسكري، تصدّرت إيران واجهة المشهد السوري مع التقارير التي تحدّثت عن تكثيفها في الأيام الأخيرة عمليات إعادة تموضع قوّاتها في مناطق مختلفة من الأراضي السورية من دمشق جنوباً إلى دير الزور شرقا من دون تغيّر الموقف الاستراتيجي لها في سوريا، وذلك في ضوء الغارات الاسرائيلية المُكثّفة أخيراً ضد مواقع عسكرية تابعة لايران وقواتها منها حزب الله.

أما في السياسية فإن خلافات أهل السلطة تطبع المسلسل السوري منذ ايام من دون ان تلوح في الافق أي إشارات توحي بوقفها أقله في الاعلام. وأبطال هذا المسلسل الرئيس بشار الاسد وزوجته من جهة وإبن خالته رامي مخلوف في الجهة المقابلة بسبب وضع القوات السورية يدها على شركات وإستثمارات مخلوف في سوريا. وبدا لافتاً دخول الروس على خط "تسعير الخلاف" من خلال التقارير الاعلامية المُسرّبة التي تمحورت حول إتّهامات بالفساد للرئيس الاسد ووصفه بـ"العاجز" عن محاربة الفساد داخل المؤسسات في إشارة الى إبن خالته رامي مخلوف وتحويل خيرات سوريا لجيوب المقرّبين. وإنتهت التقارير الى القول أن الرئيس الاسد لن يترشح للانتخابات الرئاسية عام 2021 لانه لا يحظى بدعم سوى 32% مع ما يعنيه ذلك، الى "تخلّي" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ورقة الاسد، لانه يُبدّي مصالح إيران في سوريا على حساب روسيا التي أنقذت نظامه من السقوط بعد تدخّلها بسلاح الجوّ.

وتوقّعت أوساط دبلوماسية غربية عبر "المركزية" تطورات دراماتيكية على الساحة السورية، خصوصا بعد إعلان اسرائيل بدء تنفيذ خطة إخراج ايران من سوريا كما أعلن وزير دفاعها منذ أسابيع في مقابل إرتفاع حرارة الخلاف بين أهل السلطة في دمشق اي بين الاسد وإبن خالته الذي كان ذراعه الايمن في المجال الاقتصادي والاستثماري في سوريا".

وإعتبرت الاوساط "ان كل ما يجري في المنطقة بدءاً من الساحة السورية مروراً بالعراق الذي إستطاع تشكيل حكومة برئاسة الكاظمي بعد اشهر من الخلافات، هو تنفيذ لإتفاق اميركي- روسي-اسرائيلي وترجمة عملية لما اتّفق عليه مسؤولو الامن في واشنطن وموسكو وتل ابيب خلال إجتماع تل ابيب السنة الماضية".

في قراءة لمجمل هذه التطورات، إعتبر المحلل العسكري العميد المتقاعد نزار عبد القادر عبر "المركزية" "ان ليس لدى إيران اي نيّة بالإنسحاب من سوريا إنما إعادة التموضع، لأنها إستثمرت الكثير من المال والدماء والوقت في سوريا لبلوغ مكانة مرموقة في سوريا وداخل المجتمع السوري، لذلك لن تخرج من سوريا حتى لو إستمرت الضربات الاسرائيلية لمواقعها العسكرية".

اما على صعيد الخلافات بين اهل السلطة، قال عبد القادر "ما يجري يؤشر الى مدى هشاشة الوضع السياسي في سوريا نتيجة الحرب الطويلة القائمة منذ العام 2011 والعزلة الدولية والعربية التي واجهها النظام السوري، لذلك كان من الطبيعي ان يُفتّش عن مصادر تمويل للتعويض عن الخسائر التي لحقت به جرّاء الحرب المتواصلة والقطيعة العربية والدولية له فكان أن وضع اليد على ثروة رامي مخلوف الهائلة".

على ضفة لبنان الذي لن يكون بمنأى عن هذه التطورات بإعتبار انه من ضمن محور الممانعة الذي تقوده ايران، فإن الانظار تّتجه الى حزب الله وما إذا كان سيحوّله صندوق بريد لبعث رسائل نارية الى إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة من أجل تخفيف الضغط عن إيران.

وقال عبد القادر "ان حزب الله غير مرتاح لتطورات الوضع السوري، خصوصاً انه لا يريد إستخدام الجبهة اللبنانية للدفاع عن مصالح إيران في سوريا بسبب الخسائر التي قد يتكبّدها في بيئته الاجتماعية والاقتصادية الحاضنة له في مناطق لبنانية عدة، لكن إذا تعرّضت ايران نفسها لضربة أميركية او حتى إسرائيلية فإنه قد لا يتردد بفتح نيرانه من لبنان في إتّجاه إسرائيل".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o