Mar 24, 2020 3:24 PM
خاص

دمشق تخرق وقف إطلاق النار في إدلب وتركيا تعزز قواتها
روسيا على خط النظام وأنقرة لصون الهدنة ومنع التصعيد مجددا

المركزية- رغم التحدي الصحي الذي يفرض نفسه بقوة على جدول اولويات العالم بأسره، لا الدول الكبرى فقط، يجد المتصارعون في سوريا- التي لا صورة واضحة في شأن تفشي الكورونا على اراضيها- الوقتَ الكافي لمواصلة معاركهم الميدانية.

فقد قصفت قوات النظام السوري الليلة الماضية، بالصواريخ والمدفعية، مناطق في بلدتي بيلون وكنصفرة جنوب محافظة إدلب، في خرق جديد لوقف إطلاق النار في المنطقة، في حين استقدمت تركيا مزيداً من التعزيزات العسكرية إليها. وافيد ان أن القصف جاء عقب ساعتين من قصف مدفعي وصاروخي على بلدات البارة والفطيرة وسفوهن والناجية، أسفر عن أضرار مادية في ممتلكات المدنيين والأراضي الزراعية. في المقابل، دخل رتل للجيش التركي من معبر كفرلوسين، ويضم قرابة خمسين آلية تحمل معدات لوجستية وجدراناً إسمنتية وعربات مصفحة، متوجها نحو ريف إدلب الجنوبي، علما ان تركيا كانت أقامت خلال الساعات الماضية، 5 نقاط جديدة في ريف إدلب الجنوبي، بالقرب من ناحية جسر الشغور على الطريق الدولي حلب-اللاذقية. الى ذلك، سيرت تركيا أمس مع القوات الروسية دورية مشتركة على طريق حلب - اللاذقية (إم 4)، حيث أعلنت وزارة الدفاع التركية تسيير دورية مشتركة على طريق "إم 4"، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها اختصرت مسار الدورية، إذ كان من المقرر أن تغطي الطريق الواصل بين مدينتي حلب واللاذقية، إلا أنها قلصتها بسبب "مخاوف أمنية".

وفي موازاة تنسيقها مع أنقرة، تتحرك موسكو على خط دمشق لحثها على الالتزام بالهدنة. وفي السياق، زار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، دمشق العاصمة السورية امس، وأجرى محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن شويغو ناقش مع الأسد قضايا ضمان وقف مستقر للأعمال القتالية في منطقة خفض التصعيد في إدلب، واستقرار الوضع في أجزاء أخرى من سوريا، فضلاً عن مختلف جوانب التعاون العسكري التقني في إطار معركة مشتركة ضد "الجماعات الإرهابية الدولية".

بدورها أفادت رئاسة النظام السوري في بيان، أن محادثات الأسد وشويغو "تناولت الإتفاقات الروسية التركية" المبرمة في 5 آذار في موسكو، وما أسمتها "إنتهاكات التنظيمات الإرهابية المستمرة لها". وأوضحت أنه تم التركيز على آليات تنفيذ هذه الإتفاقيات المتضمنة "إبعاد الإرهابيين عن طريق حلب اللاذقية الدولي "أم4" بعمق 6 كيلومترات بما يتيح إعادة العمل به".

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" يعطي الروس اهمية كبيرة لصون التهدئة على الارض ولا يرون ان التصعيد اليوم مؤات. وليس ادل الى موقفهم هذا، من انتقال شويغو شخصيا الى دمشق لابلاغ الرسالة الى القيادة السورية. اما مع الاتراك، فهم يتمسكون بالاتفاق الذين ابرم لوقف التصعيد، الا أنهم يعوّلون على تحرّك جدي من قبل انقرة لمحاصرة فلول النصرة والجماعات المتطرفة المنتشرة في ادلب، ان لم يكن في المدى القريب، بسبب كورونا، ففي المدى المتوسط، خوفا من التهاب المواجهات من جديد. فهل تلتزم تركيا؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o