Feb 17, 2020 8:04 AM
صحف

فهمي: متمسّك بحماية المتظاهرين...لكن بشرط!

نقلت "الجمهورية" عن وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي قوله حازماً "فليكن معلوماً انني لا يمكن ان اخضع لأي ضغط او امر يخالف قناعاتي، ويكفي ان تعرف ان هناك في جسمي 300 قطبة نتيجة إصابات تعرّضتُ لها اثناء خدمتي في المؤسسة العسكرية لتدرك أنني مستعد لمواجهة كل أنواع التحديات التي قد أصادفها في وزارة الداخلية من دون ان يرفّ لي جفن".

ويلفت الى انه اصدرَ تعميماً للمدنيين والعسكريين في الوزارة، قضى بمنع الواسطات تحت طائلة المسؤولية، مشدداً على ان "معياري الوحيد والثابت هو القانون الذي لن أتساهل في تطبيقه، وكل طلب أو أمر لا ينسجم معه سأرفضه، حتى لو قام والدي من القبر الآن وطلب مني شيئاً غير قانوني فسأعتذر منه وأقول له لا تؤاخذني يا والدي، ليس في إمكاني ان احقق ما تريده مني".

ويؤكد فهمي ان أي خلل مُحتمل في الوزارة على مستوى العلاقة مع الناس، سواء كان يتصل بفساد او بتقصير إداري، سيتم ضبطه وعلاجه "وانا حريص على الدفع في اتجاه الوصول الى أقصى درجات الانضباط والانتظام في عمل الوزارة".

وضمن إطار "التكتيكات" التي سيعتمدها، يكشف فهمي أنه سيرسل من جهته، بين الحين والآخر، أشخاصاً "متنكّرين" الى إدارات واجهزة تابعة لوزارة الداخلية من اجل التواصل المباشر مع الموظفين وإجراء معاملات مفترضة، وذلك لاختبار نزاهة العمل وانتظام آليته والتأكد من عدم وجود فساد ودفع رشى.

وعن تموضعه السياسي، يؤكد فهمي انه "مستقل"، يقف «على مسافة واحدة من الجميع، ومُنفتح على الجميع في الوقت نفسه ضمن الضوابط القانونية".

ويضيف "انا لست محسوباً سوى على قناعاتي واستقلاليتي، مع الاشارة الى ان هناك من حاول أن يصنّفني في خانة دمشق أو "حزب الله"، علماً أنني كنتُ قد أصبتُ في رأسي خلال مواجهات حصلت في الماضي مع الجيش السوري. أما الحزب فإن اكثر ما يعنيني في شأنه دوره في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، انطلاقاً من عروبتي وانحيازي الى جانب خيار المقاومة ضد هذا العدو التاريخي، بمعزل عمّن يحمل هذا الخيار، سواء كان "حزب الله" او "القوات اللبنانية".

وماذا عن علاقتك مع الرئيس دياب؟ يجيب فهمي "قبل طرح اسمي لوزارة الداخلية لم اكن أعرف الرئيس حسان دياب ولم يحصل أن التقيتُ به في السابق، الى ان طلب الاجتماع بي خلال لقاءاته مع المرشحين لتولّي حقائب وزارية، فقصدتُ حينها منزله في تلة الخياط للمرة الاولى، واضطررتُ يومها الى الاستفسار مراراً عن مكان المنزل حتى تمكّنت من الاستدلال عليه".

ويوضح ان كل شيء بالنسبة إليه يمكن ان يخضع الى الحوار والنقاش، "الا مسألة العداء لإسرائيل، فهذه عندي ثابتة استراتيجية واخلاقية لا أقبل مجرد البحث فيها"، مشدداً على "ان عدائي لكيان الاحتلال هو موقف جذري، وكل ما عدا ذلك مستعد لمناقشته".

ويتمنى فهمي على جميع السياسيين ان يتفهّموا قراره بعدم التجاوب مع اي خدمات وواسطات تخالف الاصول، "علماً ان هذه القاعدة تسري على عائلتي قبل الآخرين".

ويشير فهمي الى انه «أثناء وجودي في المجلس النيابي، ضمن جلسة الثقة، استعنتُ بأحد الزملاء الوزراء للتعرّف الى أسماء عدد من النواب الذين لم أكن اعرفهم، ولعل المفيد في ذلك انه يخفّف علي كوزير من حرج الصداقات الشخصية ومفاعيلها الجانبية".

ويوضح انه متمسّك بحماية المتظاهرين السلميين "انطلاقاً من ان التظاهر حق ديموقراطي ومشروع، شرط ان يبقى تحت سقف القواعد القانونية والانتظام العام، من غير إلحاق الضرر بالأملاك العامة والخاصة وبحقوق الشرائح الأخرى من المواطنين، «وحتى الذين هم مشاغبون سنسعى دائماً الى احتوائهم وتجنّب اعتماد خيار العنف ضدهم، قدر المستطاع، ما دام انّ هناك فرصة لضبطهم بوسائل اخرى".

ويلفت فهمي الى "ان الحكم استمرارية، وأتمنى ان يبني من سيأتي بعدي على ما سأُنجزه في الوزارة، تماماً كما أنني أستند حاليّاً الى الارضية التي بَناها من سبقني في تحمل المسؤولية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o