Jan 16, 2020 4:38 PM
تحليل سياسي

بري "يقطع حبل "صرة" الحكومة في انتـظار المراســيم من بعبــــدا
18 وزيرا ومعايير موحدة...كوبيش "يوبّخ" المسؤولين.. والثوار يصعدون
روحانــــي: الحوار بين ايـــران والعالــــم صعب "لكنه ممكن"

المركزية- وسط انكشاف الوضع الداخلي على رهانات متعاظمة لدى بعض القوى على ربط الولادة الحكومية بزيارة الرئيس المكلف حسان دياب الى عين التينة ونتائجها، يتخذ هذا اللقاء طابعاً بالغ الجدية في دفع عملية تأليف الحكومة الجديدة نحو مرحلتها النهائية، من غير ان يعني ذلك انتفاء العقبات او ازالتها بالكامل. ذلك ان العقد التي كفِل الضغط الخارجي وتعاظم حجم الثورة الشعبية في اليومين الماضيين فكها، قد تذر مجددا بقرنها في اللحظات الاخيرة، خصوصا ان رئيس المجلس النيابي يسعى الى توسيع بيكار حكومة دياب المفترض انها انقاذية من اجل ضمان مشاركة بعض الحلفاء فيها لا سيما الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط.

ايجابية حكومية: فالاجواء الايجابية المعممة في الساعات الاخيرة لم يسبق ان بلغها ملف التأليف من قبل. وكما كان مقررا، استقبل الرئيس بري في عين التينة الرئيس دياب في حضور الوزير علي حسن خليل. وبعد لقاء مطول استمر اكثر من ساعتين، غادر دياب من دون الادلاء بأي تصريح على ان يتوجه لاحقا الى قصر بعبدا لاطلاع الرئيس ميشال عون على ما تم الاتفاق عليه في عين التينة وتاليا على اسماء الوزراء، في حين اعلن خليل " أننا على عتبة تأليف حكومة جديدة وحققنا تقدما كبيرا وهي حكومة اختصاصيين من 18 وزيرا تعتمد معايير موحدة ونأمل الانتقال الى التأليف في اسرع وقت".

دياب عند بري.. فعون؟: واشارت المعلومات الى ان " الوزارات حُسمت وبقيت بعض التفاصيل الصغيرة، موضحة ان الثنائي الشيعي لم يسلّم اسماء وزرائه، وتوقعت ان " تبصر الحكومة النور بين اليوم والغد". من جانبها، قالت مصادر اخرى ان اجواء تفاؤلية تسيطر على ملف تشكيل الحكومة حيث من المتوقع ان تولد على ابعد تقدير قبل نهاية هذا الاسبوع، اذا لم تشكل اليوم أو غدا.

التشكيلة: وافادت المعلومات التي حصلت عليها "المركزية" ان التشكيلة الحكومية رست على الاتي:

رئيس الحكومة: حسان دياب (سني)، وزير المال: غازي وزني (شيعي)، وزير الداخلية :طلال  اللادقي (سني)، وزير الدفاع: ميشال منسّى (ارثوذكس) -وزير الخارجية: ناصيف حتي (ماروني)، وزير الإقتصاد أمال حداد (أرثودكسي)، وزير الإتصالات: طلال حواط (سني)، وزير الصحة: علي حيدر (شيعي)، وزير الطاقة: ريمون غجر (أرثودكس)، وزير الأشغال: لميا يمين الدويهي (مارونية)، وزير الزراعة و الإعلام: سالم درويش (شيعية)،-وزير البيئة و السياحة: منال مسلم (كاثوليكي)،  وزير السياحة و الثقافة: فرتينيه أهانيان (أرمنية)، وزير العدل: ماري كلود نجم (مارونية)، -وزير الشؤون الإجتماعية و المهجرين: رمزي مشرفية (درزي)، وزير التربية و الشباب و الرياضة: طارق مجذوب (سني)، وزير الصناعة: عبد الحليم فضل الله (شيعي) ووزير العمل: دميانوس قطار (ماروني).

بكركي والتأليف: في المواقف، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في بكركي، مجلس نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب عوني الكعكي الذي قال بعد اللقاء ان "البطريرك الراعي اشار الى ان "بموجب الدستور فان تأليف الحكومة من صلاحية الرئيس المكلف بالاتفاق مع رئيس الجمهورية. والواقع ان رؤساء الاحزاب والكتل هم الذين يشاركون في التأليف، وهذا خطأ. فلماذا لا يدخل هؤلاء الى الحكومة مباشرة بدلا من ان يكونوا بواسطة ممثليهم؟. وحذر من الاستهتار بالناس ومطالبهم المحقة، وقال من المؤسف ان الجميع يستقوي، والطرف الاضعف في لبنان هو الدستور. وطالب غبطته الرئيس المكلف ان يبقى ثابتا في مطلبه وفي موقفه". ودعا الراعي الجميع الى التحرر من المصالح الذاتية لأن لبنان على المحك، ولان مشكلتنا اقتصادية وسياسية قبل أي اعتبار. وأعلن الكعكي ان الراعي حمل "عدم الدقة في قانون سلسلة الرتب والرواتب المسؤولية المباشرة في ما آلت اليه الاوضاع المالية والاقتصادية من تدهور". واشار الى ان البطريرك قال: "إذا تأخر تشكيل الحكومة فسنعقد قمة مسيحية - مسيحية، اما القمة المسيحية - الاسلامية فمؤجلة. وأما لقاء القيادات المسيحية فقد فكرت فيه، ولكنه غير متيسر".

كوبيش يسأل: من جانبه، جدد المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش انتقاده المسؤولين اللبنانيين. وتعليقا على احتجاجات الاربعاء، قال عبر "تويتر": يوم آخر من الاحتجاجات خصوصاً الشباب الغاضبين من أن مطالبهم بالمستقبل اللائق يتم تجاهلها ومع تزايد عدد الأشخاص اليائسين غير القادرين على مواجهة الأزمة الاقتصادية. لا يكفي ذلك لإيقاظ السياسيين"؟

الثوار يصعدون: في المقابل، تكاثرت دعوات الثوار على مواقع التواصل الاجتماعي الى التصعيد والتجمع ابتداء من عصر اليوم امام مجلس النواب رفضا لحكومة دياب، مع دعوات الى الاضراب العام غدا والزحف الى المجلس السبت ايضا. وكان الثوار، ولا سيما الطلاب منهم، واصلوا اليوم تحركاتهم على الارض في المناطق كافة من الجديدة الى جونية (حيث تعرضوا لضرب من قبل القوى الامنية) وجبيل وطرابلس وصولا الى صيدا والبقاع، ضد المراكز التي يعتبرونها مكامن "فساد".

اطلاق موقوفين: قضائيا، اطلق اليوم عدد من الموقوفين من ثكنة الحلو بعد توقيفهم مساء أمس من قبل القوى الامنية. الى ذلك، أعطى النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات إشارة الى الأجهزة المختصة بتخلية جميع الموقوفين في احداث الشغب في شارع الحمرا وامام ثكنة الحلو باستثناء عدد قليل، إما لقيامهم بأعمال عنفية أو لأسباب أخرى مثل وجود مذكرات توقيف في حقهم. وكانت مجموعة من المحتجين نفذت اعتصاما، أمام قصر العدل في بيروت، احتجاجا على ما وصفوه بـ"التوقيفات التعسفية التي حصلت على خلفية أحداث الشغب في شارع الحمرا أول من أمس والأعمال المماثلة أمام ثكنة الحلو ليل أمس"، وبلغ عدد الموقوفين 110 من بينهم أربعة قصر.

جنبلاط: من جانبه، كتب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على حسابه على موقع "تويتر": "‏إن لبنان اليوم بين مطرقة العقوبات الاميركية والسندان الإيراني تنهال الضربات من كل ميل. لكن تدمير المصارف يشكل ضربة وجودية للكيان اللبناني. والمصرف المركزي سار بتعليمات السلطة السياسية بتمويل دولة ينخرها الفساد، وما من أحد اعترض، إلى أن أتى من طلب الإصلاح ورفضَه العهد ولا يزال".

الحسن والاعلام: وليس بعيدا، نفذ الصحافيون والمصورون الصحافيون من مختلف وسائل الإعلام، اليوم وقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية في الصنائع في بيروت، احتجاجا على تعرضهم وعددا من المصورين الصحافيين لاعتداءات من قبل القوى الامنية، أثناء فض الاعتصامات في شارع الحمراء مساء الثلثاء الماضي، وأمام ثكنة الحلو في كورنيش المزرعة مساء الأربعاء، أثناء تغطيتهم الاحتجاجات، إذ تعرض عدد من الصحافيين والمراسلين والمصورين للضرب والاهانات وتكسير معداتهم، بالإضافة الى منعهم من التصوير من قبل بعض عناصر الأجهزة الامنية. وانضمت وزيرة الداخلية ريا الحسن الى الصحافيين والإعلاميين. وأكدت أنها تقف مع التظاهرات السلمية ولطالما أعطت أوامر لعدم التعامل بطريقة عنفية مع الصحافة. وقالت: غير مقبول ما حصل مع الصحافة بالأمس وأتحمل المسؤولية لأنني رأس الهرم لكنني لم أعط الأمر بالتعامل بعنف. وشددت الحسن على أن عناصر قوى الأمن الداخلي تعبوا وهناك أكثر من 100 جريح في صفوفهم، مؤكدة أن ذلك لا يبرر ما حصل. ولفتت الى "أننا نعيش في حالٍ صعبة جداً وما حصل بالأمس لا يجوز أن يمرّ مرور الكرام ولكن هل سأل أحد ما هو عدد الجرحى في صفوف قوى الأمن؟"

ايران: اقليميا، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه يعمل "يوميا لمنع الحرب" فيما تشهد العلاقات بين طهران وواشنطن فترة جديدة من التوتر الشديد. وقال إن "الحكومة تعمل يوميا على منع مواجهة عسكرية أو الحرب" مؤكدا أن الحوار بين ايران والعالم صعب "لكنه ممكن".

سوريا: الى ذلك، قتل أكثر من 39 عنصراً من قوات النظام والفصائل المقاتلة في معارك اندلعت في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس، على رغم سريان وقف لاطلاق النار بموجب اتفاق روسي-تركي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o