Nov 26, 2019 4:38 PM
تحليل سياسي

السـلطة في عمق مأزق الخيارات الصعبة...بحث عن بديل واستشـارات الخميس؟
الحريري: "ليس انا بل احد آخر لتشكيل الحكومة"...وسمير الخطيب ابرز المرشحين!
حزب الله: تهرب من المسؤولية... والشرعي الاعلى: عودوا الى احترام الدسـتور

المركزية- ثبّت رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري مأزق الخيارات الصعبة التي تواجهها السلطة الحاكمة، وتحديدا الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، من خلال حسم موقفه ولمرة اخيرة من عدم الرغبة بترؤس الحكومة العتيدة "ليس انا، بل احد آخر" لتشكيل الحكومة تحاكي طموحات الشباب في كل الساحات". بيان الحريري الذي اعقب موقفا لا يقل اهمية صدر عن المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى رفع منسوب الضغط على رئاسة الجمهورية الى الحد الاقصى ووضعها امام مسؤولياتها في توجيه الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة وفق الدستور، استمدّ زخما واجماعا سنياً، اخرجه من دائرة محاولة ابتزازه سياسيا من خلال ممارسة الضغط عليه عبر لعبة تسخين الشارع وهم يدركون مدى حرصه على الاستقرار وخشيته من الفوضى والفلتان الامني الذي خبر مرارته  في 7 ايار واضطر آنذاك الى التنازل المُكلف في الدوحة.

غير ان ظروف 7 ايار 2008 تبدّلت في تشرين 2019، وما كان ينطبق على الواقع اللبناني آنذاك لم يعد قائما بعد احد عشر عاماً. رفض الحريري الرئاسة الثالثة، راميا كرة النار في اتجاه بعبدا التي سارعت مصادرها الى الحديث عن بديل جار البحث عنه.

استشارات الخميس؟: على ذمة المصادر، فإن موعد الاستشارات النيابية سيكون يوم الخميس المقبل. وقد رهنت اوساط قصر بعبدا كما ابلغت "المركزية" الموعد باكتمال عقد الاتصالات التي ستجريها دوائر القصر مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والكتل النيابية لاستمزاج الاراء وتحديد التوقيت المناسب، كما هوية الشخص البديل غير المتفق عليه حتى الساعة.

بديل من الحريري: وأعلنت مصادر وزارية مقربة من بعبدا للـ"LBCI"  أن حبل السرة بين الحريري وبعبدا انقطع وبدأ العمل على البحث عن بديل الحريري، مضيفة "هناك شبه موافقة خارجية على ان نذهب الى حكومة تكنوسياسية". وتابعت "الحكومة ستكون حكومة مواجهة مع الأزمة والفساد ولن تكون حكومة اللون الواحد". في المقابل، اشار مصدر وزاري بارز لموقع mtv الى ان لا إتّفاق حتى الآن على إسم لتشكيل الحكومة وبيان الحريري يزيد الوضع غموضاً. من جانبها، قالت مصادر لقناة او تي في: بعد اعتذار الحريري باتت كل الاحتمالات واردة بتكليف شخص يُتفق عليه مع الحريري او من دونه، لافتة الى ان الاتصالات ستتكثف بين اليوم والغد لحسم الاسم البديل الذي لا اتفاق عليه بعد بانتظار ما اذا كانت التسمية ستتم بالاتفاق مع الحريري او لا. واشارت معلومات "المركزية" الى ان "المهندس سمير الخطيب المدير العام لشركة "خطيب وعلمي" قد يكون الاسم المطروح لتولي رئاسة الحكومة".

ليس انا بل احد آخر: وكان الحريري أصدر بيانا قال فيه "بعد ٤٠ يوما على حراك اللبنانيات واللبنانيين، وقرابة الشهر على استقالة الحكومة استجابة لصرختهم العارمة، وافساحا في المجال لتحقيق مطالبهم المحقة، بات من الواضح أن ما هو اخطر من الأزمة الوطنية الكبيرة والأزمة الاقتصادية الحادة التي يمر بها بلدنا، وما يمنع البدء بالمعالجة الجدية لهاتين الأزمتين المترابطتين، هي حالة الإنكار المزمن الذي تم التعبير عنه في مناسبات عديدة طوال الاسابيع الماضية. وازاء هذه الحالة الخطيرة، والمانعة لتفادي الأسوأ سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وامنيا لا سمح الله، وجدت ان من واجبي ان اصارح اللبنانيين واللبنانيات، كما عودتهم دائما، علّ في هذه المصارحة مدخلا لتحريك عجلة المعالجات وفتح الباب أمام البدء بالحلول السياسية والاقتصادية الضرورية". ولفت الى "ان حالة الإنكار المُزمن بدت وكأنها تتخذ من مواقفي ومقترحاتي للحل ذريعة للاستمرار في تعنّتها ومناوراتها ورفضها الاصغاء إلى اصوات الناس ومطالبهم المحقة. فعندما اعلن عن استقالة الحكومة تجاوبا مع الناس ولفتح المجال للحلول، اجد من يصرّ اني استقلت لأسباب مجهولة. وعندما يصرّ الناس على محاسبة من في السلطة اليوم، وانا منهم، وتغيير التركيبة الحكومية، وانا على رأسها، او بالحد الأدنى تحسين أدائها ومراقبته، يجدون من لا يريد إلا التصويب على من كانوا في السلطة قبل ثلاثين عاماً. وعندما اعلن للملأ، في السر وفي العلن، انني لا ارى حلا للخروج من الأزمة الإقتصادية الحادة إلا بحكومة اخصائيين، وارشح من اراه مناسبا لتشكيلها، ثم اتبنى الترشيح تلو الآخر لمن من شأنه تشكيل حكومة تكنو-سياسية، اواجه بأنني اتصرف على قاعدة "انا او لا احد" ثم على قاعدة "انا ولا احد"، علماً ان كل اللبنانيين يعرفون من صاحب هذا الشعار قولاً وممارسة. واسوأ الإنكار ان من يعرفون كل هذه الوقائع ما زالوا يتحججون تجاه الرأي العام بأنهم ينتظرون قراراً من "سعد الحريري المتردد" لتحميلي، زوراً وبهتاناً، مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة. وتابع "ازاء هذه الممارسات عديمة المسؤولية، والعديد من الأمثلة الأخرى التي لا مجال لتفصيلها اليوم، اعلن للبنانيات واللبنانيين، أنني متمسك بقاعدة "ليس انا، بل احد آخر" لتشكيل حكومة  تُحاكي طموحات الشباب والشابات والحضور المميز للمرأة اللبنانية التي تصدرت الصفوف في كل الساحات لتؤكد جدارة النساء في قيادة العمل السياسي وتعالج الأزمة في الاستشارات النيابية الملزمة التي يفرضها الدستور وينتظرها اللبنانيون ويطالبون بها منذ استقالة الحكومة الحالية". وختم "كلي امل، وثقة، ان بعد اعلان قراري هذا، الصريح والقاطع، ان فخامة رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور وعلى مصير البلاد وامان اهلها، سيُبادر فوراً إلى الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة، لتكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة جديدة، متمنيا لمن سيتم اختياره التوفيق الكامل في مهمته".

تهرّب من المسؤولية: وتعليقاً على قرار الرئيس الحريري، اعتبرت مصادر مقرّبة من "حزب الله" لـ"المركزية" "ان اعلانه عدم رغبته بتشكيل حكومة جديدة "تهرّب من المسؤولية"، واوضحت "ان بعد موقف الحريري لا بد ان نذهب في اتّجاه ترشيح شخصية سنّية لترؤس الحكومة، وهذا يعني ان تحديد موعد للاستشارات النيابية المُلزمة لم يعد بعيداً".

المجلس الشرعي: وقبيل بيان الحريري، أكد المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى أن التحولات والأحداث الأخيرة بينت أن البلاد باتت تحتاج الى صحوة ضمير والى انصراف الجميع على العمل الجاد لمعالجة مشكلات لبنان التي تهدد وجوده ومصيره. وأشار المجلس بعد اجتماعه في حضور رؤساء الحكومات السابقين، الى ان دار الفتوى لن تكون الا الى جانب تعزيز وحدة اللبنانيين، داعيا الجميع "لتحمل مسؤولياتهم الوطنية لاخراج البلاد من الأزمات". كما دعا المجلس للعودة الى احترام الدستور وتطبيق أحكامه مشددا على ضرورة الدعوة فورا للاستشارات الملزمة لتسمية رئيس حكومة، معتبرا أن لبنان بحاجة اليوم لحكومة انقاذية من الاكفاء.

اجتماع امني: ميدانيا، وبعيد غزوة مسيرة الدراجات لمدينتي بيروت وصور امس وامس الاول، اشارت معلومات الى اجتماع أمني طارئ يعقد في قيادة الجيش تشارك فيه قيادات الاجهزة الامنية.

دعم روسي: في المواقف الدولية من الازمة المحلية، أوضح سفير روسيا لدى لبنان الكسندر زاسبكين بعد لقائه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، انه نقل الى الاخير، موقف القيادة الروسية من التطورات في لبنان، مؤكدا وقوف موسكو الى جانب الدولة اللبنانية ودعمها لها في مواجهة التطورات الراهنة. واشار الى ان البحث تطرق الى العلاقات الثنائية بين البلدين والتي مضى 75 عاما على قيامها، لاسيما لجهة تطويرها في المجالات كافة. واكد ان التعاون بين روسيا ولبنان قائم وسيشهد المزيد انطلاقا من علاقات الصداقة بين البلدين والشعبين الروسي واللبناني، مشيرا الى ان بلاده لن تتردد في التجاوب مع ما يطلبه لبنان في هذا الظرف الدقيق الذي يجتازه، وقال: "موسكو كانت الى جانب لبنان وستبقى".

تجار بيروت: اقتصاديا، اعلن رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس ان الهيئات الاقتصادية قررت ان تتوقف عن العمل لفترة 3 ايام بهدف خلق جو عام ضاغط لتشكيل حكومة ترضي المجتمع المدني، مجتمع الأعمال والمجتمع الدولي. ورأى في مؤتمر صحافي، ان تبخر النمو والبطالة واختفاء السيولة والدولار هي امور قد توصلهم الى اهتزاز الامن الاقتصادي والاجتماعي، معتبرا أن ما يعيشونه يشبه حقبة الكساد العظيم في العام 1920".

معاشات "العام": من جانبه، غرد وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل عبر "تويتر"، قائلاً "بدأنا بتحويل معاشات الموظفين لهذا الشهر وفق المواعيد، مصالح الناس وحياتهم ومعيشتهم ومشاكل المصارف وارتفاع الأسعار وفوضى السوق، تتطلب تدابير عاجلة واجتماعات لجان حكومية للمتابعة، وتصريف الأعمال لا يعفي الرئيس والوزراء من المسؤولية".

المعدات الطبية: في غضون ذلك، أصدر مصرف لبنان اليوم تعميما متعلقا باستيراد المستلزمات الطبية. وفي مضمونه أن 50% من قيمة الفواتير ستؤمن حسب السعر الرسمي لصرف الدولار، على ان يدفع مستوردو المستلزمات الطبية الـ 50% المتبقية بالدولار حسب سعر السوق، علما ان المستوردين يرفضون رفضا قاطعا مضمون هذا التعميم، لأن نسبة الـ٥٠% التي سيتحملونها كبيرة بالنسبة لهم، ما سيُرغمهم على رفع الأسعار بنسبة تصل الى ٣٥ %... وكان وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال جميل جبق دق اليوم ناقوس الخطر في القطاع الطبي، لافتا الى أن القطاع الطبي يعاني من نقص كبير بالمعدات والمستلزمات الطبية. ولفت في مؤتمر صحافي الى أن :"مصرف لبنان تعهد بتأمين المستلزمات الطبية بسعر الصرف الموجود بلبنان لكن يبدو أن المعادلة اختلفت فالتزم المصرف بتأمين بالدواء ولم يلتزم بالمعدات الطبية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o