Nov 23, 2019 3:50 PM
خاص

الانتفاضات الإقليمية لا تسرّع المفاوضات الأميركية – الإيرانية؟
جابر: في مرحلة عض أصابـــــــع ونفس إيران طويل

المركزية يشهد شد الحبال على الخط الأميركي – الإيراني غليانا واحتداما، يتجسد بانتفاض على السلطة الحاكمة وفسادها الذي أدى إلى أوضاع معيشية مزرية في الشارع الإيراني وبالتوازي في الشارعين العراقي واللبناني، اللذين يعتبران في قبضة يد طهران وإن بنسب متفاوتة. فهل تستغل أميركا هذا الواقع النابع من وجع هذه الشعوب، للعب على الوترين الاقتصادي والسياسي الإيرانيين لتضييق الخناق على المحور الخصم، بعيدا من المواجهات بالذخيرة الحية؟     

رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات العميد الركن الدكتور هشام جابر رأى عبر "المركزية" أنه "كلما زاد الضغط على إيران، تمسكت أكثر بشروطها للقبول بالتفاوض"، مستبعدا أن تتنازل عنها "لأنها أظهرت أن نفسها طويل وهي متمسكة حتى الآن بموقفها، رغم كلّ الضغط الذي تتعرض له، لا سيما مع تأجج الانتفاضات في المنطقة. وفي كل مرة يدخل وسطاء على الخط الإيراني – الأميركي مثل الرئيسين الفرنسي والتركي وغيرهما، ونرى إيران مستعدة للتفاوض لكن شرطها الثابت لحصوله رفع العقوبات الأميركية المستجدة التي فرضت عليها.  فهي تعتبر التنازل للتفاوض من دون السير بشرطها هزيمةً تضغف موقعها التفاوضي"، واصفا المشهد العام "بعض الأصابع".

ولفت إلى أن "إيران بالنسبة إلى أميركا توازي أهمية البلدان العربية مجتمعة، ويهم الرئيس الأميركي أن يظهر قبل الانتخابات  أنه حل المشكلة معها بناءً على  شروطه، وهذا ما ترفضه طهران رغم خفض ترامب شروطه وإبدائه استعداده للذهاب إلى إيران والتفاوض، وهذا ما لم ترحب به الأخيرة مشترطة موافقتها برفع العقوبات".

وشدد جابر على أن "صحيح أن الانتفاضة في لبنان عفوية وغير مسبوقة ونظيفة مئة في المئة ومطالبها محقّة، لكن، على منحى آخر، ووفق العلم السياسي، من الطبيعي أنه لا يمكن لدولة مثل أميركا ألا تستغل هكذا انتفاضة، من دون أن يكون ذلك تشكيكا أو نظرية مؤامرة، وأكبر دليل الى ذلك ما صدر عن لسان فيلتمان وأعضاء في مجلس النواب الأميركي عن أنه لا يمكن ترك هكذا فرصة تمر من دون تحقيق مصالح أميركا، وهذا يعني أنها موجودة وتحاول أن تركب الموجة. وأردف "كذلك البلدان النافذة كلها دخلت على الخط، وفرنسا أولها إذ ان هناك خلافاً فرنسياً – أميركياً كبير، والأولى لم يعد لها موطئ قدم في كل المنطقة إلا في لبنان، وهذا ما تبحث عنه، في حين أن أميركا لن تسمح لها بذلك".

وفي السياق، اعتبر أن "لحزب الله تخوّفاً مشروعاً، لأن رغم عدم قدرة المحور الأميركي على هزمه بالحرب، فيمكن له الضغط عليه اقتصاديا وسياسيا. وتمنيت على السيد حسن نصرالله في رسالة مفتوحة، أنه لماذا لا يحتضن الحزب هذه الانتفاضة البريئة والمحقة ويحميها ويلبي مطالب المنتفضين بخطوات عملية ليس فقط بالكلام عن قمع الفساد وغيره، بدل السماح لأميركا باستثمارها"

واوضح أنه "لا يمكن للسياسيين اللبنانيين الاستمرار بعنادهم، غير مقتنعين بعدم إمكانية العودة إلى الوراء بعد هذه الثورة. ولم يعد بالإمكان خداع المعتصمين لإخراجهم من الشارع، لأنهم سيعودون حتما خلال ساعات معدودة وبطريقة أعنف". واكد أنه "يجب التجاوب مع مطالب الشعب، وعلى رئيس الجمهورية أن يتخذ الخطوات اللازمة في هذا السياق ويحث حلفاءه أيضا على ذلك".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o