Nov 19, 2019 4:25 PM
تحليل سياسي

"الثورة" تسدد الهدف الخامس في مرمى السلطة وتمنع انعقاد الجلسة
تمديد للجان وعدم تحديد موعد جديد وبري متشائم: الوضع خطير
عون: الاستشارات بعد الاتصالات... وبيت الوسط: تعاطوا بواقعية

المركزية- أسقطت الحكومة، منعت عقد الجلسة التشريعية الاولى، أجهضت تسمية الوزير السابق محمد الصفدي لترؤس الحكومة، حققت نصرا مُبينا في انتخابات نقابة المحامين واطاحت الجلسة التشريعية الثانية... والحبل عالجرار.

انها حصيلة 34 يوما من انجازات ثورة لبنان الجديد ضد السلطة السياسية التي لم تجد حتى اللحظة معبرا ينقذها من البئر الذي اوقعت نفسها فيه كما لا تجد مخرجا للازمة الحكومية، او على الارجح لا تريد، استنادا الى ما تظهره خارطة المواقف والممارسات من مكابرة ومعاندة. أضف ان المواجهة السياسية والاعلامية التي تصاعدت على نحو ملحوظ في الايام الاخيرة بين "تكتل لبنان القوي" وبيت الوسط رسمت سقوفاً تفاوضية صعبة حوّلت اطرافها أسرى اللارجوع عنها وسط انسداد افق المرونة في المواقف.

ثلثاء الغضب: فقد سدد الثوار هدفا جديدا في مرمى السلطة في "ثلثاء الغضب". وبعد ان حاصروا مداخل مجلس النواب كلّها، مانعين مواكب هؤلاء من الوصول الى ساحة النجمة، رفضا لاقرار قانون العفو العام الذي يعتبرونه مشبوها، دفعوا كتلا نيابية كثيرة (كالمستقبل واللقاء الديموقراطي والتكتل الوطني) كانت تنوي المشاركة في الجلسة التي دعا الرئيس نبيه بري اليها عند الحادية عشرة، الى العدول عن موقفها، ولم يصل الى البرلمان الا 5 نواب.

إرجاء الجلسة: فما كان من الامين العام للمجلس النيابي عدنان ضاهر الا ان خرج الى الاعلاميين تاليا البيان التالي "بعد ارجاء الجلسة بعد ساعتين من الانتظار في 19 تشرين الثاني 2019 موعد انتخاب اعضاء اللجان النيابية، لم يكتمل النصاب، وبعد التشاور بين اعضاء مكتب المجلس، صدر البيان التالي: ان هيئة مكتب مجلس النواب، بناء على احكام النظام الداخلي، وبما ان الظروف الاستثنائية الحاضرة، ولا سيما الامنية منها حالت دون انعقاد المجلس لاتمام عملية انتخاب اللجان، وبناء على سوابق اعتمدها المجلس النيابي، واستشارة قانونية من الدكتور إدمون رباط، الذي قضى باعتبار اللجان النيابية قائمة بجميع اعضائها، وفقا لقاعدة استمرارية المؤسسات حتى يتم انتخابها، تقرر:

1- اعتبار اللجان النيابية الحالية قائمة بجميع اعضائها الحاليين.

2- ابلاغ رؤساء ومقرري اللجان واعضائها مضمون هذا القرار".

لا للفراغ: وتعليقا، قال وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل "ما حصل اليوم هو اجتهاد دستوري للدكتور ادمون رباط، يوضح فيه ان عمل المؤسسات يستمر في الظروف التي تمنع إعادة تشكيلها، تحت عنوان الظروف القاهرة وعدم تعطيل عمل المؤسسات، وهذا الامر حصل في سوابق عام 1976 و1989، والقياس الدستوري هو الظرف الاستثنائي. هل يستطيع ان ينعقد المجلس ام لا. وقد دعي المجلس مرتين ولم تحصل انتخابات اللجان، وبالتالي لا يمكن تعطيل هذه المؤسسة". وردا على سؤال، قال: "لا يمكن القول ابدا اننا دخلنا في الفراغ السياسي، مجلس النواب مؤسسة دستورية قائمة بكل عناصرها المكتملة واذا كان هناك ظرف اليوم منع انعقاد هذه الجلسة، لكن المسألة لا علاقة لها بموضوع وجود المجلس او بقاء المجلس او استمراره كمؤسسة دستورية". وقال: "ان اللجان النيابية، ووفق القرار الذي صدر عن هيئة مكتب المجلس، بات بإمكانها ان تجتمع وتتابع عملها، ومن ضمنها لجنة المال والموازنة المحال اليها في شكل قانوني ودستوري مشروع موازنة 2020".

بري متشائم: وفي وقت أفيد ان الرئيس بري متشائم ويعتبر ان الوضع خطير جدا ونحن امام حائط مسدود في ما خصّ تشكيل الحكومة ولا تقدم في الاتصالات، كان حسن خليل قال لدى وصوله الى البرلمان، ان"لا جديد في موضوع تشكيل او تأليف الحكومة". واضاف "من حق المتظاهرين الاعتراض والاعتصام ولكن من حق النواب ايضا الوصول الى مجلس النواب من أجل إقرار القوانين لمكافحة الفساد وقانون استعادة الاموال المنهوبة".

عون والاستشارات: المراوحة السلبية سيدة الموقف تكليفاً وتأليفاً. ووسط هذه الاجواء، أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الذي استقبله في قصر بعبدا، انه يواصل جهوده واتصالاته لتشكيل حكومة جديدة يتوافر لها الغطاء السياسي اللازم وتضم ممثلين عن مختلف المكونات السياسية في البلاد ووزراء تكنوقراط من ذوي الاختصاص والكفاءة والسمعة الطيبة، اضافة الى ممثلين عن "الحراك الشعبي". وقال الرئيس عون انه سيحدد موعدا للاستشارات النيابية الملزمة، فور انتهاء المشاورات التي يجريها مع القيادات السياسية المعنية بتشكيل الحكومة، والتي تهدف الى ازالة العقبات امام هذا التشكيل وتسهيل مهمة الرئيس المكلف منعا لحصول فراغ حكومي في البلاد. وشدد عون خلال اللقاء الذي حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، على ان الاوضاع الاقتصادية والمالية قيد المراقبة وتتم معالجتها تدريجا، وآخر ما تحقق في هذا الاطار اعادة العمل الى المصارف بالتنسيق مع مصرف لبنان وبعد توفير الامن اللازم للعاملين فيها.

باب تحريك الوضع: من جانبها، شددت مصادر بيت الوسط على ضرورة التعاطي بواقعية مع الحراك الشعبي، واستغربت حال الانكار التي يعتمدها البعض. ودعت الى اعتماد الواقعية والتعاطي مع التحركات الشعبية على انها قوة على الارض لا يمكن تجاهلها ولفتت في هذا الاطار الى اهمية الاستشارات النيابية الملزمة لان الامور تتجه ماليا واقتصاديا الى مكان اصعب. وقالت مصادر بيت الوسط: الاستشارات النيابية هي الباب الوحيد الذي يؤدي الى تحريك الوضع السياسي والحكومي لأن الامور تتجه اقتصادياً ومالياً نحو ظروف اصعب واصعب. واوضحت المصادر للـ LBCI ان الحراك نجح بطريقة سلمية في تطويق المجلس النيابي ومنع النواب من الوصول الى المجلس مشيرة الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قام بواجبه واوجد المخرج لاستمرارية عمل اللجان النيابية لان هناك استحقاقات كبيرة تنتظر لبنان. الى ذلك لوحظ ان هناك بعض التدابير الامنية وليس تعزيزات امنية في محيط بيت الوسط وهي طبيعية وكانت تتخذ سابقا وهي عادية في ظروف مماثلة.

لبنان والـ1701: على صعيد آخر، اكد الرئيس عون لكوبيتش ان لبنان متمسك بتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، بالتعاون مع القوات الدولية لتطبيقه كاملا على رغم الخروقات الاسرائيلية المستمرة اضافة الى ادعاءات اسرائيل بوجود صواريخ موجهة نحو الاراضي المحتلة. وكان كوبيتش وضع عون في صورة اللقاءات التي عقدها خلال وجوده في واشنطن وتل ابيب وابو ظبي، تمهيدا للجلسة التي يعقدها مجلس الامن يوم الاثنين المقبل لمتابعة مسار تنفيذ القرار 1701. واكد ان الامم المتحدة تتابع عن كثب التطورات في لبنان، واعدا بنقل مواقف الرئيس عون الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتييريس واعضاء مجلس الامن في جلسته المقبلة.

تظاهرات ايران: اقليميا، أبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه العميق اليوم  من استخدام قوات الأمن الإيرانية الذخيرة الحية ضد المتظاهرين وحث السلطات على الحد من استخدام القوة لتفريق الاحتجاجات التي أطلقت شرارتها زيادة في أسعار الوقود. كما دعا المتحدث باسم المكتب روبرت كولفيل السلطات في إيران إلى إعادة خدمة الإنترنت المقطوعة منذ يوم السبت واحترام حق المتظاهرين في حرية التعبير والتجمع السلمي. وقال في إفادة بجنيف إن المكتب وصلته تقارير عن أن عدد القتلى في تظاهرات إيران بالعشرات، مضيفا أن حجم الضحايا "خطير للغاية على نحو واضح".

ثرواتهم في بيروت: الى ذلك، اعتبر الموفد الأميركي الخاص لشؤون إيران براين هوك، أن ما يحدث في إيران أكثر من تظاهرات اعتراضاً على أسعار الوقود. وقال في مقابلة تلفزيونية إن ما يحدث أكبر من احتجاجات على سعر الوقود، إنها تظاهرات على مستوى البلاد، وهي ضخمة، وتعني الشيء الكثير، وتتجاوز في حجمها تظاهرات 2017 و2018. وما يتظاهر الإيرانيون من أجله هو حياة أفضل. هم تعبوا من رؤية ثرواتهم تهدر في بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، ويريدون رؤية ثرواتهم مستثمرة في طرقات أفضل ومدارس أفضل واقتصاد أفضل".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o