تثبيت لبنانية مزارع شبعا اولوية قبل الشروع في ترسيـــم الحدود
اللجوء الى الامم المتحدة لفضّ النزاع واعتراف سوريا رسمياً ضرورة

المركزية- على مسامع وفد اميركي واممي وصل الى بيروت الجمعة الفائت، ضم نائب رئيس مؤسسة الأمم المتحدة بيتر ييو، واعضاء الكونغرس آدم كيزينجر، وفسنت كونزاليز، وكلاهما من لجنة الشؤون الخارجية، وتوم غرافيس من لجنة الاعتمادات، رفض رئيس الجمهورية ميشال عون جعل قسم من هضبة الجولان السورية المحتلة، الذي يضم اراضٍ لبنانية هي مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، تحت السيادة الإسرائيلية"، مشدداً على "ان من حق لبنان العمل على استعادة اراضيه التي تحتلها إسرائيل "بكل السبل المتاحة".

هذا الموقف الرسمي الذي اتى عقب اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالسيادة الاسرائيلية على الجولان،

اعاد تسليط الضوء على مسألة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وتحديد الهوية اللبنانية للمزارع رسمياً، خصوصاً في ظل تنامي المخاوف من ان يشمل القرار الاميركي الأراضي المحتلة في مزارع شبعا، والتي تعدها إسرائيل جزءاً من الجولان.

الخلاف اللبناني-السوري حول تحديد هوية المزارع نظراً إلى تداخل الأراضي بين البلدين وعدم ترسيمها بشكل رسمي، كان قبل تحرير الجنوب عام 2000، لكن بعد التحرير وانسحاب إسرائيل، خرجت سوريا لتعلن "لبنانية" مزارع شبعا، من غير ان يتم توثيق ذلك بصورة رسمية. وقال الرئيس بشار الأسد في كانون الثاني 2006، "ان مزارع شبعا لبنانية"، لكنه شدد على "ان ترسيم الحدود يكون بعد انسحاب إسرائيل من هذه المنطقة".

وفي السياق، شددت اوساط دبلوماسية عبر "المركزية" على "ضرورة عدم ترك هذا الملف في الادراج، بل التوجّه الى الامم المتحدة صاحبة الحق في فضّ نزاعات حدودية كهذه، كي تضغط على الحكومة السورية من اجل الاعتراف بلبنانية مزارع شبعا كخطوة اوّلية في تثبيت هويتها، فمتى توفّر هذا "الصكّ" القانوني بيد الحكومة اللبنانية تُصبح حجّتها لاستعادتها بشتّى الوسائل ذات مفعول اقوى، خصوصاً ان لبنان يملك الخرائط التي تثبّت ان المزارع اراضٍ لبنانية احتلها السوريون في خمسينات القرن الماضي".

وعن الهدف من التوجّه الى الامم المتحدة ما دامت العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا قائمة، اعتبرت الاوساط "ان العلاقات الدبلوماسية لا تكفي وحدها لمعالجة مسألة شائكة وحسّاسة كهذه، خصوصاً انها مترابطة مع اهداف استراتيجية لدولة ثالثة هي اسرائيل. من هنا، ضرورة ان تُبادر سوريا الى الاعتراف قولا وفعلا وعمليا باستقلال لبنان وسيادته على ارضه في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ليتم بعدها تثبيت حدود دولية بين البلدين ويتبعها اعتراف من قبل الامم المتحدة بلبنانية المزارع".

وشددت الاوساط على "اهمية ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا رسمياً تحت إشراف الامم المتحدة وذلك بعد إنجاز "معاملات" تثبيت هوية مزارع شبعا، والا عكس ذلك معناه استمرار تقلّب لبنان على وقع الازمة السورية وما يتفرّع عنها من قضايا في وقت يعتمد سياسية النأي بالنفس عن الصراع في سوريا".