Mar 21, 2019 3:06 PM
خاص

اتفاق استكهولم ينازع بعد رفض الحوثيين الخروج من الحديدة
تصلّب "الجماعة" انعكاس لرفض ايران التنازل عن "ورقة" اليمن

المركزية- كل المواقف والمستجدات الميدانية، توحي بأن "اتفاق استكهولم" لوقف التصعيد في محافظة الحديدة اليمنية، يعيش آخر أيامه.

فعلى وقع تأكيد محمد علي الحوثي، رئيس اللجان العليا للثورة، أن جماعته "لن تتخلى عن مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية، لافتا الى ان "الحوثيين لن يسمحوا للحكومة اليمنية بالسيطرة على ميناء الحديدة بالحيلة"، وقائلا إن الحوثيين وافقوا على سحب قواتهم لكنهم سيظلون "مسيطرين على المنطقة"، أعلنت الحكومة اليمنية "ان الحوثيين أعادوا إعلان الحرب في محافظة الحديدة"، معتبرة "التصريحات الأخيرة التي صدرت عن ميليشيات الحوثي بشأن التنصل من تنفيذ اتفاق الحديدة، بمثابة إعلان حرب" في المحافظة الواقعة غربي اليمن.

من جهته، قال السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، اليوم "إن أسلحة الحوثيين تهدد دول المنطقة واليمن"، مشدداً على حصر السلاح في يد الدولة فقط. وحمّل الحوثيين ايضا، مسؤولية تعثر تنفيذ اتفاق السلام الذي أبصر النور برعاية الأمم المتحدة، نهاية العام الماضي، مؤكداً ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية بحظر توريد السلاح لليمن. وقال السفير ماثيو تولر في مؤتمر صحافي من مدينة عدن الجنوبية، إن الولايات المتحدة تشعر "بإحباط بالغ" لما وصفها بمماطلات الحوثيين في تنفيذ الاتفاقات، مستطردا لم "نفقد الأمل" في إمكانية تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في محادثات كانون الأول الماضي.

واذ لفت الى ان بلاده تبذل كل الجهود الممكنة لإنهاء الصراع في اليمن، وانها حريصة على وحدة اليمن واستقراره، قال "لقاءاتنا هنا تبحث تعزيز التعاون في مختلف المجالات"، مشددا على أن الولايات المتحدة مستمرة في دعم الحكومة اليمنية، ومضيفاً: استراتيجيتنا هي العمل مع الحكومة لمواجهة الجماعات المتطرفة. وفيما أكد أن واشنطن تأمل في إعادة فتح سفارتها في صنعاء باعتبارها عاصمة البلاد، اعلن ان "وزير الخارجية الأميركي بومبيو سيصدر تصريحات بشأن أنشطة إيران ونياتنا تجاهها قبيل مغادرته المنطقة".

وفي وقت تذكّر بأن وزير الخارجية البريطانية جيرمي هانت، كان أجرى مع ممثلي طرفي النزاع اليمني محادثات في الاسابيع الماضية، في محاولة لحثهما على التنفيذ الفوري للتفاهم - وقد زار للغاية سلطنة عمان حيث التقى الحوثيين، ثم توجّه الى السعودية والإمارات للقاء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ومسؤولي البلدين- وقد مني مسعاه التوفيقي الهادف الى إنعاش اتفاق الحديدة، بالفشل، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان ايران، أكبر داعم للحوثيين مالا وسلاحا وذخيرة وخبراءَ عسكريين، تُبدي اليوم تصلّبا ازاء حلحلة الوضع في اليمن. وما تصرّف الحوثيين التصعيدي في البلاد، الا نتيجة مباشرة لهذا التصلب.

فبعد ان كانت وافقت اواخر العام الماضي على اتفاق استكهولم، يبدو تتجه اليوم الى نفض يدها منه، بسبب التطورات الاقليمية وأهمّها مضاعفة الضغوط الاميركية والدولية على الجمهورية الاسلامية في المنطقة، لا سيما في اعقاب مؤتمر وارسو الذي بحث في كيفية تطويق نفوذ طهران الاقليمي.

ووفق المصادر، وازاء موجة الاستهداف القادمة نحوها، لن تتنازل طهران عن اوراق قوّتها، ومنها الحوثيون ووجودهم "الاستراتيجي" في الحديدة، بسهولة، بل على العكس، حيث ستتمسك بهم اكثر لاستخدامهم لتحسين موقعها في المواجهة القائمة معها، خاصة وان انتشارهم في هذه النقطة تحديدا مزعج للخليجيين ولمصالح الغربيين تجاريا واقتصاديا وعسكريا ايضا...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o