Mar 20, 2019 3:35 PM
خاص

بعد الحكومة... مصير "التشاوري" معلّق على حبال طرابلس؟

المركزية- على غير ما توقعه رئيس الحكومة سعد الحريري، والرئيس فؤاد السنيورة واللواء أشرف ريفي، تلقى تيار المستقبل الضربة الانتخابية القاسية من المجتمع المدني الذي دفع يحيى مولود إلى تقديم أول طلب رسمي للترشح إلى الانتخابات الفرعية المزمع إجراؤها في طرابلس في 14 تيسان المقبل. عمليا، هذه الخطوة المتقدمة من جانب المجتمع المدني تشكل دفعا لـ "التيار الأزرق" إلى حلبة المنافسة، ويقطع الآمال التي بناها المتفائلون على عودة النائبة المبطلة نيابتها ديما جمالي (التي أعادها الحريري إلى المنافسة الانتخابية في محاولة لرد اعتبارها بعد قرار المجلس الدستوري)، من دون الحاجة إلى خوض المعركة، خصوصا أن سامر كبارة، ابن شقيق النائب محمد كبارة، الدائر في الفلك الأزرق، لم يخف يوما رغبته في خوض المنازلة الانتخابية ضد جمالي لحرمان "بيت الوسط" فوزا سهلا يأتيه على "طبق من... تزكية".

ولكن، إذا كانت مصالحة الحريري- ريفي، هدفا ثمينا سجله "المستقبليون" في مرمى الحلفاء والخصوم على السواء، فإن الغائب الأكبر عن الصورة يبقى اللقاء التشاوري السني، الذي يتمسك بسياسة التريث في اتخاذ القرار النهائي، مفضلا استنفاد مهلة تقديم الترشيحات، التي تنتهي في 29 آذار الجاري، ضمنا.

وتلفت مصادر مطلعة عبر "المركزية" إلى أن إذا كانت مشاركة طه ناجي (جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية) هي المعطى الأكيد الوحيد بالنسبة إلى معارضي الحريري، فإن احتمالات عزوفهم عن المشاركة في الانتخابات الفرعية ستحمل ارتدادات سلبية، من حيث ما يمكن اعتباره فشلا في تثبيت هويتهم السياسية في معقلهم السني الطرابلسي أولا، منبهة إلى أن هذا الخيار سيتيح لمن واجهوا اللقاء التشاوري على مدى مفاوضات تأليف الحكومة، التأكيد أن إنشاء هذا "التحالف السياسي" بين بعض النواب المحسوبين على حزب الله لم يهدف إلا إلى تعكير الجو التمثيلي الشعبي على الرئيس الحريري، وهو الذي ارتضى قانونا انتخابيا نسبيا مطعّما بنكهة أكثرية، فصّلته الضاحية على قياسها لتتيح تعددية سياسية في مختلف الطوائف، ما خلا الطائفة الشيعية، بدليل أن حزب الله خاض المواجهة "السنية" مع الحريري تزامنا مع  معركة مفتوحة مع الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط، لدفعه إلى المواجهة السياسية مع الوزير السابق طلال إرسلان، والميدانية مع رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، وقد نجح في ضم حليفيه السني والدرزي إلى الحكومة.

تبعا لهذه الصورة، يبدو السنة المحسوبون على فريق 8 آذار في وضع لا يحسدون عليه، بين الرغبة في خوض المعركة الفرعية لتثبيت جدية المشروع السياسي الذي عطلوا مسار التشكيل من أجله في إطار تصفية الحسابات السياسية مع الحريري وتياره، وعدم القدرة على ضمان الفوز في المعركة في مواجهة جمالي، مع ما ترتبه أي خسارة محتملة من نتائج على المستويين السياسي والشعبي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o