Feb 19, 2019 2:42 PM
خاص

بعد وارسو.. كوشنير يجول لتسويق "صفقة القرن"
اوروبا تردّ على التفرّد الاميركي باجتماع فـــي ايرلندا

المركزية- صحيح ان السلطة الفلسطينية غابت عن مؤتمر وارسو "لتعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط" الذي عُقد منتصف الاسبوع الفائت في العاصمة البولندية بسبب مشاركة إسرائيل فيه، الا ان القضية الفلسطينية وإثارتها من باب ما يُعرف بـ "صفقة القرن" شكّلت محور المناقشات الاساسية بين المشاركين انطلاقاً من ان لا سلام حقيقياً في الشرق الاوسط قبل وضع قطار هذه القضية على سكّة الحل.

وتعتزم الادارة الاميركية تسويق خطة الرئيس دونالد ترامب لتسوية القضية الفلسطينية بإيفاد صهر الرئيس ترامب جاريد كوشنير مستشاره الخاص في الملف الفلسطيني الى المنطقة قريباً في مهمة ترمي الى شرح مشروعه لخطة السلام الشامل في المنطقة لكسب تأييد اكبر عدد من القادة والزعماء العرب للخطة. وسيُجري كوشنير ومعه المبعوث الخاص جيسون غرينبلات اتصالات مع الدول التي شاركت في مؤتمر وارسو من اجل انتزاع موقف عربي موحّد تجاه خطة السلام المُقترحة.

ووافق الرئيس ترامب على الصيغة النهائية لخطة السلام التي قدمها كوشنير وتقع في 200 صفحة تحت عنوان ان "السلام لا يمكن ان يُفرض فرضاً على احد"، ما يعني انه يتوجّب على طرفي النزاع ان يستأنفا المفاوضات حول الخطة التي تتضمن اجزاءً يُرحب بها الفلسطينيون والاسرائيليون واخرى يعترضان عليها، وتقديم تنازلات متبادلة لان لا يمكن الوصول الى صيغة تسوية الا بتعاون الجميع وبرغبة مشتركة واكيدة بالوصول الى السلام.

ولا يبدو ان الطريق سالكة امام الحراك الاميركي بل تعترضها مطبّات عدة ابرزها الموقف الاوروبي، ولعل تخفيض مستوى المشاركة الاوروبية في اعمال مؤتمر وارسو الى ما دون وزير خارجية ابلغ رسالة الى وجود "انزعاج" من تفرّد الادارة الاميركية واستئثارها بقضايا استراتيجية منها القضية الفلسطينية، بعدما تبين ان هناك محاولات بُذلت لتقويض المؤتمر الذي دعت اليه فرنسا منذ عامين للسلام في الشرق الاوسط.

وتستضيف ايرلندا اجتماعاً تشاورياً مصغّراً يعقده عدد من وزراء الخارجية حول الشأن الفلسطيني ويشارك فيه ايضاً وزراء خارجية 6 دول، هي: فرنسا، فلسطين، الأردن، قبرص، السويد وإسبانيا، اضافةً الى الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الموجود في ايرلندا.

ويأتي الحراك الأوروبي الذي تقوده إيرلندا للتوصل إلى صيغة موحدة للتعامل مع "صفقة القرن"، ولبلورة إستراتيجية يتم من خلالها تسليط الضوء على الثوابت الوطنية الفلسطينية التي تسعى الإدارة الأميركية إلى تجاوزها، والذي بدا جلياً منذ إعلان إدارة ترامب عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، تبعها إجراء نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

وتوضح اوساط دبلوماسية لـ"المركزية" "ان الهدف من المؤتمر منح شعور للفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم وهم يحظون بدعم عربي واوروبي".

ويُبدي الجانب الاسرائيلي انزعاجه، لا بل استياءه من الخطوة الايرلندية، متّهماً ايّاها بالانحياز الى العرب والفلسطينيين. وهي تترقب ما قد يصدر عن المؤتمر لتبني على الشيء مقتضاه لجهة مصير العلاقة بين تل ابيب والدول الاوروبية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o