Apr 13, 2024 3:45 PM
تحليل سياسي

القوات وأدت الفتنة.. وميقاتي من بكركي: للتمسك بالدولة
جعجع لرئيس الحكومة عن النزوح: الحل بيدكم والخطط مضيعة للوقت
دريان للوحدة.. ترقب للرد الايراني وطهران تخطف سفينة اسرائيلية في هرمز!

المركزية- مع دفن شهيدها باسكال سليمان امس، دفنت القوات اللبنانية، عشية ذكرى 13 نيسان، كل محاولات أخذ لبنان الى مواجهات داخلية والى فتن أراد القَتلة ان تنجرّ معراب اليها. ذلك ان خطاب رئيس القوات سمير جعجع خلا من اي تصعيد او سقوف عالية وجاء متّزنا ومدروسا. الا ان القوات تؤكد انها تنتظر التحقيقات ونتائجها في جريمة اغتيال منسقها في منطقة جبيل، وانها تطلب رواية مقنعة ومنطقية ومحاسبةً للفاعلين العفليين، كما قال نائب جبيل والجمهورية القوية زياد الحواط في كلمته في مراسم وداع سليمان امس. 

ميقاتي في الصرح: وبينما حرّك قتلُ المسؤول القواتي المياه الراكدة في ملف النزوح السوري، وقد طالبت بكركي امس على لسان سيّدها، بتنظيمه، زار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اليوم الصرح حيث استقبله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. بعد اللقاء، قال ميقاتي: استمعت الى الهواجس الأمنية  السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عبر عنها صاحب الغبطة، وهي في اعتقادي بمكانها، وتوافقنا على ان الحل هو دائما بالدولة القوية والقادرة، وهذا هو المطلوب في الوقت الحاضر، كما ان بداية الحل تكون بانتخاب رئيس جديد  للجمهورية وتشكيل حكومة ومن بعدها البدء بعملية الإصلاح الشامل، وهذا ما أشار اليه صاحب الغبطة بالأمس خلال تشييع باسكال سليمان. هذه الجريمة مدانة بكل المقاييس. وتابع: العبرة التي يجب ان نستخلصها  من 13 نيسان هي عودة الجميع الى الدولة التي  هي قارب الإنقاذ الذي يجب على الجميع التمسك به. نسمع اليوم كلاما من هنا وهناك خلاصته رثاء الدولة علما ان هناك مثلا يقول"لا ترثي نفسك حتى لا يرثيك من حولك"... وردا على سؤال عن ازمة النازحين السوريين، أجاب: نحن نقوم بوضع حل لهذه الأزمة من خلال الاتصالات التي نقوم بها، والحل يبدأ باعتبار معظم المناطق في سوريا مناطق آمنة لنقوم بترحيل السوريين الذين قدموا الى لبنان تحت عنوان "لاجئين". عندما تصبح هناك مناطق أمنة في سوريا واعتراف دولي بهذا الموضوع، سيتم ترحيل معظم السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية الذين لا يؤدون اي عمل أو لا يكونون في لبنان تحت غطاء قانوني. من لديه إقامة وإجازة عمل ويعمل ضمن القانون فنحن نحترمه مثلما نحترم اي مواطن عربي اخر. أضاف: لا شيء يوحد اللبنانيين حاليا اكثر من موضوع النازحين، ومن خلال الاتصالات الدولية التي نقوم بها نسعى الى البدء بما يلزم في هذا الملف.

مضيعة للوقت: وسط هذه الاجواء، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في بيان: سمعت البارحة عن خطة يعدها الرئيس ميقاتي لحلّ مشكلة اللاجئين السوريين. بكل احترام، دولة الرئيس، هذه الخطط كلها مضيعة للوقت، فلبنان وفقا للقانون الدولي ليس بلد لجوء، وتطبيق القوانين على أرضه هو قرار سيادي ليس بحاجة للتباحث، لا مع المفوضية العليا للاجئين، ولا مع الجمعيات المنبثقة من الأمم المتحدة، ولا مع أي جمعيات دولية أخرى تعنى بالشأن الإنساني، فنحن معنيون بالشأن الإنساني والقانوني أقله على قدر عناية جميع هؤلاء به. دولة الرئيس، إن حل موضوع اللاجئين هو بيدكم وبيد حكومتكم، استنادا أقله الى التعاميم التي أصدرها تباعا وزير الداخلية بسام المولوي بهذا الخصوص، فإذا كنتم مصممين فعلا، دولة الرئيس، على حل هذه المشكلة، فقد حان الوقت، ولو متأخرا، بأن تتحمل الحكومة مسؤوليتها في هذا المجال، والحل بسيط جدا ويتمثّل بالتشدُّد في تطبيق التعاميم الصادرة عن وزير الداخلية على مستوى البلديات، وان يطلب وزير الدفاع موريس سليم من الإدارات العسكرية والأمنية ان تبدأ فورا بتطبيق هذه التعاميم. فإذا لم تقدم الحكومة على هكذا إجراء ومتابعته حتى تنفيذه كاملا، تكون مسؤولة تماماً عن الاضرار كلها التي تلحقها بلبنان واللبنانيين، حالة الفلتان السائدة في الوقت الحاضر تحت عنوان اللاجئين السوريين.

الظروف غير مؤاتية: في الغضون، وفي مقابل الاندفاعة الكنسية المارونية، وايضا السياسية، لحل ازمة النازحين، قال السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري: هناك مسألة عودة النازحين واللاجئين التي لا تزال مشكلة خطيرة ولم يتم حلها. نعلم بأن لبنان لم يعد قادراً على تحمل وجود هذا العدد الكبير منهم، لكن الظروف ليست مؤاتية بعد لكي يتم نقلهم إلى مكان آخر.  

لا خوف من الفتنة: بالعودة الى قضية سليمان، وفي وقت تزور النائبة ستريدا جعجع وزير الداخلية الاثنين، دعا النائب الحواط اليوم في حديث اذاعي "ما تبقى من دولة الى  أن "تضع إمكانياتها لحماية البلد"، معتبرا أن "الهاجس الأساسي ليس طائفيًا اليوم إنما أمني لذا لا خوف من الفتنة في البلد". ورأى أن "مقتل سليمان يجب أن يوقظ النفوس للابتعاد عن الأنانية وتكاتف الأفرقاء المسيحيين"، داعيًا التيار الوطني الحر إلى "الانسحاب من الحسابات الدكنجية الصغيرة". واكد ان  أن "المواجهة اليوم لن تكون ثأرية ولا طائفية إنما تكون بانتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق الدستور". وشدد على أن "من يحمي المكونات اللبنانية هي الدولة اللبنانية ولبنان ليس جناحًا لاحد ولن نقبل بأن يكون جناحا ايرانيا في هذه المنطقة"، مؤكدًا أن "المعركة مستمرة لضرب هذه الفكرة وهذه الايديولوجيا وهذا المشروع وليس لضرب الشيعة".

دريان للوحدة: ايضا، عاد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان من السعودية، وعلق على الحوادث المتنقلة في جبيل وبيت مري وبيصور وغيرها من المناطق بالقول "ثقتنا كبيرة بالجيش والقضاء العادل لكشف ملابسات ما جرى من قتل واعتداء في بعض المناطق" وحذر من "الانجرار وراء دعاة الفتنة"؛ مشددا  على "أهمية الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين"، وداعيا  الى "التنبه للمخاطر والمؤامرات التي يحيكها أعداء لبنان". تابع "استمرار الوضع الشاذ في عدم انتخاب رئيس للجمهورية ينبغي وضع حد له بمشاركة جميع المكونات اللبنانية لإعادة تكوين السلطة، ونخشى من فتنة سياسية يكون سببها الشغور الرئاسي". وفور وصوله اجرى دريان سلسلة اتصالات شملت البطريرك الراعي، رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس ميقاتي، وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وجرى البحث في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية.

الرد الايراني: على صعيد آخر، وفي وقت تترقب المنطقة بأسرها الردَ الايراني على الغارة الاسرائيلية على قنصلية طهران في المزة، وقد بات الاميركيون على علم بتوقيتها التقريبي وبطبيعة اهدافها، تكثر الاسئلة حول ما اذا كان حزب الله سينخرط في هذا الرد الى جانب اذرع ايران الاخرى، ام ان الجمهورية الاسلامية ستتولى الرد "وحيدة". في هذا الاطار، سُجل اليوم حدث بحري لافت حيث استولت قوات إيرانية على السفينة البرتغالية “MCS ARIES” في مضيق هرمز، وعلى متنها 20 بحرياً فلبينياً، وتحمل حاويات تجارية متجهة للهند، وفق المعلومات. واكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أنّ الحرس الثوري سيطر على سفينة "مرتبطة بإسرائيل"، متبنّية بوضوح العملية، واشار إعلام ايراني الى ان السفينة تديرها شركة ZODIAC المملوكة من رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفير، في حين قالت اذاعة الجيش الاسرائيلي: السفينة التي استولت عليها إيران بالقرب من هرمز مملوكة جزئياً لجهة إسرائيلية. واذ اعلن ان "إيران ستتحمّل عواقب اختيارها تصعيد الوضع"، اكد الجيش الاسرائيلي "اننا على أهبة الاستعداد وجاهزون لحماية إسرائيل من أي اعتداء إيراني وللرد".

لا تهديدات: وكان ميقاتي سئل "هل الصحيح  بان لبنان تلقى تهديدات بأنه سيدمر في حال شارك في الرد الايراني على اسرائيل"؟ فاجاب "لا تهديدات مباشرة، ولكن التهديدات التي تطلق  هي نوع من الحرب الاستباقية، لأنه في العمل  الحربي فان اهم  عنصر  هو المفاجاة. لم  يعد هناك من مفاجأة ، لا أعرف اذا كانت ستحصل ضربة، ولكن عنصر المفاجأة لأي ضربة لم يعد موجودا، وبالتالي ما قيل وما يقال هو من باب الردع الاستباقي".

غارات: على اي حال، وفي الميدان الجنوبي، ساد التوتر منذ صباح اليوم. اذ شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية بالصواريخ استهدفت مرتفعات عرمتى والريحان. لاحقا، افيد أن الطائرات الحربية الاسرائيلية شنت ثلاث غارات على عريض الريحان في منطقة جزين. وقال الجيش الاسرائيلي: استهدفنا مجمعاً عسكرياً موسعاً لـ"حزب الله" في جبل الريحان. واعلن ايضا "اننا قصفنا 4 أهداف لحزب الله في جنوب لبنان من بينها مبان عسكرية". وأفادت المعلومات بأن غارتين إسرائيليتين استهدفتا صباح اليوم، منطقة إقليم التفاح. ايضا، سجلت غارة للطيران الحربي الاسرائيلي على الطيبة وحي بئر المصليبات في خراج حولا. وافيد عن غارة على المنطقة بين راميا وبيت ليف في قضاء بنت جبيل، استهدفت منزلا من ثلاث طبقات دمر بالكامل.. في المقابل، اعلن حزب الله انه استهدف "موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة".

قائد عسكري ايطالي: ودائما على ضفة الواقع الحدودي المتوتر، يزور قائد قيادة عمليات القوات المشتركة الإيطالية (كوفي) الجنرال فرانشيسكو باولو فيليولو لبنان بين 21 و 23 نيسان الحالي. وقال فيليولو، في جلسة استماع في مجلس الشيوخ كجزء من فحص التقرير التحليلي عن المهام الدولية الجارية وعن حال تدخلات التعاون الإنمائي لدعم عمليات السلام والاستقرار، في إشارة إلى العام 2023، لغرض التمديد النسبي للعام 2024 لقوة التدخل التابعة لـ"اليونيفيل": "ما نحتاجه وجود قوات حفظ السلام في الميدان، لأن وجودهم في حد ذاته يشكل ضمانة"، بحسب موقع "ديكود 39" الإيطالي. وأشار فيليولو إلى اتخاذ الترتيبات اللازمة لحماية القوة، لافتا إلى أنه تحدث عدة مرات مع القائد الإسباني رئيس البعثة الجنرال أرولدو لازارو، وقال "قمنا بتحسين خطط الطوارئ للإخلاء السريع وهو من بين الاحتمالات". 

لا "بلديّة"؟: الى ذلك، يفترض ان تنتعش ابتداء من الاثنين ومع انتهاء عطلة عيد الفطر، الاتصالات على الخط السياسي الرئاسي. لكن في انتظار اي حركة جديدة محلية او دولية، كشفت معلومات صحافية اليوم عن دعوة مرتقبة لجلسة تشريعية قبل نهاية الشهر الجاري ستكون مخصصة للتمديد للبلديات.
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o