Apr 08, 2024 5:03 PM
تحليل سياسي

مخابرات الجيش تكشف خيوط خطف باسكال سليمان وتوقف سوريين
المخطوف بصحة جيدة وسيارته في طرابلس والقوات "ما بتقطع"‏
النزوح في لقاءات الرئيس القبرصي ومناشدة اممية لتجنب التصعيد

المركزية- مع أن خيوطاً وتفاصيل كثيرة متصلة بقضية خطف منسق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان عصر امس لاسيما لجهة مصيره والجهة الخاطفة، وهي مجموعة من السوريين بحسب بيانات قيادة الجيش، والمكان الذي اخطتف اليه والسيارات المستعملة، ما يؤشر الى امكان تحريره في وقت غير بعيد، بالاستناد الى افادات من اوقفتهم مخابرات الجيش من الضالعين في العملية، فإن ذلك لم يكفل إماطة اللثام عن "الفاعل الحقيقي المجهول" حتى الساعة ومن خطط وكلّف السوريين بالعملية، على أمل الكشف عنه سريعا. الا ان سيل التساؤلات لا يقف عند عتبة تحرير سليمان، إن حصل، بل يتعداه الى اثارة اشكالية اقفال عشرات الملفات من دون البحث عن الاسباب الحقيقية وراء كل خلل امني. فكيف يخطف المواطن جوزف صادر على طريق محكومة امنياً منذ سنوات ولا يعرف عنه شيئا ، وكيف يقتل لقمان سليم ولا تصل التحقيقات في منطقة معروفة طبيعة النفوذ الحزبي فيها ولا موقوف واحدا حتى اليوم؟ وما هو السبب الذي اطلق بموجبه قاتل الجندي الايرلندي من قوات اليونيفل، والسبب الذي لأجله لم تعلن حقيقة قتل المسؤول القواتي الياس الحصروني على رغم ما رصدته كاميرات المراقبة في المحلة؟ كل تلك الاسئلة تطرح عن اسباب التقصير في توقيف المرتكبين، لا لشيئ الا لأن عدم توقيف اي منهم فتح شهية كل راغب في العبث بالامن خطفا وقتلا وسرقة على تنفيذ جرائمه ما دام ليس من يسأل ولا من يحاسب.

وبعد، ومن دون التوقف عند الاسباب والاعتبارات، لا بد من الوقوف عند الحدث بحد ذاته. ذلك انه شكل خرقا امنيا بامتياز لمنطقة آمنة وهادئة من جبيل وعلى الطريق العام قبل ان مغيب الشمس، ما يدلّ الى ان الفاعلين الذين استخدموا السلاح على الارجح، لم يأبهوا للمؤسسات العسكرية والامنية ،بل استفادوا من اهتزاز الامن جنوبا لهزه في كل لبنان. 

الخطف يتصدر: تصدرت قضية خطف منسق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، الحدث السياسي والامني والشعبي اليوم. ومتابعة لقضيته، أعلنت قيادة الجيش في بيان صباحا أنّ "على أثر خطف المواطن سليمان تمكّنت مديرية المخابرات، بعد متابعة أمنية، من توقيف عدد من السوريين المشاركين في عملية الخطف، وتجري المتابعة لتحديد مكان المخطوف ودوافع العملية".وبعد الظهر، اعلن الجيش ان "متابَعةً لموضوع المخطوف باسكال سليمان، أوقفت مديرية المخابرات في الجيش ٣ سوريين إضافيين مشاركين في عملية الخطف، ويجري التحقيق معهم لكشف ملابسات العملية.

سرقة لا قتل: واشارت معطيات صحافية الى ان مخابرات الجيش عثرت في طرابلس على السيارة التي استخدمت من قبل خاطفي سليمان.  وكشفت التحقيقات الاولية ان اللوحة التي استخدمت على السيارة أجنبية، بينما السيّارة مسروقة. وواصلت مخابرات الجيش البحث عن شخص سوري ثالث متورّط في عمليّة الخطف، علماً أنّ المعلومات تؤكّد أنّ سليمان بصحة جيّدة ولا نيّة لإيذائه شخصيّاً، إذ أنّ التحقيقات تشير حتى الآن الى أنّ الخاطفين يشكّلون عصابة لسرقة السيّارات. وتابع وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي  التحقيقات وهو على تنسيق مستمر مع مخابرات الجيش. وقالت معلومات صحافية ان المخطوف سليمان أصبح داخل الأراضي السوريّة أو في منطقة قريبة من الحدود وقوّة من مخابرات الجيش تمركزت في عكار وتعمل على تحريره.

قطع طرق واضراب: في الاثناء، وللمطالبة بكشف مصير سليمان المخطوف منذ عصر أمس، اقفل اوتوستراد جبيل اليوم، وشلت الحركة في المدينة، تلبية لدعوة الى الاضراب وجهتها القوات اللبنانية.  وإلتزمت كل المحال التجارية في جبيل وضواحيها بالدعوة إلى الإقفال احتجاجا على الخطف.. اذ افيد عن تصعيد محتمل عند الخامسة في حال لم يحرر سليمان، كتب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط على منصة “اكس”: جبيل تلبي النداء وتعبّر عن حزنها واستنكارها وشجبها لاختطاف سليمان. كلنا صوت واحد وجبيل بكل مكوناتها وتلاوينها تدعو للإسراع في كشف الملابسات وإعادة سليمان إلى عائلته ومحبيه. وفي تصريح اعلامي قال الحواط" "ما زلنا مؤمنين بالدولة ومؤسساتها وعليها أن تثبت أنها قادرة على حماية المواطنين وإن لم تحمنا القوى الأمنية فلن نبقى مكتوفي الأيدي".

ما بتقطع: وتوالت اليوم التعليقات والمواقف المنددة بخطف سليمان، وقد نشر حزب "القوات اللبنانية" ورئيسه سمير جعجع على منصة "اكس"، صورة لمنسّق الحزب في قضاء جبيل، مع التعليق الآتي "ما بتِقطع".

قبرص ولبنان: على صعيد آخر، أكد رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي "حرص لبنان وقبرص على العلاقات التاريخية والاخوية بينهما، وسعيهما المشترك للحفاظ على امن الدولتين وشرق البحر المتوسط". وشددا على "اهمية ايجاد حل شامل ومستدام لأزمة النازحين السوريين وما تتركه من انعكاسات على دول المنطقة وفي مقدمها لبنان وقبرص". وبنتيجة المحادثات تم التوافق على ان تقوم قبرص بمسعى لدى الاتحاد الاوروبي لوضع "اطار عملي" مع لبنان على غرار ما حصل بين الاتحاد الاوروبي وكل من مصر وتونس، ومن شأن هذه الخطوة المرتقبة منح الحكومة اللبنانية المزيد من المساعدات الضرورية واعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة الى بلدهم.

حل نهائي: من جانبه،  اعرب الرئيس القبرصي عن اهمية الزيارة الأخوية التي يقوم بها على رأس وفد حكومي الى لبنان، مشددا على أن سياسة الجوار التي تعتمدها قبرص مع لبنان قائمة على الاخوة التي تربط العلاقات التاريخية بين  البلدين". وقال: "إن زيارتي للبنان هي الاولى بعد تولي رئاسة الجمهوربة، وتأتي في أعقاب التطورات الأخيرة الحاصلة من جراء الإعداد الكبيرة للنازحين والمهاجرين السوريين غير الشرعيين ، الذين ينطلقون من السواحل السورية او عبر الساحل اللبناني والمراكب غير الشرعية التي تنطلق من السواحل اللبنانية الى دولة قبرص". وقال الرئيس القبرصي: "إن قبرص تتفهم الاوضاع اللبنانية وحساسية الموضوع بالنسبة الى لبنان واهمية الحل النهائي والشامل لهذا الموضوع، عبر الضغط على الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية لاستيعابهم التحديات التي يواجهها لبنان، وفي الوقت نفسه نحن نتفهم موقف لبنان الرسمي بأن الحل النهائي لن يتم الا عبر عودتهم الى أراضيهم ، خصوصاً ان هناك مناطق معينة أصبحت آمنة في سوريا، وأكثرية النازحين هم نازحون  اقتصاديون وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية العمل لتمويل مشاريع إنمائية في سوريا وتحفيز عودتهم الى بلادهم لحل هذه الأزمة التي لا تضرب امن لبنان وقبرص فقط بل امن البحر المتوسط". كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الرئيس القبرصي والوفد المرافق بحضور سفيرة قبرص لدى لبنان والمولوي وحجل حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة إضافة الى العلاقات الثنائية بين لبنان وقبرص والقضايا ذات الإهتمام المشترك بين البلدين. كما عقد قائد الجيش العماد جوزيف عون اجتماعا مع نظيره القبرصي الجنرال جورج تسيتسيكوستاس، جرى خلاله البحث في التعاون الامني بين البلدين.

بعد الاعياد: رئاسيا، أعلن بري أن الملف الرئاسي سيتحرّك بعد الأعياد. وقال بري في حديث للصحافيين: "اللقاء مع الرئيس القبرصي كان جيداً وليس هناك عتب من قبرص على لبنان بل تعاون مثمر". الى ذلك، و بسبب الأوضاع الراهنة أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري إعتذاره عن عدم تقبل التهاني بعيد الفطر متمنياً للبنانيين عامة وللمسلمين خاصة فطراً مباركا.

فسحة امل: ليس بعيدا، اعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة الفطر ان "هناك فسحة أمل كبيرة في التوصل إلى حلول لأزماتنا، وفي مقدمتها أزمة  انتخاب رئيس للجمهورية، فانتخاب الرئيس هو المدماك الأساس لوضع لبنان على الطريق المستقيم، والإقلاع عن الاستفزاز والاستنزاف هو واجب الجميع، لتحقيق ما نصبو  إليه من انتخاب رئيس جامع، يحترم الدستور ويطبقه باحترافية، وينفذ اتفاق الطائف، وينقذ لبنان واللبنانيين مما هم فيه من معاناة". واشار الى انّ "الظواهر الإيجابية من مبادرات ومشاورات وطروحات التي نلمسها من بعض القوى السياسية، يعطينا أملًا وتفاؤلًا  بأنّ الفرصة متاحة أمام اللبنانيين لانتخاب رئيس. وهذا يتطلب مزيدًا من الجهد والمساعي الخيّرة. فالتعقّل ليس ضعفًا، ولا استسلامًا، بل هو حكمة ووعي لحفظ كيان البلد،  ولا يعني هذا أننا راضون عن تأخير الانتخاب، فالتأخير. أصبح عبئًا على الوطن والمواطن".

الجنوب: ميدانيا، أدت غارة إسرائيلية على قرية السلطانية فجرا،  إلى سقوط عناصر من "حزب الله" بينهم قياديّ ميدانيّ في "قوة الرضوان"،  وفق ما افاد مصدران امنيان رويترز. إلى ذلك، تمّ صباح اليوم قصف سهل مرجعيون بالمدفعية المركزة. وتعرضت أطراف ميس الجبل للقصف. واستهدفت غارة اسرائيلية جوية  حي المسلخ - فوق الشاليهات في بلدة الخيام. وترافقت الغارة مع قصف مدفعي استهدف المكان نفسه. في المقابل، اعلن حزب الله انه  شن "عند الساعة (01:45) من بعد ظهر يوم الاثنين 08-04-‌‏2024 هجوما جوياً بمسيرة انقضاضية على موقع رأس الناقورة البحري وأصابت هدفها ‏بدقة".

بيان مشترك: في الغضون، أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونِتسكا ورئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو في بيان مشترك، أن "ستة أشهر مرّت منذ بدء تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، وما زال مستمراً بلا هوادة، محدثًا خسائر فادحة طالت كلا الجانبين. تأثرت حياة الآلاف من الأشخاص بشكل كبير، وفقد عشرات المدنيين أرواحهم بشكل مأسوي، بينما فقد كثر آخرون منازلهم وسبل عيشهم وأي شعور باليقين بالمستقبل". واعتبر البيان أن "الدورة المتواصلة من الضربات والضربات المضادة في خرق لوقف الأعمال العدائية تشكل أخطر انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 منذ اعتماده في العام 2006"، مشيرا إلى أن "التوسّع التدريجي في نطاق وحجم المواجهات إلى ما وراء الخط الأزرق يزيد بشكل كبير من مخاطر سوء التقدير ويؤدي إلى مزيدٍ من التدهور في الوضع الذي هو أصلاً مثير للقلق". وشدد على أن "العنف والمعاناة استمرّا لوقت طويل جدًا، ويجب أن يتوقّفا. إننا نناشد كل الأطراف بشكلٍ عاجل إعادة التزام وقف الأعمال العدائية في إطار القرار 1701 والاستفادة من كل السبل لتجنّب المزيد من التصعيد، بينما ما زال هناك مجال للجهود الديبلوماسية".وأوضح أن "من الضروري أيضًا التركيز من جديد على الهدف الشامل المتمثل في وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حلّ طويل الأمد للنزاع"، لافتا إلى أن "العملية السياسية، التي ترتكز على التنفيذ الكامل للقرار 1701، التي تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاع وضمان الاستقرار على المدى الطويل، باتت ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى. وإنّ الأمم المتحدة مستعدة بالكامل لدعم تلك الجهود".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o