Feb 20, 2018 2:44 PM
خاص

نتنياهو يرفع السقف ضد ايران وحزب الله.. للتغطية على "فساده"! إحراجه لإخراجه تماشياً مع مساعي "إحـــــــلال السلام"؟

المركزية- عادت تهم الفساد لتلاحق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، مجددا، بعد ان فارقه "طيفها" لبرهة. ففيما أوصت الشرطة الإسرائيلية منذ نحو أسبوع، بإدانة نتنياهو بتهم تلقي الرشى والاحتيال وخيانة الأمانة في ملفي التحقيق "1000" و"2000"، وذلك بعد ان حققت على مدى أكثر من سنة مع نتنياهو ومقربين منه ومنهم زوجته، اعتقلت الشرطة أمس خمسة مسؤولين كبار - بعضهم مقرب من نتنياهو- في قضية فساد ثالثة جديدة تتعلق هذه المرة، بتقديم رئيس الوزراء تسهيلات لمالكي شركة الاتصالات الإسرائيلية "بيزك" مقابل مكاسب إعلامية. وتم تحويل الملف للتحقيق في الشرطة بعد تحقيقات أجرتها سوق الأوراق المالية وتحمل شبهات بتهم فساد.

وتفيد المعلومات الأولية بأن الملف الجديد يحمل رقم 4000 ويتعلق بتقديم نتنياهو تسهيلات مالية لأصحاب هذه الشركة، مقابل انحياز الخط التحريري لموقع "ويلا" الإخباري التابع لمالكي الشركة لصالح نتنياهو عندما احتفظ الأخير بحقيبة الاتصالات إلى جانب كونه رئيسا للوزراء.

وفي وقت تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب الجمعة، مطالبين باستقالة نتنياهو، أوضحت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" أن الموجة التي ترتفع في وجه المسؤول العبري اليوم، لا يمكن عزلها عن التطورات المتسارعة اقليميا ودوليا، كما ستكون لها ارتداداتها على القرارات الاسرائيلية في المرحلة المقبلة.

ففي رأي المصادر، سيحاول نتنياهو للتغطية عن التهم الموجهة اليه، اللعبَ على "وتر" الخطر الايراني الذي يتهدد دولته، علّه يتمكن هكذا من رفع مستوى الاستنفار الداخلي وإعادة كسب الرأي العام الاسرائيلي، الى جانبه. وفي هذه الخانة، يمكن إدراج التحذيرات التي يوجهها الى "الجمهورية الاسلامية"، وكان آخرها في ميونيخ حيث قال الأحد إن "إسرائيل ستتحرك ضد إيران وليس ضد وكلائها فحسب في الشرق الأوسط إذا لزم الأمر"، مؤكدا مرة أخرى أن "طهران تمثل أكبر تهديد للعالم"، مشيرا، وهو يلوح بقطعة قال إنها لطائرة إيرانية بدون طيار دخلت المجال الجوي الإسرائيلي هذا الشهر، الى ان "إسرائيل لن تسمح للنظام بلف حبل الإرهاب حول عنقها".

في الموازاة، تصعّد حكومته ايضا لهجتها ضد حزب الله خصوصا ولبنان عموما، حيث اعلنت إسرائيل أمس "انها ستعتبر لبنان مسؤولا عن أي اعتداء تتعرض له من قبل حزب الله".

لكن هذه المواقف كلّها، تطلق للاستهلاك الداخلي الشعبي لا أكثر، بحسب المصادر. ففيما لا إجماع اسرائيليا أصلا على اي قرار بالحرب والمواجهة، أبلغ الاميركيون نتنياهو صراحة ان امن واستقرار لبنان خط أحمر، وأكد مساعدُ وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، للمسؤولين الاسرائيليين الذين التقاهم في تل ابيب في الساعات الماضية، ان بلاده عازمة على حل النزاع النفطي بين لبنان والكيان العبري، عبر الوسائل الدبلوماسية التفاوضية، على ان يكون الاتفاق مرضيا للطرفين وغير منحاز لأي طرف.

وفي خلفية المشهد الاسرائيلي هذا، تقول المصادر ان الاصرار الاميركي على ايجاد تسوية للنزاع الفلسطيني – الاسرائيلي، حاضر بلا شك. وفي رأيها، عدم تجاوب نتنياهو مع مساعي واشنطن وتعاطيه بتصلّب مع وساطاتها، قد يتطلب إبعاده من الصورة، لتسهيل سير عربة التسوية المنشودة، قدما.

فهل يكون اتهامه بالفساد والمباشرة في محاكمته، مقدمة لإخراجه من السلطة وإدخال طرف جديد أكثر ليونة وتعاونا مع مساعي ارساء السلام في الشرق الأوسط؟ تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o