Feb 17, 2018 1:40 PM
خاص

"أميركا تحاول التوفيق بين استقرار لبنان ومعضلة "حزب الله" طبارة: واشنطن ملزمة بمراعاة مطالب بيروت تجنباً للتصعيد

المركزية- خصص وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون خمس ساعات من جولته الشرق أوسطية لزيارة لبنان. زيارة وان كانت قصيرة إلا أنها محطة مهمة على أجندة رأس الدبلوماسية الاميركية، الذي ترفع إدارته شعار المواجهة مع "حزب الله" من جهة، والحفاظ على استقرار لبنان من جهة أخرى. العنوان الرئيسي لزيارة الامس، يتمحور حول النزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل، من جديد تدخل واشنطن على خط المفاوضات بين البلدين، فبعد أن سقط "اقتراح هوف" عام 2012، ومع ارتفاع لهجة التهديدات الاسرائيلية تجاه لبنان، جاء مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد في زيارة تمهيدية لزيارة تيليرسون، كان موقف لبنان خلالها حاسما لجهة التمسك بحقوقه وسيادته. فعلى ماذا يقوم العرض الاميركي؟ والى أي مدى يمكن اعتبار واشنطن وسيطا نزيها يمكن أن يراعي المصلحة اللبنانية على حساب حليفتها اسرائيل؟ وكيف يمكن تفسير التناقض في تصريحات تيلرسون حول "حزب الله" بين عمان وبيروت؟

سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أشار عبر "المركزية" الى أن "الولايات المتحدة الاميركية تحاول العودة الى المنطقة باستراتيجية جديدة أكثر انخراطا تقوم على التمسك بمصالحها ومناطق نفوذها التي ليس لبنان بعيدا عنها"، مضيفا أن "هدف اميركا في لبنان الاستقرار كما كل القوى الغربية لكن لكل دولة مصلحة معينة، والمصلحة الاميركية تقوم على التصدي لـ"حزب الله"، لكن تواجهها معضلة كونه جزءا لا يتجزأ من التركيبة السياسية والاجتماعية اللبنانية".

وقال إن "الموقف الاميركي يقوم على الطلب من اسرائيل وقف بناء الجدار الى حين ترسيم الحدود البرية بشكل نهائي مع لبنان. أما بحرا فالعرض الاميركي يتعارض مع الموقف اللبناني، اذا أميركا تسعى الى  تقسيم الرقعة البحرية المتنازع عليها والبالغة 860 كم بين البلدين، الامر الذي يرفضه لبنان".

وأضاف أن "واشنطن متحيزة لاسرائيل بطبيعة الحال، لكن لبنان يملك أوراق قوة، كالدعم الاوروبي، فضلا عن أن المصلحة الاميركية باستقرار لبنان ستفرض على المسؤولين الاميركيين مراعاة مطالب الحكومة اللبنانية تفاديا لوقوع مواجهة مباشرة قد تهدد المنطقة التي بدأت تتحضر للتسويات، والدليل موقف "التريث" الذي اعتمدته أميركا بشأن بناء الجدار الحدودي".

واعتبر أن "تصريحات تيلرسون في الاردن عن "حزب الله" قد أسيء فهمها، فالمقصود هو أن أميركا لا  تسعى لخلق مواجهة في الداخل اللبناني مع "حزب الله" قد تهدد الاستقرار، لذلك قال إن الحزب جزء من العملية السياسية في لبنان، لكن هذا لا يعني أنه لم يعد معضلة ومنظمة إرهابية بجناحيه السياسي والعسكري بالنسبة إليهم".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o