Feb 16, 2018 3:14 PM
خاص

زيارة تيلــرسون جرس إنذار لصون المظلة الدوليـة "الصيفي": التحدي الانتخابي ترجمة خطاب سامي الجميل

المركزية- إذا كانت المعارضة قد غابت تماما عن احتفالية 14 شباط، بفعل طبيعة علاقاتها المتوترة مع أركان الحكم والحكومة، فإن هذا لا ينفي أنها تراقب بدقة المشهد السياسي في البلد، على مسافة أقل من 3 شهور من الانتخابات النيابية التي يستعد لها فريقا المعارضة والموالاة، بكثير من التروي في التخطيط، على وقع النسبية والصوت التفضيلي اللذين يفرضهما القانون الجديد.

وفي وقت أطلق رئيس الحكومة سعد الحريري في احتفالية البيال (التي يعتبر كثيرون أنها هدفت أولا إلى شد العصب الأزرق قبيل استحقاق أيار) سهاما قوية في اتجاه الحلفاء والخصوم، في مواقف متقدمة تأتي في خضم الاختلافات مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الذي لم يجد ممثله الوزير السابق آلان حكيم مكانا له في البيال، تفضل الصيفي التركيز على الجانب السياسي لعمل الرئيس الحريري وحكومته، معتبرة أن هجومه يصب في إطار حقه في الدفاع عن نفسه في إطار معادلة سياسية أرساها معسكرا الموالين والمعارضين. غير أنها لا تزال تطالبه بخطوات واضحة ضمن سياسات عامة، ردا على ملاحظات المعارضة، من دون أن تفوتها الاشارة إلى أهمية المحافظة على المظلة الدولية التي تحمي لبنان، والتي لا يمكن فصلها عن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى بيروت.  

وفي إطار التعليق على رحلة تيلرسون القصيرة وما شابها من "انتكاسات" ذات طابع بروتوكولي، اعتبرت مصادر كتائبية رفيعة عبر "المركزية" أن "زيارة تيلرسون أتت لتؤكد أن المظلة الدولية التي تحمي لبنان، تتطلب بعض المستلزمات، علما أن بدا أن الوزير الأميركي لم يزر وزارة الخارجية للمرة الثانية، وأن هناك إرادة أميركية لترتيب موضوع الحدود نهائيا مع لبنان، خصوصا أن اسرائيل لن توفر سبيلا لتقويض المصالح اللبنانية، وهذا مؤشر إلى أن المشهد العام لا يبشر بالخير، وهذا يعني أن على اللبنانيين التفكير مليا واعادة اختراع ديبلوماسية لبنانية ذكية ووازنة تحفظ المصالح اللبنانية وتحشد الدعم الدولي لها، إضافة إلى إبعاد لبنان عن سياسة المحاور، لأنه لا يتمتع اليوم باستقلاله السياسي، بفعل وصاية السلاح.

وفي وقت أعاد الحريري في خطاب البيال التشديد على تمسكه غير القابل للنقاش بسياسة النأي بالنفس، مؤكدا أن القرار في شأنها ليس مجرد حبر على ورق، أشارت المصادر إلى أن "المطلوب من رئيس الحكومة ليس الاكتفاء بالعناوين العريضة، بل إرساء التوازنات القادرة على تأمين الوصول إلى هذه الأهداف، وعلى رأسها الاستقرار".

على خط آخر، وفي غياب أشرس معارضيه، انتقد رئيس الحكومة من سماهم "أصدقاء" باتوا اليوم يزايدون عليه في ما يخص تسليم البلد إلى حزب الله والدائرين في فلكه، في موقف اعتبر ردا على الرفض الكتائبي للتسوية الرئاسية، معطوفا على النهج المعارض الذي تعتمده الكتائب في مواجهة حكومة الحريري، وما سببه من سجالات عنيفة بين النائب سامي الجميل والرئيس الحريري شهدت عليها القاعة العامة في مجلس النواب. وفي هذا السياق ، بدت المصادر ايجابية، فأشارت إلى أن "من حق الحريري أن يدافع عن نفسه من خلال السياسات العامة لرد اتهامات المعارضة، ونحن في موقع أن نسألهم: هل وضعوا استراتيجية دفاعية؟ هل من خارطة طريق لعودة حزب الله من سوريا. أين كانت الحكومة عندما غزا انضباط حزب الله شوارع الضاحية ردا على اشتباك كلامي بين الرئيس بري والوزير باسيل، وهذا دليل إلى هشاشة التسوية التي تثبت أنها مجرد صفقة سياسية".

وشددت على أن "الكتائب تتكلم اليوم باسم ضمير الناس. لا نعتبر أن هناك مشكلة شخصية مع الرئيس سعد الحريري، ولا نقبل أن يصبح الاختلاف السياسي شخصيا، وهناك اتصالات بين الطرفين، لكن التقارب معنا، قد يعتبره البعض محرجا لهم، فيما نحن دفعنا ثمنا غاليا جدا لهذا الخطاب، خصوصا أن الناس ما عادوا يقبلون بأقل من الانجازات".

انتخابياً، تلتقي الصيفي مع كل القوى في الاستعداد لاستحقاق 6 أيار غير أنها لا تزال مصرة على خوض غمار المنازلات من منطلق تموضعها المعارض ما يقلل فرص إقامة تحالفات مع بعض "قوى السلطة الحاضرة بقوة في عدد من المناطق التي تسجل فيها الكتائب حضورا مهما، كالمتن وكسروان وجبيل. غير أن المصادر الكتائبية تؤكد أن على رغم حسم أسماء معدودة (في وقت يعتبر كثيرون أن ترشيحي النائبين سامي ونديم الجميل بديهيان)، فإن كل الخيارات مفتوحة، مشيرة إلى أن "الدينامية التي نعمل على أساسها مستوحاة من خطاب النائب سامي الجميل الأخير في حفل إطلاق الماكينة الانتخابية، والتحدي يكمن في أن نعكس سطور هذا الخطاب في الخيارات والترشيحات الانتخابية، خصوصا أننا لا نستطيع الابتعاد عن هذا الخط ، وإن كنا نلحظ بعض الخصوصيات، لكن هذا لا يتيح لنا التخلي عن كل ما بنيناه من أجل مقعد نيابي، ونحن متأكدون ان سيكون لنا حضور وازن في المجلس المقبل".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o