Feb 16, 2018 6:47 AM
صحف

قصّة الدقائق الخمس التي امضاها تيلرسون "وحيداً" في بعبد!

حلّ وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون أمس ضيفاً "وسيطاً" في بيروت، داعياً إلى حلّ تسووي للنزاع الحدودي مع إسرائيل وداعماً للبنان ومؤسساته الشرعية وللمؤتمرات الدولية الرامية إلى تعزيز قدراته عسكرياً وتنموياً واقتصادياً، ليحمل بذلك "رسالة" من واشنطن تؤكد على الشراكة "الاستراتيجية" بين البلدين في مواجهة التحديات والنزاعات المحتدمة في المنطق.

غير ان زيارة الضيف الاميركي السريعة الى لبنان إتّسمت بالالتباس بروتوكولياً، من خلال ما جرى في القصر الجمهوري بعد وصوله، حيث انتظر نحو 5 دقائق وحيداً في صالون القصر قبل ان يدخل نظيره جبران باسيل أولاً ويصافحه من دون التقاط صورة تذكارية معه، ثم يدخل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وبحسب صحيفة "الجمهورية" ان اختلافاً في الترتيب رافق زياة تيلرسون، بحيث اصرّت وزارة الخارجية على ان يزور مقرها في قصر بسترس ويجتمع مع باسيل، جرياً على عادة كل زيارات وزراء الخارجية الى لبنان. الّا انّ الجانب الاميركي اعتذر أثناء تحضير الزيارة نظراً لضيق الوقت، ما أدى الى انزعاج تُرجم من خلال ما جرى في القصر الجمهوري، حيث انّ تيلرسون انتظر نحو 5 دقائق وحيداً في صالون القصر قبل ان يدخل باسيل أولاً ويصافحه من دون التقاط صورة تذكارية معه، ثم يدخل رئيس الجمهورية ويحرص على إجلاس باسيل الى يمينه ويستعيض عن الاجتماع الثنائي بلقاء موسّع حضره مسؤولون وديبلوماسيون وأمنيون من دون ان يكون بينهم قائد الجيش العماد جوزف عون، قائد رئيس المؤسسة التي تحتضنها اميركا وتدعمها. وقد توقف الجانب الاميركي عند هذا الغياب.

ما اللقاء الذي انعقد على هامش اجتماع قصر بعبدا بين تيلرسون وباسيل سوى «جبران خاطر»، ولم يصدر نتيجة الاجتماع بيان رئاسي او تصريح من الوزير الاميركي.

ولفتت مصادر سياسية عبر "الجمهورية" الى «انّ الاجتماع في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وتيلرسون، والذي كان محدداً بـ 20 دقيقة، دام ساعة ونصف». وقالت: «انّ هذا الامر يُسقط ذريعة «ضيق الوقت» التي شهرها الجانب الاميركي لكي لا يزور وزارة الخارجية».

وذكّرت بأنّ الوزير الاميركي «كان زار قبل وصوله الى لبنان كلّاً من مصر والاردن، واجتمع هناك بوزيري خارجية البلدين وعقد معهما مؤتمرين صحافيين». وسألت: «لماذا استثناء وزارة خارجية لبنان من هذه القاعدة الديبلوماسية الطبيعية؟».

واعتبرت مصادر مواكبة للزيارة ولتطوّر العلاقات الثنائية هذا الامر «موقفاً سياسياً لباسيل يتكرر للمرة الثانية، إذ انّ الوزير كيري تصرّف كذلك حين زار لبنان في الـ2014 ما حَدا بباسيل آنذاك كما اليوم الى عدم استقبالهما في مطار بيروت».

وعلى رغم ذلك، أبدَت مصادر اميركية امتعاضها من «الاشكال البروتوكولي مع وزير الخارجية الاميركي، الذي هو في تراتبية الحكم في واشنطن بمثابة الوزير الاول».

لكن هذا لم يمنع تيلرسون، بعد محادثاته مع عون وبري ورئيس الحكومة سعد الحريري، من ان يطلب من مساعده ديفيد ساترفيلد البقاء في لبنان لمتابعة المفاوضات في شأن عدد من الملفات، وأبرزها الحدود الاسرائيلية المتنازَع حولها بين حدود الهدنة والخط الازرق.

من جهتها، اشارت "الاخبار" الى "ان الاتصالات لم تهدأ بعد مغادرة الوفد الأميركي بيروت. البعض لام السفيرة الأميركية على سوء التنسيق مع البروتوكول اللبناني. كان جواب السفارة أن ما حصل في القصر الجمهوري هو عيّنة صغيرة لما يحصل يومياً في وزارة الخارجية مع معظم الضيوف والسفراء. حتى إن السفيرة ريتشارد قررت في الآونة الأخيرة أن لا تزور قصر بسترس إلا بطلب رسمي من وزارة الخارجية اللبنانية أو بطلب من بلادها.

ما هي خلفية ما قام به رئيس الجمهورية؟ قال أحد المستشارين إن عون عندما شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول الماضي، أبدى انزعاجه من «الإشكالات» التي رافقت الاستقبال الذي يقيمه الرئيس الأميركي على شرف الرؤساء المشاركين في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي تغيّب عنه عون حينذاك «لارتباطه بلقاء مع أبناء الجالية اللبنانية في نيويورك». البعض الآخر وضع السلوك الرئاسي في خانة الاحتجاج على عدم توجيه دعوة رسمية أميركية إلى عون لزيارة الولايات المتحدة. أما المصادر الرسمية، فتضع الأمر في خانة الـ«عادي»: «وصل تيلرسون إلى القصر قبل موعده، ووزير الخارجية جبران باسيل «علق في زحمة سير»، والرئيس دخل القاعة في الموعد تماماً».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o