Feb 13, 2018 8:21 AM
صحف

موقف لبناني واحد: لن نتنازل عن شبر ارض

 

 

نشط المسؤولون اللبنانيون على أكثر من خط لمواجهة التعديات الإسرائيلية، البرية منها والبحرية، وتوحيد ‏الموقف قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون التي كان قد سبقها ومهّد لها مساعده لشؤون الشرق ‏الأوسط ديفيد ساترفيلد، في محاولة منه لمنع أي مواجهة بين بيروت وتل أبيب بسبب الخلاف على ترسيم الحدود ‏بينهما.‎‎

وكان "الجدار الفاصل" الذي بدأت إسرائيل في تشييده الأسبوع الماضي في رأس الناقورة عند الحدود الجنوبية ‏و"البلوك النفطي رقم 9" الذي تدّعي امتلاكه، محور بحث الاجتماع الذي جمع أمس رؤساء الجمهورية ميشال ‏عون والحكومة سعد الحريري ومجلس النواب نبيه بري في قصر بعبدا. وكان سبقه صباحاً في الناقورة اجتماع ‏ثلاثي "لبناني - أممي - إسرائيلي" في حضور قائد "يونيفيل" الجنرال مايكل بيري، مندوب لبنان الجديد العميد ‏خضر حمّود، إضافة إلى المندوب الإسرائيلي، للبحث في الموضوع نفسه.

ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" عن مصادر مطّلعة على "اللقاء الرئاسي" اشارتها الى "ان القرار اللبناني هو التمسّك بحدوده البرية والبحرية مع الانفتاح ‏على الوساطة الأميركية التي ترتكز على الحدود البحرية (حقول النفط والغاز) بالتحديد، التي كان قد بدأها ساترفيلد ‏ويستكملها تيلرسون". وأوضحت لـ"الشرق الأوسط" أن "الاقتراح الأميركي هو شبيه بما يعرف بـ(خط هوف) ‏الذي كان قدّمه السفير فريدريك هوف في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ويقضي بخسارة لبنان 310 ‏كيلومترات مربعة من أصل 860 كيلومتراً من المنطقة الاقتصادية التي تدّعي إسرائيل امتلاكها، الأمر الذي ‏يرفضه لبنان الذي وقّع عقود تلزيم النفط، من دون أن يعني ذلك إقفال الباب على التفاوض أو على الوساطة ‏الأميركية، وهو ما سيبلغه المسؤولون اللبنانيون إلى المسؤول الأميركي خلال زيارته إلى لبنان المتوقعة يوم ‏الخميس المقبل، وسيبنى القرار اللبناني النهائي على ما يحمله تيلرسون".

أما فيما يتعلق بالجدار الفاصل، فأكدت المصادر أن "الموقف اللبناني محسوم بشأنه وغير قابل للجدل برفض ‏التنازل عن شبر من أرضه في مواجهة التعنّت الإسرائيلي للمضي قدماً في بنائه، وهذا ما أبلغه لبنان إلى إسرائيل ‏عبر الأمم المتحدة في اجتماع الناقورة أمس".

من جهتها، افادت "الحياة" "ان الرؤساء الثلاثة استعرضوا أمس في قصر بعبدا المواضيع التي سيطرحونها في لقاءاتهم مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، وأبرزها التهديدات الإسرائيلية للبنان، ومنها ادعاء تل أبيب ملكيتها بلوك9 النفطي، إضافة إلى مطالبته بالضغط عليها لترسيم الحدود بين البلدين، وتحديداً في النقاط المتنازع عليها والتي تعود ملكيتها إلى لبنان"، لافتةً الى "ان الوفد الإسرائيلي لا يزال يرفض طلب لبنان إزالة تحفظاته عن هذه النقاط والتي لا بد أن تكون مشمولة بترسيم الحدود الدولية بين الدولتين، لضمان إعادتها إلى السيادة اللبنانية.

بدورها، أبلغت مصادر معنية "النهار" أن لقاء الرؤساء ليس عودة لمشهد الترويكا الرئاسية ‏في القصر الجمهوري، خصوصا بعدما أنجزت من الاجتماع الاول المصالحة الداخلية وتصفية النقاط التي كانت ‏عالقة. وأفادت ان الاجتماع الذي شارك في جانب منه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبرهيم واستدعي اليه ‏ايضاً منسق الحكومة اللبنانية لدى القوة الدولية العميد مالك شمص، جاء بعد لقاء مفصلي للّجنة العسكرية الثلاثية ‏في الناقورة صباحاً، طُرح فيه موقف لبنان الرافض لإقامة اسرائيل الجدار الإسمنتي قبل معالجة التحفُّظ اللبناني ‏عن النقاط الـ13 على "الخط الأزرق"، المعروف بخط الانسحاب وليس بحدود دولية. والموقف الرسمي اللبناني ‏تظهّر، أكان في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع أم في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة التي انعقدت في بعبدا، بأن ‏لبنان سيدافع عن ارضه وحقوقه في البر والبحر.

وجاء في معلومات مصادر مطلعة على المشاورات الرئاسية، أن ساترفيلد نقل عرضاً في شأن الخط البحري، هو ‏العودة الى الحدود التي كان اقترحها المنسق الاميركي السابق الخاص بشؤون الشرق الأوسط فريدريك هوف، ‏والمعروفة بـ"خط هوف". ومعلوم أن لبنان رفض في السابق هذا الخط الذي يطالب الأميركيون بجواب لبناني عنه ‏اليوم، مما استدعى عقد الاجتماع الرئاسي والتشاور لاتخاذ الموقف الموحد، وخصوصاً قبل وصول تيلرسون.

وفهم أن اقتراحات عدة طرحت في الاجتماع الرئاسي وأعدت لكل منها أجوبة بين القبول بالعرض الاميركي أو ‏عدمه، وما البديل من عدم السير به، وكيفية مواصلة التفاوض، ومصير "الخط الأزرق"، وغيرها من النقاط ‏العالقة والمتشابكة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o