May 10, 2024 12:25 PM
خاص

هل تضحي ايران بوجودها في سوريا ام بالاتفاق النووي؟

لورا يمين

المركزية- استهدف قصف يرجح أنه إسرائيلي مقراً لميليشيا حركة النجباء في جنوب العاصمة دمشق، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان في الموقع. وطال القصف موقعاً للحركة بالقرب من الجسر الرابع على طريق المطار جنوب العاصمة دمشق، الخميس.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن الدفاعات الجوية أسقطت صواريخ إسرائيلية تم إطلاقها من هضبة الجولان باتجاه ريف دمشق. وذكرت الوزارة أن القصف حدث في حوالي الساعة الثالثة فجر الخميس من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفا أحد الأبنية في ريف دمشق، وقد تصدت وسائط الدفاع الجوي للصواريخ وأسقطت بعضها وأدى القصف لوقوع بعض الخسائر المادية.

حركة النجباء، للتذكير، فصيل من فصائل المحور الايراني الممانع في المنطقة، ينشط في سوريا منذ عام 2013، لكن لم يتم الإعلان عن أي عملية نوعية لهذا "اللواء" أو مناطق انتشاره، رغم أن الحركة تبنت هجمات عدة طالت القوات الأميركية في سوريا والعراق منذ 17 تشرين الماضي، وهجمات أخرى قالت إنها استهدفت إيلات جنوب إسرائيل.

وبعد القصف الذي استهدف مطلع نيسان الماضي القنصلية الإيرانية في دمشق، وأسفر عن مقتل 7 عناصر في الحرس الثوري، من بينهم قياديان أحدهما أكبر مسؤول عسكري إيراني في سوريا، قلّصت إيران من وجودها العسكري في سوريا، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من حزب الله والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

انطلاقا من هنا، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ان ايران حيّدت نفسها عن الضربات الاسرائيلية في سوريا، او تسعى الى تحييد نفسها، في مقابل ترك أذرعها وحيدة، في بوز المدفع، حيث ستتلقى هذه الفصائل، الضربات الاسرائيلية، بالنيابة عنها.  

لكن وفق المصادر، هذه السياسة لا يمكن ان تستمر طويلا. فالوجود الايراني في سوريا، مباشرا كان ام بالواسطة، من "المحرّمات" دوليا، ومحاربتُه حتى إنهائه، هو قرار ستنكب اسرائيل والمجتمع الدولي بأسره، مِن واشنطن الى موسكو مرورا بالاتحاد الاوروبي، على تطبيقه، بعد ان يتم التوصل الى تسوية للحرب الدائرة في غزة.

واشنطن وطهران تتواصلان منذ انطلاق عملية طوفان الاقصى. وخلال هذه المفاوضات التي تحصل بطرق غير مباشرة، تحرص ايران على تليين العلاقات بينها والولايات المتحدة، عبر استرضائها باكثر من وسيلة، منها التأكيد ان طهران لا تريد توسيع نطاق الحرب او تفجير المنطقة، وذلك بهدف الجلوس مع واشنطن من جديد على الطاولة بعد الحرب.  لكن على الطاولة العتيدة، سيبلغ الاميركيون طهران ان اي اتفاق نووي جديد يتطلب منها الخروج من سوريا، هي وأذرعها العسكرية، ماذا والا ستستمر العمليات العسكرية ضدها.

عليه، سيتعين على الجمهورية الاسلامية الاختيار بين التضحية بوجودها في سوريا او بالاتفاق النووي، الذي اذا لم يحصل سيُبقيها تحت الحصار والعقوبات والقطيعة الدولية..

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o