Apr 23, 2024 2:11 PM
خاص

أبواب تركيا مقفلة أمام حماس وقادتها إلى أوروبا ...مشهدية شرق أوسطية جديدة بعد رفح

جوانا فرحات

المركزية – لم تُفلح الزيارة التي قام بها زعيم حركة حماس اسماعيل هنية إلى تركيا وهي الأولى منذ أن بدأت إسرائيل حملتها على غزة بعد هجوم حماس في السابع من تشرين الأول الماضي،في تقديم الإجابة عن السؤال "إلى أين سيتجه قادة حماس؟" مع حسم قرارها بالخروج من قطر أو بمعنى أصحّ، إخراجها إثر  تصريحات قطر بأنها تعيد تقييم دورها كوسيط في مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس.

مروحة الخيارات ليست مفتوحة أمام حماس كما تحاول إيهام الرأي العام الدولي والغزّاويين وإن كانت ضمانتها تعاطف الشعب التركي مع القضية الفلسطينية،  وتأييد الحزب الحاكم حاليا لها نظرا إلى الخلفية الواحدة التي تجمعهما وهي جماعة الإخوان المسلمين.

إلا أن الكلام الذي سمعه هنية من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان واضحا، إذ أكد له وفق مصادر ديبلوماسية لـ"المركزية" "أننا متعاطفون مع الشعب الفلسطيني لكن لن تكون تركيا مقراً لحركة حماس". وهذا ما دفع حماس إلى الترويج عن وجود دولتين على الأقل في  المنطقة بشأن انتقال قادتها السياسيين إليهما، ومنها عمان وليبيا.

مستشار الإتحاد الأوروبي في دولة قطر لمنطقة الخليج جورج أبو صعب يوضح لـ"المركزية" أن "حماس هي فرع من حركة الإخوان المسلمين وهي راهنت في المراحل الأولى على تركيا ورئيسها إردوغان في مسألة الدعم المالي والسلاح، لكن تبين للأخير بأن رهاناته على الإخوان في مصر وليبيا وسوريا لم تعطِ نتيجة عدا عن الأثمان الباهظة التي دفعها جراء دعمه لحركة الإخوان ومنها مقاطعة المنتجات التركية في عدد من دول الخليج وتحديدا المملكة العربية السعودية. وبناء على ذلك أدرك إردوغان أن التحدي لم يعد يجدي نفعا فقرر أن "يكوّع" من خلال انسحابه من ليبيا وترك سوريا في أيدي الروس والإنفتاح على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كذلك فعل بالنسبة إلى الإمارات والخليج حيث وضع ودائع الدولة في المصرف المركزي لدعم الليرة التركية".

الخطة التي اعتمدها إردوغان أدت إلى "صفر" مشاكل مع دول الخليج والمحيط العربي، وبدأ يلتفت إلى ألداخل فعمل على وقف وسائل الإعلام التابعة ل"الإخوان المسلمين"  وطرد جميع قادتها، فانتقلت حماس من الحضن التركي إلى الإيراني. بناء على ما تقدم يؤكد أبو صعب استحالة استضافة تركيا لقادة الحركة "لأن أولويات إردوغان باتت في مكان آخر بعدما كانت حماس بمثابة جسر لإعادة إحياء امتداته التاريخية كسلطنة عثمانية. أضف إلى أنه من غير الوارد أن "يخطئ" مع الخليج بعدما عانت الكثير من جراء الربيع العربي".

إذا كان لا بد من الدعم التركي لحماس فقد يكون على المستوى السياسي من خلال لعب أنقرة  دور الوسيط خلال الفترة المقبلة، وهذا يتجسد حاليا من خلال الزيارات المختلفة سواء لهنية أو لمسؤولين مصريين.

ومن أسباب الدعم أنه يخدم في المقام الأول أجندة إردوغان داخليا لتعزيز شعبيته بين الشعب التركي وأعضاء حزبه وداعميه والذين يتعاطفون مع القضية الفلسطينية، خصوصا بعد الانتقادات الأخيرة التي وُجهت لإردوغان في الانتخابات المحلية عدا عن أن تركيا تريد أن تقول للجميع أنها تستطيع حل الأزمة وإدارة ملف التفاوض بالضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وباستخدام علاقاتها الجيدة مع واشنطن لتقريب وجهات نظر الجانبين، قبل الزيارة المرتقبة للرئيس إردوغان إلى واشنطن، في أيار المقبل، والتي يعول عليها الرئيس التركي بشكل كبير.

تخلي قطر عن حركة حماس لم يأتِ من العدم وليس بقرار ذاتي"إنما نتيجة الضغط الأميركي الإسرائيلي وتحديدا من قبل حكومة نتنياهو على الولايات المتحدة. ويضيف أبو صعب أن التحدي الكبير اليوم يتمثل في معركة رفح ومن نتائجها القضاء على الآلة العسكرية لحماس وتحويلها إلى حزب سياسي وستترتب على ذلك أمور عديدة منها توزيع قادة حماس بين أوروبا وبريطانيا وليس في أي دولة عربية كما يتم الترويج إعلاميا، لأن دول الخليج تدعم الشعب الفلسطيني ولكنها لا تدعم حماس التي ترعاها إيران وبالتالي لن تقبل بوجود كوادر "حماس" على حدودها، إلا إذا قدمت الدولة المضيفة ضمانات جادة".

خروج حماس من قطر فتح باب الصراع من جديد على مستقبل إدارة قطاع غزة بين حماس وحركة فتح. وفي السياق، يقول أبو صعب أن هذا الصراع ليس وليد الحرب على غزة، لكنه تجدد اليوم على أحقية إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب. لكن دور حماس في القطاع انتهى ومستقبل غزة وتحديدا بعد معركة رفح لن يكون بيد الفلسطينيين في المدى المنظور، إنما بيد الدول العربية وبتمويل خليجي لإعادة إعمار غزة وحماية أميركية أوروبية ومساندة من مصر". ويرجح أبو صعب دخول قوات عربية مشتركة لبسط سلطة الأمن والقانون في قطاع غزة وذلك بضمانة أميركية حتى تكون عملية الإنتقال سلسة وهادئة.

ويختم " لا يجب التوقف عند الصراع القائم اليوم بين منظمة فتح وحماس فهو غير مهم. حتى السلطة الفلسطينية ستتم  إعادة نظر فيها بشكل جذري وبقيادات جديدة تقبل بأي طرح تلاقيه بحل الدولتين. كما سنشهد على قيام تحالفات جديدة في المنطقة وزوال القديمة منها مع استكمال خطة التطبيع ما يفرض إنهاء حالة الصراع العربي الإسرائيلي وتشَكُّل مشهدية شرق أوسط جديد على وقع الدماء والدمار".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o