Apr 15, 2024 4:16 PM
خاص

السوداني في واشنطن... والعراق بين نارَين!

يولا هاشم

المركزية – في مرحلة قد تكون الأصعب، وبعد دعوة تأخرت كثيراً، حطّ رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني في واشنطن حيث سيلتقي الرئيس الاميركي جو بايدن.

 زيارة السوداني تأتي قبيل نهاية ولاية بايدن وفي ظروف صعبة تمر بها المنطقة وتشغل واشنطن، أهمها الحرب في غزة والتوتر بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.

وأكد السوداني الذي وصل الى العاصمة الأميركية السبت، أن زيارته تأتي في ظرف دقيق وحساس على مستوى العلاقات الثنائية الأميركية -العراقية، وكذلك على مستوى ظروف المنطقة وما يحصل في فلسطين من "جرائم تجاه الأبرياء"، فضلا عن المخاوف من اتساع نطاق الصراع. فما الذي تحمله الزيارة وهل انسحاب القوات الاميركية من العراق بات وشيكاً؟

مدير معهد المشرق للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يؤكد لـ"المركزية" ان "الانسحاب الاميركي لن يكون وشيكاً رغم الحملة التي تقودها ايران والاذرع المتحالفة معها في هذا الاتجاه، لا سيما بعض القوى السياسية والعسكرية في الحشد الشعبي. لكن أهمية الزيارة انها لمحاولة ايجاد تفاهم، يضمن استقرار البلاد".

ويشير الى ان "العراق يقف على حدّين اميركي وايراني. فالحدّ الاميركي ضروري للحفاظ على الاستقرار، حيث استطاع العراق في الفترة الاخيرة، ولو بصعوبة، موازنة علاقاته الخارجية في عملية دقيقة، ورأينا في الفترة الاخيرة كيف عاد وانفتح على الدول العربية التي هي بمعظمها شريكة للولايات المتحدة وكانت في صراع مع ايران قبل الانفتاح، أو هي انفصلت عنه او ساءت العلاقة معه. نجح العراق في الفترة الاخيرة في إعادة الانفتاح وموازنة علاقاته بين ايران والدول العربية حتى في صلب الصراع، وليس ذلك فقط، بل نجح أيضاً في أن يكون قناة تواصل بين الاميركيين والايرانيين، وقطف ثمرة هذه السياسة، لكن الى حد معين، إذ ما زال العراق ساحة تتصارع عليها قوى اقليمية لاسيما طهران وواشنطن، وقد استُهدِفت قواعد اميركية من قبل ايران في العراق".

ويرى نادر ان "مسألة الانسحاب تشكل قطيعة مع الولايات المتحدة، ولا أعتقد ان العراق سيفرّط بهذه العلاقة. الانسحاب العسكري ممكن ان يُطرَح وان يوضع جدول زمني له مع استحقاقاته، لكن ليس في القريب العاجل، إذ من المستبعد حصول ما يبدو كهزيمة اميركية او انتصار لايران، وفقا لموازين القوى الحالية والصراعات القائمة حتى الساعة".

ماذا عن دور العراق في التهدئة؟ يجيب: "سبق للعراق ان عقد مؤتمرات، كمؤتمر الجوار العراقي، ولن نتحدث عن تقريب وجهات النظر، لأن واشنطن وطهران تتواصلان معا بالمباشر، وكانتا قبل ذلك تتواصلان عبر الوسيط العُماني والقطري وايضا عبر الوسيط العراقي، وهذا يتوقف على موضوع النقاش. وبالتالي لا استبعد ان يلعب العراق دورا من هذا النوع، خاصة الحكومة الحالية، لأن من شأن ذلك ان يعزز استقراره ويعطيه دورا على الساحة الاقليمية ويخفف من الصراع القائم في الداخل العراقي".

هل من استثمارات اميركية جديدة في العراق؟ يقول نادر: "ما زال مبكراً حدوث ذلك، لكن للولايات المتحدة دورا في مسألة استخراج النفط وبيعه، لأن الحسابات التي يتم دفع عائدات النفط بها موجودة في الولايات المتحدة، رغم أنها تابعة للحكومة العراقية. لذلك لا مصلحة للعراق بقطع او توتير العلاقة مع واشنطن، هناك رافعة تأثير اساسية تملكها الولايات المتحدة، بالاضافة الى وضع العراق الداخلي والمسألة الكردية وقرارات المحكمة العليا..."، لافتا الى ان "العراق، وهنا نذكر بوجه الشبه مع لبنان، كلما استطاع ان يلعب دور الوسيط ويأخذ مسافة واحدة من القوى المتصارعة في الاقليم، عزز استقراره. العراق اليوم في مرحلة استعادة التوازن".

لكن بعد الضربة الايرانية على اسرائيل ما المنتظر للمنطقة ومنها العراق؟ يجيب: "دخلت المنطقة في مسار مواجهة، وحتى الساعة لا إطار للتهدئة بل لمزيد من التصعيد، فبعد الرد الايراني على الضربة الاسرائيلية، سيكون هناك رد اسرائيلي. كيف سيكون؟ لا نعلم. هل سيستهدف الداخل الايراني؟ من الممكن جدا، وهذا الاحتمال زاد بعد استهداف ايران لإسرائيل، ام ان اسرائيل ستكمل ما بدأته اي استهداف قواعد ومصالح ايرانية لا سيما المنخرطة في الصراع العسكري معه. لكن من الصعب ان تهدأ الامور ونعود إلى قواعد الاشتباك التي كانت قائمة قبل 7 تشرين".

ويختم نادر: "الأكيد ان كل المعادلة التي كانت قائمة قبل احداث غزة لم تعد صالحة اليوم، كل موازين القوى وقواعد الاشتباك السابقة تبدّلت ونتجه الى وضعية أخرى، والعراق وسوريا واليمن ولبنان ضمن الصراع، لأنها ساحات كانت تحكمها قواعد لعبة معينة لكنها تغيرت، ولذلك سنشهد انعكاسها على  هذه الساحات كافة. وحسنا يفعل العراق الذي يسعى اليوم لتجنيب نفسه قدر الامكان تداعيات هذه المواجهة".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o