Apr 05, 2024 3:06 PM
خاص

حزب الله يشاغل اسرائيل ولا يؤذيها وواشنطن قد تتخلى عن نتنياهو لا دولته

يوسف فارس

المركزية – يستدل من مسار المعركة في جنوب لبنان والعمليات العسكرية المتبادلة ان اسرائيل أتخذت قرارها بالتصعيد ضد حزب الله . وهذا يتمثل بتصاعد الضربات للقرى والمناطق الحاضنة للمقاومة من جهة  وبتكثيف القصف ضد مواقع حزب الله  واغتيال قياداته، اضافة الى استهداف مخازن الاسلحة والبنى التحتية التابعة له في حين ان الحزب لم يرفع سقف استهدافاته ولا يزال يقصف المواقع نفسها كل يوم. هذا الامر بمثابة رسالة منه وايران من خلفه مفادها عدم الرغبة في التصعيد . مع ذلك، يبدو الجنوب ومعه لبنان على موعد مع حرب استنزاف طويلة الامد بدليل ما نقله الاعلام العبري اخيرا عن بلاغ تلقاه مسؤولو سلطات محلية شمال اسرائيل مفاده ان العام الدراسي المقبل قد لا يبدأ بسبب الحرب، ما يعني ان الازمة قد تطول لأشهر عديدة . هذا على الرغم من استبعاد الحرب الشاملة مع حزب الله كون الاخير لا يريد حربا تكلفتها مرتفعة ونتائجها مدمرة، في حين ان اسرائيل لا تمتلك غطاء اميركيا لتنفيذ اي توغل في لبنان وقد لا تحتاج الى مثل هذه العملية في حال تمكنت من فرض معادلة امنية جديدة عند الحدود مع لبنان من خلال الضربات القائمة في الوقت الحالي .

النائب السابق مصطفى علوش يأسف عبر "المركزية" لان يكون لبنان قد استنزف بالكامل وخصوصا من الخاصرة الجنوبية التي تدمرت قراها وبناها في شكل كامل ولكن المؤكد مما يجري على الحدود ان اسرائيل تستنزف ايران وادواتها لعلمها ان طهران لا تريد الحرب وغير مستعدة لها بدليل استهدافها المباشر لمقر قنصليتها في سوريا، حيث تبين بالفعل ان ايران نمر من ورق وهي تستخدم اذرعها في لبنان وسوريا واليمن والعراق لخدمة مصالحها. كما يجب الا ننسى هنا ان اسرائيل بطبيعتها عدوانية ومستفزة .

وعن تراجع منسوب العمليات التي يشنها حزب الله على اسرائيل في حين هي ترفع من وتيرة استهدافها له وللبنان قال ان المشاغلة او المساندة التي يدعيها حزب الله دعما لغزة هي اعلامية اكثر من واقعية بدليل تجنبه قصف المراكز المدنية وقتله مدنيين اسرائيليين وكأن ما يقوم به ليقول اننا نفي بوعدنا لحماس وفلسطين، علما ان نتنياهو يتمنى ان يرتكب الحزب مثل هذه العملية ليتخذها ذريعة لاجتياح لبنان .

اما بالنسبة الى الموقف الاميركي الداعي الى تجنب الصراع وتوسع دائرة الحرب يضيف علوش لا شك في ان اسرائيل هي ولاية اميركية وموقع متقدم لواشنطن في الشرق الاوسط ومهما اشتد الخلاف بينهما لا يمكن ان تسمح بهز هذا الموقع او كسره. قد يجري خلاف بين الادارتين كما الحال راهنا ولكنه لن يتخطى المفاهيم والقواعد. مثلا التخلي عن نتنياهو وحكومته ممكن ولكن بالمطلق ليس تخليا عن اسرائيل التي في المحصلة هي نتيجة استثمار اميركي قديم ومكلف لهذا الموقع المتقدم لها في المنطقة .    

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o