الثنائي والتيار حوّلا المعركة سياسية قبل موعدها...جعاره "أنا مرشح النقابة وسأعيد ثقة المهندس بها"

جوانا فرحات

المركزية – "ما تخللي 14 نيسان يكون يوم إنتخاب عادي. مسؤوليتك تصوِّت صحّ، مسؤوليتك تصوّت للجرأة، المبادرة، الشفافية والكفاءة". بهذا النداء الإنتخابي يتوجه المرشح لمنصب نقيب المهندسين في بيروت بيار جعاره إلى كل مهندس سيتوجه يوم 14 نيسان إلى مقر النقابة في بيروت لانتخاب نقيب جديد خلفا للحالي عارف ياسين الذي فاز في انتخابات الدورة الماضية عام 2021 ب 5798 صوتا عن لائحة "النقابة تنتفض" والتي كانت مدعومة من الحراك المدني . إلا أن الفوز الذي حققته لائحة "النقابة تنتفض" لم يترجم على مدى الأعوام الثلاثة فكانت السقطة المدوية وانقطاع حبل الثقة بين المهندس والجسم النقابي ككل.

هذه التراكمات يحملها اليوم المرشح لمنصب نقيب المهندسين في بيروت بيار جعاره ليحولها إلى برنامج عمل وفي أولوياته، استعادة كرامة المهندس والحد من البيروقراطية المفرطة، ومعالجة الفساد المستشري إضافة إلى مجموعة نقاط تعيد الأمل والثقة للمهندس بموقعه وعمله وكفاءاته. وتحت شعار"نقابتنا-ضمانتنا" يخوض معركته النقابية "التي تحولت إلى سياسية بامتياز".

لكن الأولوية تبقى للقضية المتمايزة التي يخوض بإسمها معركته اليوم وتتلخص بحسب ما يقول لـ"المركزية"، "كرامة المهندس كل مهندس، والعمل لتطوير مهنة الهندسة ومن أجل نقابة ملتزمة إجتماعيا ووطنياً".

تاريخ المهندس بيار جعاره المهني والنقابي يختصران كفاءته والثقة التي يخوض فيها المعركة الإنتخابية  بدءا من الخبرة التي تمتد على أكثر من 30 بلداً و40 عاماً في مجال معالجة "الإهتزازات والضوضاء" وفي ما خص العمل النقابي الذي يعرفه جيدا من خلال مسيرته في رئاسة الفرع الخامس (2013-2016)، لكن وعلى رغم كل هذه العناوين التي تشكل رافعة أساسية لتبوئه منصب نقيب المهندسين في بيروت، إلا ان العناوين السياسية تسللت إلى المعركة بعدما حظي بدعم حزب القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية وتيار المستقبل في وجه مرشح الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر فادي حنا. وفي هذا السياق، يقول"حاولت جاهدا أن أحيد موضوع ترشحي عن السياسة خصوصا أنني بدأت المعركة كمرشح مستقل. إلا أن دعم المرشح فادي حنا من قبل الثنائي الشيعي -علما أن حركة أمل لم تحسم الأمر بعد في شأن دعم حنا- والتيار الوطني الحر قلبت مسار الأمور، وعليه نلت دعما من حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية وتيار المستقبل. وما عزز من زخم هذا الدعم، تاريخي المهني والنقابي. لكن حتى اللحظة أنا مرشح مستقل ولست ضد التيار ولا الثنائي".

بثقة العارف بدوران عقارب ماكينة الإنتخابات في نقابة المهندسين يقول جعاره أن الفوز بمنصب نقيب يحتاج إلى ما يقارب الـ5000 صوت وهذا العدد لا يمكن ان يتأمن من دون دعم حزبي وهذا ما لم يتحقق في الإنتخابات الماضية حيث فازت لائحة "النقابة تنتفض" . إلا أن هذه التجربة أثبتت فشلها بسبب التشرذم الذي حصل بين التغييريين وعدم التكتل في ما بينهم، وهي لن تتكرر. أضف إلى ذلك الظروف السياسية في البلد التي تحتّم أن يكون هناك دعم حزبي لوصول مرشح إلى منصب نقيب في أي من الإنتخابات. وفي حال لم يتوافر لدى الحزب مرشح يكون التوجه في دعم مرشح مستقل لكن ليس مطلق أي مرشح عليه أن يتمتع بالكفاءة والخبرة النقابية إضافة إلى تمايز شخصيته". واستطرادا يؤكد أنه لم ولن يكون آداة لأي حزب "واللي بيعرف بيار جعاره بيعرف كيف بفكر وكيف بشتغل".

في 9 نيسان 2017 خاض جعاره معركة الإنتخابات لمنصب نقيب المهندسين في بيروت إلا أن ظروف المعركة السياسية البحت حالت دون وصوله فكان الفوز من نصيب المهندس جاد ثابت الذي وصل الى رئاسة النقابة بفارق 21 صوتاً فقط عن منافسه بول نجم (4079 صوتاً في مقابل 4058) واعتُبِرَ في حينه "إنتصاراً" لتيار نقابي مستقل، ونال بيار جعاره 1082 صوتاً.

آنذاك قيل إن المعركة كانت صعبة في وجه "تحالف"يريد أن يبقي قبضته محكمة على أطر التنظيم النقابي والمهني، وفي 14 نيسان أيضا لن تكون المعركة سهلة في وجه الثنائي والتيار الوطني الحر حيث يسعى رئيسه للعودة إلى الساحة السياسية من بوابة فوز مرشحه فادي حنا لمنصب النقيب وهذا ما جعل المعركة النقابية سياسية بامتياز. والسؤال الذي يطرح، من ستعيد معركة انتخابات نقابة المهندسين في 14 نيسان الجاري إلى الساحة السياسية ؟" أنا مرشح بإسم النقابة والمهندسين. أما المعركة السياسية فمتروكة لأربابها والإفادة الوحيدة التي أجنيها هي دعم الأحزاب لشخصي وهم مشكورون لأنني من دونهم لن أتمكن من الوصول وتأمين حوالى 5000 صوت".

وإذ يرفض القول بأنه يشكل رافعة للأحزاب السياسية،  يؤكد بالتالي "أنه سيشكل رافعة للمهندسين "وإذا حالفني الحظ سأبقى على كلامي وسأضع يدي في يد أخصامي وأبدأ العمل على البرنامج الذي وضعته وأكرس كفاءتي وخبراتي في العمل النقابي وفي خدمة النقابة.  وإذا فشلت أتحمل المسؤولية علما أنها تقع أيضا على فريق العمل".

أول خطوة سيقوم بها جعاره بعد فوزه إذا تحقق، الدعوة إلى التئام مجلس النقابة ووضع خطة عمل مشتركة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب في اللجان الإستشارية "وبذلك لا تعود الشعارات مجرد كلمات مرفوعة في زمن الإنتخابات وحسب. وسأدعو خصومي للجلوس إلى جانبي لأننا سنعمل لمصلحة المهندسين وتحسين أوضاعهم الإجتماعية والمهنية والأهم استعادة المهندس ثقته بنقابته". إنطلاقا من ذلك يختم "صوتك مهم جدا وإلو قيمة لتبقى النقابة ويكون للمهندس مستقبل واعد".