Mar 29, 2024 7:07 AM
صحف

واشنطن لحلول ديبلوماسية… وإيطاليا مستعدة لدعم لبنان

بَدا مِن تصاعد المواجهات على الجبهة الجنوبية بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي انّ مَنسوب احتمالات توسّع هذه المواجهات الى حرب واسعة يرتفع يوما بعد يوم، بدليل ما يجري من استعدادات عسكرية، خصوصا على الجانب الاسرائيلي، ما دفعَ البيت الابيض الى الاعلان امس أنّ «استعادة الهدوء على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أولوية بالنسبة لواشنطن». فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، امس، نقلاً عن مسؤول اسرائيلي قوله إن «الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح». علماً انّ قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين كان قد أعلن أمس الأول أن «القوات الإسرائيلية جاهزة لـ»التصرّف» على الحدود اللبنانية».

حضرَ الى وزارة الخارجية أمس نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية إيثان غولدريتش ترافقه السفيرة ليزا جونسن، حيث التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وذلك في اطار جولة له على المسؤولين اللبنانيين لاستقصاء المواقف من مجمل التطورات في لبنان والمنطقة.

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان الديبلوماسي الاميركي اراد من جَولته على القيادات اللبنانية وفي المنطقة استقصاء المواقف الاخيرة من التطورات وتفاصيل ما يجري لتحديد ما يمكن القيام به بالنسبة الى الوضع الناشئ في الجنوب اللبناني في ضوء الحرب التي يخوضها «حزب الله» دعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة، متسائلاً عمّا أنتجته هذه الحرب «سوى أنها أدخلت لبنان في اتون حرب ولم تقدم ولم تؤخر بالنسبة الى ما يجري في غزة».

ولفتت المصادر الى ان غولدريتش كان واضحا عند شرحه للثوابت التي حكمت موقف الادارة الاميركية من الأحداث منذ بدايتها، «ذلك انها رغبت في حصر ما يجري في لبنان بأسرع وقت ممكن، والتوصل الى الافراج عن الرهائن والاسرى في غزة سريعاً بعد ان تم الافراج عن مزدوجي الجنسية في المرحلة الاولى، ولكنها ترفض الزج بلبنان في الحرب».

وقال الديبوماسي الاميركي ان بلاده «رفضت وما زالت ترفض ما يجري في المنطقة وخصوصا خارج الحرب التي قامت بها «حماس» في قطاع غزة وغلافها». لافتاً الى معارضة بلاده «أي حرب تقوم بها اسرائيل خارج اراضيها». وقال «ان الادارة الاميركية التي لَجمت الى اليوم امكان توسّعها لم تتمكن بعد من تطويقها وانهائها». معتبراً انّ «للبنان مصلحة في التوصل الى تفاهم يُنهي الحرب ويعيد الاستقرار الى الجنوب ليعود عشرات الآلاف من النازحين اللبنانيين الى قراهم ووقف العمليات العسكرية».

ولفت الديبلوماسي الاميركي الى «انّ اي تفلّت عسكري وامني يمكن معرفة بداياته ولكن من يستطيع تقدير الى اي مدى يمكن ان تتطور الامور السلبية. ذلك ان الوقت لم يعد يتّسِع لمزيد من التمسك بالخيارات العسكرية وان الاعلان عن النية والرغبة بالتوجه الى حلول ديبلوماسية يفرض القيام بخطوات لم يقم بها أحد حتى اليوم، وهذا الامر مطلوب قبل ان تتطور المواقف وتفلت الأمور». وختم قائلاً: «لا بد من تحمّل المسؤولية بما يؤدي الى وقف التوتر قبل ان تنفجر المنطقة، ذلك ان اي انفجار لن يكون في مصلحة احد وخصوصا القاطنين على جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل»، محذّراً من مخاطر «الفلتان القائم».

من جهته، لفتَ بوحبيب الى ثوابت لبنان من الوضع في الجنوب، والحرب في غزة، وشدد على ضرورة دعم المبادرات الديبلوماسية لاستعادة الاستقرار في الجنوب والمنطقة. وتم التشديد على أهمية إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.

ميلوني تغادر: وبعيداً من الإعلام ومن دون اي تغطية، تفقّدت رئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني التي تزور لبنان مقر الكتيبة الايطالية العاملة في إطار القوات الدولية المعززة في الجنوب «اليونيفيل»، والتقت قادتها وضباطها وعسكرييها في مقر القيادة قبل ان تعود الى بيروت وتغادرها عائدة الى روما مباشرة. وهي كانت قد التقت إثر وصولها مساء امس الاول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي (الذي غادر امس الى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة)، في حضور وزير الخارجية عبدالله بوحبيب.

وعلمت «الجمهورية» انّ زيارة ميلوني اكتسبت أهمية متعددة الوجوه سياسياً واقتصادياً، خصوصاً انّ ايطاليا هي ضمن مجموعة الدول المانحة للبنان، وهي شريكة فاعلة في «الكونسورتيوم» النفطي والغازي عبر شركة «ايني» الايطالية الى جانب شركتي «توتال» و«قطر للطاقة»، علماً انّ «ايني» هي اكبر شريك لقبرص ومصر في المجال الغازي في البحر المتوسط. كما انّ ايطاليا رَعت مؤتمرين لدعم لبنان وجيشه وتستعد لرعاية ثالث من هذا النوع.

واكدت مصادر اطّلعت على أجواء محادثات ميلوني في بيروت لـ«الجمهورية» انها أبلغت الى رئيس الحكومة انّ بلادها مستعدة لتأدية دور ملحوظ على مستوى مساعدة لبنان على تَخطّي الازمة السياسية والاقتصادية والمالية الكبيرة التي تعيشها منذ العام 2019، خصوصاً في حال توقّف حرب غزة وهدوء الوضع فيي الجنوب، وصيرورة المنطقة الى حلول لأزماتها المتعددة الوجوده والجبهات. ولذلك شددت ميلوني على أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس جمهورية جديد وتكوين سلطة جديدة يَطلّ بها لبنان على العالم. كذلك شدّدت ميلوني على تمسّك بلادها بالاستمرار في المشاركة ضمن قوات «اليونيفيل» لضمان الامن والسلام في جنوب لبنان.

المصدر: الجمهورية

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o