Feb 19, 2018 2:07 PM
خاص

المحكمة الدولية في مرمى "حزب الله": ستُستخدم مجـــددا لاستهدافنا الحريري جدي في فصلها عن اللعبة السياسية.. فلم يصوب نصرالله عليها؟

المركزية- منذ دخول الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب الى البيت الابيض، عادت ايران وأذرعها العسكرية المنتشرة في المنطقة، الى دائرة الاستهداف الدولي، بعد ان تمكنت الولايات المتحدة من خلق جبهة عربية – خليجية – أوروبية يشكّل تقليمُ أظافر "الجمهورية الاسلامية" أبرزَ أولوياتها. ولمّا كان حزب الله أكبر أدوات طهران على الساحة الاقليمية، وضعته واشنطن تحت مجهرها وباشرت مسار تضييق الطوق حول عنقه بالوسائل كافة، ولا سيما عبر تجفيف منابع تمويله لخنقه ماليا. وعليه، يستعد الكونغرس الاميركي لفرض رزمة عقوبات اقتصادية جديدة على الحزب وقياداته، أشد وطأة وقساوة من سلة العقوبات الاولى. كما ان القضاء الاميركي شكّل وحدة خاصة للتحقيق في شبكات تجارة مخدرات تعتبر واشنطن انها من أهم مصادر تمويل الحزب.

في الموازاة، يراقب الاميركيون من كثب اي نشاطات مشبوهة يمكن ان تساعد الحزب على التطور، لمكافحتها. وفي هذه الخانة، يمكن إدراج اتهام السلطات الأميركية، منذ ايام كلا من أسامة درويش حماد، وعصام درويش حماد، حضوريا، وسمير أحمد بيرو، غيابيا بتوريدهم أجزاء خاصة بطائرات بلا طيار لـ"حزب الله"، وقد أعلنت وزارة العدل الأميركية في بيان أن "المشبوهين أسامة وعصام حماد احتجزا في جنوب إفريقيا في حين لا يزال بيرو هاربا"، موضحة أن "الثلاثة تآمروا وحاولوا تصدير قطع لحزب الله في لبنان خلال الفترة الممتدة بين 2009 و2013".

واذا كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله توقّع في خطابه الاخير في ذكرى القادة الشهداء الجمعة الماضي، أن تزداد موجة استهداف الحزب قوة في الايام والاشهر المقبلة، لإضعافه عشية الانتخابات النيابية، ومنعه من تحقيق فوز في الاستحقاق، على حد تعبيره، فإن "إقحامه" المحكمة الدولية في سلّة الادوات التي ستستخدم للتصويب على الحزب، أثار جملة تساؤلات لدى مصادر سياسية مراقبة. وهو قال حرفيا "يجب أن نتوقع من هنا للانتخابات، عقوبات مالية ولوائح إرهاب وأسماء على لوائح الإرهاب، ومجدداً محكمة دولية، المحكمة الدولية السياسية المسيسة الخاضعة للاعتبارات السياسية توقعوا من هنا للانتخابات أيضاً، أن تدخل في المعركة الانتخابية لأنها محكمة سياسية، للأسف الشديد مجدداً توظيف دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري في المعارك السياسية".

وفي وقت تذكّر بأن الرئيس سعد الحريري ومن امام مبنى المحكمة الدولية في لاهاي وفي لحظة صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال والده، كان يعلن ربطَ نزاع مع حزب الله وفصلَه مسار العدالة والتحقيقات عن اليوميات السياسية اللبنانية، توضح عبر "المركزية" ان المحكمة تعمل وفق معايير دولية عالية تحترم حقوق المتهمين الى الحدود القصوى وقد أمنت لهم فريق دفاع منخرطا بكل جدية وموضوعية في الدفاع عنهم، حتى انه اعلن منذ ايام ان لديهم أدلة تدحض ما يقوله الادعاء وقد تقلب مسار المحاكمات.

وتتابع "أداء الحريري السياسي أثبت على مدى السنوات الماضية أنه وضع المحكمة على الرف ورفض استخدامها داخليا وقد جلس في الحكومة نفسها مع الحزب، ولا يبدو من مواقفه وتموضعه الجديد انه في وارد تبديل هذه السياسة"، لتسأل "ما الهدف من هجوم نصرالله الاستباقي على المحكمة اذا"؟ وهل يحاول غسل يديه سلفا من اتهام جديد ستوجهه لاهاي الى حزبه قريبا"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o