Jan 21, 2019 3:17 PM
خاص

التطبيع العربي مع سـوريا مقابل الثلث المعطل للتيـار؟
الحكومة حاجة للحزب قبل وارسو والحريري لن يرضخ

المركزية- اما وقد انتهت القمة العربية الاقتصادية التنموية في بيروت الى ما انتهت اليه من نتائج وما وجهت من رسائل للدولة والعهد، وعادت الحياة السياسية الى ما كانت عليه من ازمات وتجاذبات تعبق بها الدولة "الفاقدة السيطرة على نفسها"، والعاجزة عن محاسبة من مزق علم دولة عربية مدعوة الى القمة، وعن منع رفع اعلام حزبية على حدودها لا تعكس هويتها وانتماءها التاريخي، فإن ما جرى في كواليس السياسة على هامش القمة، يشير الى تحول قد يكون طرأ فجأة على مستوى الازمة الحكومية، كما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" عبّرت عنه بعض المواقف "المتحولة" بدورها، لا سيما من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي شن حربا ضروساً على القمة ومن دعا اليها بداية لعدم توجيه الدعوة الى سوريا ولاحقا على خلفية دعوة ليبيا، بشكل اوحى ان شعرة معاوية التي كانت تصله بالتيار الوطني الحر ورئيسه الوزير جبران باسيل انقطعت ولم يعد من مجال لوصلها، اذ وعلى خلفية موقف الوزير باسيل حول الامام موسى الصدر وذاك الداعي إلى ضرورة التطبيع مع سوريا وان لبنان سيلعب الدور المطلوب منه على هذا المستوى، كانت اشادة من بري بباسيل وليونة مستجدة اكدت بدء مرحلة تنفيس الاحتقان بين الطرفين وتطويق اي ردة فعل للعهد ضده.
واعتبرت المصادر ان هذه الليونة ليست معزولة عما يدور في الافق الحكومي مما وصفته بصفقات عشية مؤتمر وارسو الذي يحتاج قبله حزب الله الى موقف داخلي داعم له وحكومة قد تشكل السند في ما لو تم استهدافه كما يتوقع، متحدثة عن ان اشارة الرئيس ميشال عون الى وجوب عدم ترك مقاعد عربية شاغرة ثم ما استتبعه وسبقه من كلام في شأن سوريا من الوزير باسيل يؤشر الى ملامح اتفاق بين التيار الوطني الحر و"الثنائي الشيعي" قد يرتكز الى قاعدة "اعطونا الثلث المعطل نعطيكم التطبيع مع سوريا عربيا ونواجه مقررات وارسو".

هذا الواقع، رصدت مفاعيله المصادر المشار اليها من خلال تحويل كل الضغط الذي كان مركزا على القمة مباشرة في اتجاه تشكيل الحكومة، حتى قبل انتهاء اعمالها، اذ خرجت اصوات من التيار تؤكد ان الحل الحكومي وشيك ولا عقدة خارجية، وذلك على قاعدة احدى افكار الوزير باسيل الخمس، صيغة حكومية من 32 وزيرا تفترض ممارسة اوسع حملة ضغط على الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومته الثالثة على اساسها.

واذ تعتبر المصادر ان الثنائي الشيعي يسعى بطرحه هذا عشية مؤتمر وارسو الى دق اسفين بين ركني سيبة العهد التيار الوطني الحر و"المستقبل" باستمالة باسيل اليه ومنحه الثلث الذي يعتبره حقا مكتسبا كرسته نتائج الانتخابات النيابية فيكون الى جانبه في القضايا الاستراتيجية الكبرى ومع المستقبل في اليوميات السياسية، تنقل عن اوساط بيت الوسط ان الرئيس المكلف ليس في وارد الرضوخ للضغوط مهما كلف الامر، وما رفضه امس لن يقبل به اليوم ولو بتعهد عدم تكريس مقعد علوي في الحكومات التالية.

وترى المصادر ان حزب الله يحاول من خلال هذا السيناريو اصطياد عصفورين بحجر بحيث يستميل باسيل والعهد اليه ويمحو اشكاليات "القمة" بأسرع من المتوقع لمواجهة وارسو ومقرراته من جهة ويرمي كرة نار التعطيل في ملعب الرئيس الحريري الذي يدرك الحزب سلفا انه لن يرضى بصيغة الـ32 بما يضعه في موقع المعرقل الوحيد لتشكيل الحكومة بما يوجب ذلك من اجراءات قد تصل مجددا الى شهر ورقة توجيه رسالة الى مجلس النواب وغيرها من طروحات لـ"ازاحة" الحريري، ثبت انها كلها من دون جدوى.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o