Jan 21, 2019 3:15 PM
خاص

غارات اسرائيل على سوريا الى تصاعد كجزء من حملة تطويق نفوذ ايران
اميركا "تفوّض" تل ابيب الشق العسكري من المواجهة وتتولى "السياسـي"

المركزية- يتواصل مسلسل الغارات الاسرائيلية على سوريا، فصولا. وآخر حلقاته كانت فجر اليوم، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، شن غارات على ما قال إنها أهداف تابعة لـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، داخل الأراضي السورية. وحذر "النظام السوري من محاولة استهداف الأراضي الإسرائيلية أو قواته". من جانبها، كشفت وزارة الدفاع الروسية معلومات عن الغارة. ففي بيان لما يعرف بـ"مركز التحكم العسكري الروسي" التابع للوزارة، أوضح أن "في الفترة من الساعة 02.11 وحتى الساعة 02.56، وجه سلاح الجو الإسرائيلي ثلاث ضربات على الأراضي السورية من اتجاهات الغرب والجنوب الغربي والجنوب". وذكر أن "4 جنود سوريين قتلوا وأصيب 6 آخرون في الهجوم، وتضررت البنية التحتية لمطار دمشق الدولي جزئيا إثر الضربة"، مضيفا أن "الدفاعات الجوية السورية أسقطت أكثر من 30 صاروخا مجنحا وقنبلة موجهة إسرائيلية".

بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم، إن الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا الاثنين استهدفت في الأساس مواقع عسكرية أنشأتها إيران، التي حذرها من مواجهة عواقب تهديدها بتدمير إسرائيل. وقال نتنياهو في خطاب: "نحن نعمل ضد كل من إيران والقوات السورية التي تحرضها على العدوان"، مضيفا "سوف نضرب (بغاراتنا) أي جهة تحاول إيذاءنا. وعلى من يهدد بإزالتنا تحمل المسؤولية كاملة".

وفي وقت لفتت الانتباه اشارة الجيش الاسرائيلي الى ان "الخط الساخن مع روسيا كان مفتوحا خلال غارات الليل على سوريا"، قالت مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية"، إن هذه الغارة ليست الا دليلا اضافية الى ان مواجهة ايران في الشرق الاوسط وتمدد نفوذها العسكري في المنطقة، في المرحلة المقبلة، سيتّخذ حجما جديدا، وسط اصرار اميركي على تحقيق هدف تطويق طهران. ويبدو ان هذا القرار يحظى ايضا بضوء أخضر روسي، وإن غير علني، تجلّى في إحجام منظومة اس 300 الروسية الموجودة على الاراضي السورية، عن التحرك لردع الطائرات الاسرائيلية او التصدي لها.

واذ لا تستبعد ان تشهد العمليات الاسرائيلية ضد ايران في سوريا، تزخيما في قابل الايام، بغطاء - إن لم يكن "تفويضا"- اميركيا لاسرائيل، بالشق العسكري من المواجهة، تلفت المصادر الى ان الشق السياسي – الدبلوماسي من هذه "الحرب"، ستتولاه واشنطن بالمباشر، وأهم محطاته سيكون في وارسو في 13 و14 شباط المقبل. فالولايات المتحدة، عبر وزير خارجيتها مايك بومبيو، تحشد القوى العربية والخليجية والدولية لمؤتمر عن الشرق الاوسط سيركّز على وضع آليات عملية لمواجهة ايران واذرعها العسكرية، في المنطقة ومحاربة الارهاب. 

والحال، تضيف المصادر، ان واشنطن تتطلع الى رص الصف العربي والخليجي، والتوصل الى إنشاء تحالف عسكري عربي على شكل "الناتو"، للوقوف في وجه ايران. وقد تحدّث بومبيو عن ذلك أكثر من مرة في الايام الماضية حيث أمل في تأسيس تحالف يجمع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، داعيا دول الشرق الاوسط الى تجاوز "الخصومات القديمة" لمواجهة ايران".

وسيضاف هذا الضغط الاميركي ايضا الى العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران والفصائل التابعة لها. ويبقى رصد كيفية رد الجمهورية الاسلامية على التصعيد الاقليمي – الدولي المتزايد، في وجهها، وأوراق قوّتها السياسية والعسكرية كثيرة، ومنها يمني وعراقي وسوري ولبناني... تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o