Jan 18, 2019 2:55 PM
خاص

لقاءات طائفية تغطي ممارسات فئوية على ضفاف الدولة العاجزة
هل يثبت العهد القوي قوته باستعادة الهيبــــــة والقرار؟

المركزية- عندما تضعف الدولة الى حد الهزال وتنعدم جاذبيتها السياسية الى مستوى العجز وتفقد السيطرة على قراراتها لدرجة عدم القدرة على محاسبة او حتى مساءلة من يتحدون السلطة ويخالفونها من الجهات السياسية، تنمو على ضفافها الحركات التمردية التي تغذيها الممارسات الفئوية، وتصبح الكلمة للمرجعيات الدينية لتوفير الغطاء الطائفي للقادة السياسيين كل بحسب انتمائه، وتحصين مواقعهم في الدولة خشية انقضاض الاخرين عليها وسلب صلاحياتها.

واقع الحال هذا، ينطبق في شكل خاص على لبنان، كما تشير اوساط سياسية متابعة لـ"المركزية"، حيث افضى تمرد جهات سياسية محددة على قرار الدولة ومحاولة القفز فوقها وتعطيل مؤسساتها الدستورية الى توجيه دعوات الى اجتماعات اتخذت الطابع الطائفي، ولو ان منظميها حرصوا على ابعادها عن هذه الصبغة، فكان اجتماع المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الذي مدّ حركة امل بجرعة دعم طائفية وفرت لقادتها السياسيين ومناصريها في الشارع الغطاء الكافي لشن اعنف الهجمات على ليبيا ومن دعاها الى القمة وكان التهديد والوعيد والعراضات في الشارع ان بتمزيق علمها قرب مقر انعقاد القمة العربية في "سي سايد ارينا" ورفع علم حركة امل مكانه او بتحريك من يلزم من الاجهزة الامنية لمنع الوفد الليبي من دخول لبنان ضاربين بعرض الحائط قرار الدولة ورئاسة الجمهورية ومن "يلف لفهما"، كل ذلك بفعل المظلة الطائفية التي امنها المجلس الاسلامي.

بعد ذلك، ولأن الامور بلغت حدّها في محاولة الانقضاض على الدولة وهيبتها وصولا الى الحديث عن وجوب تعديل الطائف، استنفرت بكركي القوى المارونية ودعت قادة ونواب الطائفة الى اجتماع في الصرح البطريركي حمل في مقدمة بنود بيانه الختامي على من يحاولون تغيير هوية لبنان مؤكدا ان "ليس لاحد ان يصنع للبنان هوية جديدة مغايرة لحقيقته"، ورفض "كل ما من شأنه المسّ بتوازن المؤسسات الدستورية وصلاحيات كل منها وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية بما هي رئاسة للدولة ورمز لوحدة الوطن، ولان احترام الصلاحيات المناطة بمسؤولي الدولة والتعاون المتكافئ بين السلطات الثلاث يحمي الدستور ويخدم مصلحة الوطن والناس ويعزز مناعة الدولة وهيبتها. كما اكد التمسّك باستقلالية القرار الوطني وبمصلحة لبنان العليا في صياغة علاقاته الخارجية والالتزام بمقتضيات انتمائه الى المنظومتين العربية والدولية حتى لا تتشوَّه هوية لبنان ويصبح في عزلة عن محيطه العربي والدولي".

وفي اليوم التالي، انعقد في دار الطائفة الدرزية في فردان اجتماع للهيئة العامة برئاسة شيخ العقل نعيم حسن، وشدد على "أهمية تحصين عمل مؤسسة المجلس المذهبي وتفعيله بصفته المؤسسة الرسمية الشرعية المنتخبة التي تمثل كل أبناء الطائفة، وبان الرد على كل الحملات هو بمزيد من العمل لخدمة الطائفة والوطن. واكد حسن  "اننا نثق بسياسة وليد بك الوطنية الحكيمة ودورها التاريخي المسؤول لحماية لبنان وطائفتنا المعروفية."  ولئن حرص رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط على التأكيد ان الاجتماع عادي وهدفه تفعيل المؤسسات، فإن الاوساط السياسية تدرجه في خانة الرد المباشر على ما جرى في الجاهلية في اربعين محمد ابو ذياب والمواقف التي اطلقت خلاله والتي تعتبرها الاوساط "امر عمليات سورياً" بغطاء ايراني. وفي اطار الرد على تكريس الزعامة الجنبلاطية، تتحضر الساحة الدرزية لمشهد جديد سيتظهر قريبا بولادة معارضة درزية أبرز أقطابها رئيس "الحزب الديمقراطي" طلال ارسلان ورئيس "حزب التوحيد" وئام وهاب، تنبثق من رحم "لقاء خلدة" الذي جمع ارسلان ووهاب في كانون الثاني الماضي.

ازاء هذا الواقع، تسأل الاوساط، الم يحن اوان عودة الدولة الى الدولة والقرار الى السلطات الرسمية فيثبت العهد القوي بالممارسة لا بالقول انه قوي عن حق وجدارة؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o